سامي النصف

مؤتمر وطني لإصلاح اللعبة السياسية

فاتنا في عجالة مقال أمس شكر سعادة رئيس مجلس الأمة المحبوب جاسم الخرافي فله منا العذر، والعزاء الحار لآل الفليج والنصار الكرام وللأخ أحمد النصار عضو مجلس الأمة السابق على فقيدتهم نورة الفليج، للفقيدة الرحمة والمغفرة ولأهلها وذويها الصبر والسلوان.

نحتاج في الكويت وبشكل ملح ومستعجل الى مؤتمر وطني يهدف لإصلاح اللعبة السياسية، فلم تعد مقولة «إصلاح الديموقراطية بالمزيد من الديموقراطية» تساوي حتى الحبر الذي تكتب به، ما نحتاجه هو صراحة تامة تسلط الضوء على أمراض تجربتنا الديموقراطية الممارسة دون تعديل منذ نصف قرن، ووضع الحلول الناجعة لتلك الأمراض واحدا واحدا.

إشكال هام سبق أن تطرقنا له إبان استجواب السنعوسي الذي فقدته الكويت كأحد أهم الوزراء ممن كان لهم ان يطوروا الإعلام بشكل حقيقي، والاشكال هو ان أي استجواب يقدم ضد أي وزير لن يجد ـ على الأرجح ـ من يدعم ذلك الوزير من النواب مما يعني ان تقديم الاستجواب مهما كانت تفاهته هو بمثابة إصدار شهادة وفاة سياسية للوزير المعني، إننا بحاجة الى ثقافة شعبية جديدة تقف مع الوزراء الجيدين وضد الاستجوابات الكيدية حتى لا نفقد الكفاءات والشخصيات العامة النظيفة لصالح من يستبيحوا الأموال العامة مكتفين بتحقيق الرغبات الخاصة لبعض النواب واستقبالهم وتوديعهم عند الأبواب.

الشيخ سعود الناصر، أحمد الكليب، عادل الصبيح، يوسف الإبراهيم، محمد أبوالحسن، محمد الجارالله، محمود النوري، وغيرهم ممن قد لا تسعفنا الذاكرة بذكرهم، أسماء لشخصيات كويتية كفؤة نظيفة بارزة أصابتها سهام الاستجوابات الكيدية فأبعدتها عن المراكز العامة ما حرم المواطنين من الاستفادة من قدراتهم المميزة في بلد صغير يفتقد بشدة للكفاءات الوطنية.

السؤال كم من ضحية سياسية جديدة ستذبح على قربان المراهقة السياسية والمزايدات الانتخابية حتى نعي الحاجة لتعديل دستوري أو لائحي يعطي لمكتب المجلس حق فحص وتمحيص الاستجوابات والحد من العبثي منها حفاظا على سمعة بيت الشعب الأبيض الواقع على شارع الخليج.

آخر محطة:
أوضاعنا المختلفة في الكويت وكم الهواية وعدم الاحتراف الذي نعيشه امتدت للعمل السياسي، حيث نلحظ ان كتلتي العمل الشعبي والعمل الوطني ممن لا تمثيل لهم في الوزارة القائمة يبدون كما هائلا من الحكمة والتعقل فيما يخص الاستجوابات وعمليات التحفيز السياسي، بينما تنفرد الكتلة الأكثر تمثيلا في الحكومة بخلق ودعم الاستجوابات القائمة والقادمة (!)، أمر يحدث فقط في دولة الكويت.