سامي النصف

الجاحظية

يحيط سفير الكويت في الجزائر الأخ شملان الرومي الوفد الكويتي برعايته الكاملة وقد أقام مساء الأمس حفل عشاء حافلا حضره كثير من الشخصيات الجزائرية البارزة وكافة أعضاء الوفد الكويتي، وقد قدمت فرقة حمد بن حسين ألوانا جديدة من الفن الشعبي هزت الحضور وجعلتهم يشاركونها في الغناء والبهجة.

وفي زمن يختلف ويدمر به أبناء الشعب الواحد أوطانهم نجد أن الثقافة والأدب والإبداع أضحت أحد عوامل توحد الأمة، لذا قمنا بزيارة جمعية «الجاحظية» الجزائرية التي يرأسها الكاتب المعروف الطاهر وطار وقد أثنى ادباء ومثقفو الجزائر أثناء اللقاء بهم في الجمعية على دور الكويت الثقافي، وثمنت الجمعية للدكتورة سعاد الصباح والسيد عبدالعزيز البابطين دعمهما الموجب للجمعية التي كادت تتوقف لولاه.

وقد تبعت ذلك زيارة للمكتبة الوطنية الجزائرية التي تعتبر وبحق مفخرة ومنارة للثقافة، حيث تمتاز بجمال منظرها واتساعها وتعدد طوابقها التي تقارب 15 طابقا، اضافة الى استخدامها الأنظمة الحديثة في ادارتها، كما لحظنا امتلاءها بالطلبة والباحثين وهو عكس ما يروج عادة من انصراف شباب وشابات هذه الأيام عن القراءة والاطلاع.

ومن الأعراف الجميلة اهداء كثير من الجزائريين مكتباتهم الخاصة للمكتبة الوطنية، وهو أمر نأمل أن نرى مثيلا له في الكويت بدلا من اندثار تلك المكتبات وضياعها، وفي هذا السياق وددنا ان يتحول دور الملحق الثقافي الكويتي من شخص يهتم بقضايا الطلبة في البلدان المختلفة، وهي مهمة يمكن ان يقوم بها شخص آخر، الى اهتمام حقيقي بالثقافة والابداع عن طريق الاتصال الدائم بالمفكرين والمثقفين ومعرفة اشكالات ونشاطات الثقافة في البلدان المعنية، وكان الزميل صالح السعيدي خير من مثل هذا الدور في الجزائر.

من الأمور المهمة التي طرحها رئيس الوفد الأخ علي حسين اليوحة أثناء ترحالنا بين الأماكن المختلفة ـ وهو الشخص الضليع بعلوم الآثار والحفريات ـ حقيقة الحاجة لدعم الشباب الكويتي وحثهم للتوجه لمثل تلك العلوم والتخصصات بدلا من البقاء في المكاتب، وقد ابدى استغرابه من الفارق بين ما يعطى لموظف الجمارك او الشرطة من مكافآت عند اكتشاف المخدرات، وبالمقابل حرمان من يكتشف اثارا لا تقدر بثمن من اي منح أو مكافآت.

آخر محطة
 قام الفنان محمد المنصور إبان حفل عشاء السفير الفاضل شملان الرومي بعرض مقاطع من مسلسل «أسد الجزيرة» مما جعل جميع الحاضرين يقتنعون بأننا أمام عمل درامي ضخم وغير عادي سيكون فتحا وبداية للدراما الكويتية متى ما تم عرضه.