سامي النصف

الانتظار في المطار يؤدي للإبداع!

غادرنا الكويت بدعوة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب للمشاركة في الاسبوع الثقافي الكويتي الذي تقام أنشطته في جمهورية الجزائر الصديقة، وقد ترأس المهندس علي حسين اليوحة الوفد الكويتي الذي ضم ما يقارب 56 شخصية تنوعت نشاطاتها بين معرض للفنون التشكيلية والآثار الكويتية التي تظهر ان بداية الاستيطان في الكويت كانت منذ العصر الحجري الحديث اي قبل آلاف السنين، كما كانت جزءا من حضارة ديلمون، مما يظهر اصالة بلدنا.

وتأتي المشاركة الكويتية بمناسبة اختيار الجزائر عاصمة للثقافة العربية لعام 2007 وقد جرى الافتتاح بمشاركة غير مسبوقة لكبار المسؤولين الجزائريين وضم وزراء الدولة: الداخلية والثقافة والأوقاف والشؤون الاسلامية، مما يظهر مقدار الود والحب الشديدين اللذين تكنهما جزائر الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة للكويت حكومة وشعبا.

وقد قدم الاساتذة طالب الرفاعي وعبدالله خلف ورقتين موسعتين حول تاريخ الثقافة والأدب في الكويت وعلاقته بالجزائر، وعن دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تعزيز دور الكويت الرائد في المنطقة العربية، كما تطرق الاخوة الجزائريون بالمقابل وبشكل موجب إلى الاصدارات الكويتية مثل مجلة العربي وعالم الفكر والبيان وسلسلة اقرأ ودورها في الثقافة الجزائرية المعاصرة.

في المساء كان هناك حفل عشاء اقامته وزيرة الثقافة الجزائرية خالدة تومي في فندق جنان الميثاق، وقد التقينا الدكتور محيي الدين عميمور مستشار رئيس الجمهورية السابق وعضو لجنة الشؤون الخارجية الحالي وابنته طالبة الحقوق، وقد بادرنا بالحديث للوزيرة الفاضلة عن معارك القلم التي حدثت بيننا على صدر صفحات جريدة الشرق الأوسط ابان حرب تحرير العراق، وجاء مقترح الحل على ان تتم عملية تناسب بيننا عبر زواج احد أبنائي من ابنته شديدة الرقة والجمال والأدب، ولم تقصر الوزيرة الودودة في محاولة تعليم الوفد الكويتي كيفية تقطيع الخروف بالأيدي والأصابع، وبالطبع لم يكن الوفد الكويتي وعلى رأسه سفيرنا في الجزائر الأخ الفاضل شملان الشملان بحاجة الى توجيه بهذا المجال.

يتبقى أن تاج حفل مهرجان الافتتاح وما أثلج الصدور وأسعد الحاضرين وخلق التفاعل الجماهيري الواسع معه هو الأداء البحري المتنوع لفرقة حمد بن حسين الشعبية التي شاء سوء الحظ ان تبقى يوما كاملا في مطار روما، وان تصل الى الجزائر من المطار مباشرة للحفل لتطرب الجمهور الذي ملأ مسرح قصر الثقافة وتجاوب معها بالمشاركة بالتصفيق و«اليباب» أي زغاريد النساء.

وقد أثنى بشدة مضيفنا ومرافقنا د.علي الخلاص المختص بالتراث البحري الجزائري على ما قدمته فرقة حمد بن حسين مذكرا بحقيقة انه وبرغم وجود ساحل جزائري يمتد لـ 1200 كم وكون الجزائر قوة بحرية مهيمنة في البحر الأبيض المتوسط حتى ما قبل مائتي عام الا انهم يفقدون وجود فن بحري جزائري، وعزا ذلك لقيام الاستعمار الفرنسي بحرمان الجزائريين من البحر ودفعهم الى الداخل، وأضاف ان احد أسرار ابداع فرقة حمد بن حسين هو طول الانتظار في المطار، ومن ثم يرى ضرورة التكرار مع كل دعوة مقبلة للفرقة.

آخر محطة:
تعجز الكلمات عن ايفاء رجال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حقهم لدورهم في رفع اسم الكويت وتعزيز العلاقة بين البلدين عبر العمل الابداعي والجهد الشاق الذي يقارب الكمال والمستمر منذ الصباح حتى المساء.