سامي النصف

لا لعمر أفندي

أراضي الكويت أغلى من الذهب، حتى ان البعض يعتقد أن حبات ترابها هي خليط من اللؤلؤ والالماس لتبرير ذلك الغلاء الفاحش، وعليه لا يستطيع أي تاجر شراء أرض مترامية الاطراف ليقيم عليها المشاريع الضخمة لعدم الجدوى الاقتصادية لذلك الأمر، ومن ذلك كانت فكرة B.O.T الرائعة التي تزاوج بين مصالح الدولة التي تقدم الاراضي القاحلة مقابل ايجار مالي وعودة المباني لها بعد حين، والمستثمر الذي يخلق بأفكاره وأمواله ومتابعته المشاريع المختلفة، والمواطن المستفيد الاول من تلك المشاريع التنموية المهمة التي يعمل بها آلاف الناس ويزورها الملايين.

وقد أمضيت اجازة العيد متنقلا ومتجولا بين مشاريع الـ B.O.T المختلفة من الخيمة مول شمالا حتى سوق الكوت جنوبا مرورا بأسواق شرق والسالمية والمارينا وافنيو وماجيك وغيرها، وقد وجدت أن تلك المشاريع هي الانجاز التنموي الوحيد في البلد خلال العقد ونصف العقد الماضيين.

ويقول لي زميل اعلامي يقطن الجهراء منذ 40 عاما ان الخيمة مول والاسواق التي داخله هي المشروع الوحيد الذي أفاد المنطقة، ومثل ذلك ما استمعت له من أصدقاء التقيتهم في الفحيحيل، والحقيقة ان ما يجب أن يحاسب عليه القائمون على تلك المشاريع من قبل الاخوة النواب الافاضل، بل وحتى المواطنين هو ما اذا كانوا قد «استرخصوا» العمل فيها كونها سترجع في النهاية للدولة، والحقيقة الجلية التي توجب رفع العقال تحية لهم جميعا هي كم الصرف والبذخ على تلك المشاريع الحيوية التي قل أن تجد لها مثيلا في أغلب دول العالم.

ان التساؤل المحق الهادف للصالح العام هو: ما البديل لمشاريع B.O.T ما دمنا قد علمنا أنه لا يوجد مشروع اقتصادي يوفي بحق شراء الأرض ناهيك عن تكاليف البناء الفاخر؟!

أرجو ألا يقترح أحد أن تقوم الحكومة ببناء الاسواق والمتنزهات والحدائق الترفيهية وتملكها وادارتها، أي التوجه لما نكصت عنه الصين الشيوعية وما عادت عنه الشقيقة الكبرى مصر التي اكتشفت أن الحكومة لا تستطيع ادارة وتشغيل أسواق عمر أفندي وشيكوريل المصادرة من القطاع الخاص.

ان النهج الأمثل للتعامل مع مشاريع B.O.T الاقتصادية هو عبر النظر لها من الزاوية الاقتصادية البحتة ومن ثم شكر من أجزل الصرف المالي عليها والجلوس معه لمعرفة أسباب المشاكل والمخالفات، فتغيير الاستخدام قد يكون بسبب عدم واقعية مطالب املاك الدولة أو البلدية كأن يطلب من المستثمر أن يخصص كامل المساحة لنشاط ما تثبت المعايشة وحاجة المواطنين والمقيمين والمعادلة الاقتصادية الصحيحة ضرورة العدول عنه، ومن ثم لا ضرر ولا ضرار من تغيير الاستخدام لما يخدم السكان طالما لم يزرع بالممنوعات أو تسخر مساحته لإنشاء حمامات سباحة لعائلة المستثمر، وكله سيرجع في النهاية للوطن والمواطنين.

في الخلاصة: لم تخطئ الحكومة على الاطلاق بتأجير الاراضي العامة للمستثمرين ممن خاطروا بأموالهم ومازالوا ـ رغم كل ما يقال ـ لمصلحة الكويت وشعبها في وقت أحجم فيه آخرون خوفا من المجازفة، بل ان بيت التمويل ـ إن أسعفتني الذاكرة ـ قد أعطي أرض المارينا في السالمية قلب البلد التجاري وعلى البحر مباشرة فأرجعها للحكومة خوفا من خسارة المشروع.

وتبقى معرفة حقيقة ان أراضي الشعب قد وضعت لخدمة الشعب عبر المشاريع التنموية الضخمة التي تقام عليها، لا أن تترك خالية تلعب على أرضها الفئران وينعق فوقها البوم، وتلك الاراضي لم يفرط بها احد كونها كانت ومازالت ملكا للدولة والناس، ولن يخرجها أحد معه من المطار.
 
آخر محطة:
هل سيسمى ضحايا الحرب الشرسة القائمة بين شهداء الاقصى (فتح) وشهداء عز الدين القسام (حماس) بـ .. الشهداء؟!

سامي النصف

منتديات الإنترنت

عقول الشــباب هذه الأيام تتشكل على مــنتديات الانترنت أكثر منها على صفحات المجلات والجرائد، وقد بدأت منذ اليـــوم الأول لاستخدامي الشبكة العنكبوتية بالمشاركة في عشرات المنـــتديات الأكثر شهرة على مسـتوى الوطن العربي للرد على الاتهامات التي تصيب الكويت وما أكثرها، ولم أشارك طبقا لذلك الهدف في المنـتديات الكويتية المحلية.

ومما لاحظته أن التيار الثوري المتطرف بكافة أنواعه والمعتمد على بث الفرقة بين شـرائح المجتمعات عبر التأجيج الطائفي والعرقي والطبقي والتحريـــض على الانـظمة وتشجيع الثورة هو المالك والمتصدر الاول لعالم المنتديات بشكل مطلق، بينما يقل لحد يقارب الانعدام وجود المواقع العاقلة أو الموضوعية.

وتعتمد كثير من الشبكات الثورية المؤدلجة التي تستقطب عقول الشباب العربي والخليجي وتزرع في عقولهم فيروسات الارهاب والتحريض والتثوير على «أشباح» محترفين مقتدرين يطلقون على أنفسهم ألف اسم واسم، فيدعون على سبيل المثال الانتماء لبلد عربي أو خليجي لشتم بلد آخر ثم يقومون عبر معرفهم الآخر بالرد القاسي وهكذا الحال بالتحريض بين الطوائف للاخلال بالسلام الاجتماعي في المجتمعات حتى يكبر الشباب وكراهية الآخر هي من يحكم تصرفاتهم.

وجرت العادة في مثل تلك المنتديات الشريرة على طرد من يتوسمون فيه الخير والاصلاح والتعقل، وبالمقابل فرش البساط احمدي للمتطرفين حتى ان أحد شواذ مجتمعنا من الكتاب وفرت له عشرات المعرفات الوهمية كي يقوم بشتم الكويت بشكل يومي والثناء الشديد على المقبور صدام.

ومن طرق تدليس تلك المنتديات التي يجب أن ينتبه لها الشباب تضخيم عدد المشاركين أو الرد بعشرات المسميات المصطنعة على أي رأي عاقل، وبالمقابل استخدام عشرات المسميات للثناء على أفكار التأجيج والتطرف الشاذة ومعها دعم التهم غير المثبتة بحق الآخرين.

وقد قام بعض «الشتام» المحترفين باستخدام تلك الأداة الخيرة للاساءة للآخرين.

والواجب أن تصدر الاحكام الرادعة المغلظة على كل من يقوم بتلك الافعال الشائنة، فالانترنت وبسبب مجانيته أكثر انتشارا من الصحف وتبقى الاساءة فيه لأزمان أطول، لذا يجب التعامل معه على أنه أداة نشر فاعلة، حيث ان التساهل بتلك الأمور سيفتح باب جهنم على مصراعيه ويتيح المجال للسباب والقذف بالأعراض دون عقاب أو حساب.

سامي النصف

أعدم صدام أم شبِّه لنا؟!

لو أن حكومة الولايات المتحدة قامت بإعدام صدام وأعلنت ذلك لصدقناها كونها حكومة شرعية لن تغامر بسمعتها لأجل انقاذ فرد واحد أيا كانت صفته، إلا أنها تبرأت من مشاركتها بعملية الاعدام تلك كونها قد سلمت الطاغية لممثلي الحكومة العراقية ليفعلوا به ما يشاءون وبرأت ذمتها تماما طبقا لذلك.

ولو أن الحكومة العراقية بالمقابل أعلنت أنها من أقامت الحد على أحد أكبر مجرمي العصر لصدقناها، وما جاز لأحد أن يشكك بتلك العملية، الا أن ما تواتر عن حكومة العراق قولها ان ميليشيات غير حكومية اختطفت الطاغية وقامت بإعدامه وتصويره، ولم يبق شاهدا على تلك العملية إلا شخصان أحدهما الربيعي، وهما بالقطع ليسا معصومين أو بعيدين عن رشاوى ومليارات صدام التي ما خصصت إلا ليوم كهذا.

ان اشكالية اعدامه من قبل ميليشيات مقنّعة اختطفته ليست بكونها تابعة للغر مقتدى الصدر حسب الادعية والصراخ المسجل الذي اسمع من به صمم، بل على العكس من ذلك فقد تكون تلك الادعية وذكر اسم «الصدر» قد قيلت لهذا الغرض تماما، أي للايحاء بأن تلك الميليشيات المعادية لصدام هي من قامت بخطفه وإعدامه وليست الميليشيات الموالية له.

ان ما يثير الريبة والشك في عملية الاعدام أمور عدة منها رباطة جأش صدام المعروف عنه الجبن والخوف الشديد، ولو كان شجاعا لما قبض عليه أصلا حيا كالفأر في الغار، ثم هناك عملية احاطة رقبته بلفة سوداء يمكن استبدالها سريعا بلفة سوداء أخرى صلبة حامية للعنق كالتي تستخدم في عمليات الشنق في الافلام السينمائية، ثم تأتي عملية التصوير المتقطع التي تنتقي ما تريد تصويره وتسجيله، وبالتالي فهي تدين وتنفي أكثر مما تثبت، وأخيرا ظهور صورته بعد العملية مباشرة، ولون وجهه أبيض وأحمر بدلا من أن يصبح أزرق كحال جميع المشنوقين ممن ينقطع الدم عن رؤوسهم نتيجة للشنق.

بعد ذلك كانت عملية تسليم الجثة المدعاة لثلاثة أشخاص فقط قد يكونون من المتعاونين معه وظهور لقطة مصورة قطعت سريعا تظهرهم وهم يعاينون وجه الجثة دون اظهار الوجه (!)

ولا يستغرب في هذا الصدد أن تكون مليارات صدام قد اشترت بعض الذمم لشخصيات بارزة، واشترت معها جواز مروره لدولة مجاورة ومنها لقصوره المنيفة في بلدة صدام الثانية أو بلد صدام الثاني.

وليس غريبا، والناس مختلفة بشدة على اعدام الميت الحي صدام، أن يكون في نفس اللحظة جالسا في قصره المنيف بليبيا وعلى يمناه ويسراه أهله ومريدوه وهو يقول لهم ضاحكا كما قال الزعيم عادل إمام «شفتوني وأنا ميت، أجنن وأنا ميت».

في رحلتك القادمة اذا ما شاهدت ليبيا يحمل جواز سفر ديبلوماسيا شكله أقرب لصدام مع بعض التغييرات التجميلية، فالأرجح أنه هو وليس شخصا يشابهه، وليس مستبعدا أن يكون تمثال صدام المشنوق الذي أقرت الحكومة الليبية بناءه قد وضع أمام قصره المنيف بليبيا كونه ـ خطية ـ لا يستغني قط عن مشاهدة صوره وتماثيله حتى في موته!

آخر محطة:
 أحر التعازي القلبية لآل الصقر والجيماز والحمود والعبدالجليل على فقدائهم الاعزاء، للراحلين العفو والمغفرة ولأهلهم وذويهم ومحبيهم الصبر والسلوان.

سامي النصف

لبن.. سمك.. تمر هندي

سفر الكبار قبل الصغار في عطلة العيد يؤكد المقولة غير المنصفة للكويت القائلة انها «ديرة تضيق الخلق»، والتي سببها الرئيسي التزمت الاجتماعي المانع للحفلات والافراح والذي يقف خلفه بعض النواب الافاضل ممن يشددون على المواطنين البسطاء ولا يتركون عطلة دون سفر، وفي هذا السياق لماذا لا يتم تزيين شوارعنا بالاضاءات الملونة تحضيرا لقدوم العيد «السعيد» كحال الدول الاسلامية والمسيحية الاخرى؟

ام ان عيدنا لا يكتمل الا بمحاربة عناصر البهجة فيه؟

دخلت مع العائلة لمشاهدة أحد الافلام التي يكتب في تصنيفها «P.G»، اي انها متاحة لكل افراد العائلة، ولاحظت ان السينما تمتلئ بالاطفال، واكتشفت مع بداية الفيلم انه من النوع المرعب الذي يجب الا يسمح لاقل من 18 عاما بدخوله، نحن ضد الرقابة بجميع اشكالها الا اننا مع التصنيف الصحيح للافلام والمسرحيات، سواء فيما يخص المشاهد او حتى المواضيع، حيث ان الاغلبية العظمى من الافلام العربية يجب ان تصنف للراشدين فقط بسبب وفرة الحديث عن الجنس فيها. لدينا في الكويت بالعادة صيف واحد طويل و3 مواسم ربيع، حيث لا تتساقط اوراق الاشجار في خريفنا، كما ان درجة الحرارة شتاء مقبولة واقرب للربيع في البلدان الاخرى، هذا العام شهدنا موسم شتاء حقيقي لا نعتقد انه سيطول.

وما نرجوه، وموسم الربيع الثاني سيأتي سريعا بعد ايام قليلة، الا ندمر بيئة الصحراء عبر التصرفات غير المسؤولة التي نشهدها. ما نرجوه من وزارة الداخلية ومسؤوليها الافاضل ونحن في زمن تفشي الجرائم بجميع انواعها، ان تأخذ من تجارب عمدة نيويورك جولياني فتتعمد اظهار الهيبة والقوة مع اي حادث امني، حتى لو صغر، وذلك عبر ارسال اعداد كبيرة من سيارات الشرطة لا الاكتفاء بارسال سيارة او سيارتين لاحداث الشغب، في هذا الصدد تعرض قنوات مثل ديسكفري وهيستري (التاريخ) وغيرهما اشرطة حقيقية مهمة وثرية لكيفية استخدام التقنيات الحديثة لاكتشاف الجرائم والمجرمين، نرجو من قسم العلاقات العامة في وزارة الداخلية نسخها وتوزيعها على الدوائر المعنية لما فيها من فائدة جمة.

اصدرت العلاقات العامة بوزارة الداخلية مشكورة احصائيات الجرائم لعام 2005 وتم تقسيمها لاربع مجموعات مختلفة سلطت الضوء على نسب ارتكاب الجرائم للجاليات المختلفة المقيمة في الكويت، وسنعود لتلك الاحصائيات بالتحليل والتعليق في مقالات قادمة، ما لفت نظرنا بشكل صارخ وجود مجموعة لا تتعدى 3300 فرد صنفت على انها من جنسيات عربية غير رئيسية مختلفة، اتضح ان نسبة جرائمها في المجموعات الاربع تزيد بما يقارب 800% عن معدل جرائم جميع الجنسيات الرئيسية الاخرى المقيمة في الكويت، ومنها بالطبع الكويتيون.

آخر محطة:
صور معبرة منها ما نشرته «الأنباء» على صدر صفحتها الاولى بالامس، حيث تظهر اردنية تجهش بالبكاء بينما لم نشهد دمعة واحدة تسفك من رغد ابنة صدام على مقتل ابيها الذي لاحظنا ان وجهه لم يتغير الى اللون الازرق كما يحدث لمن يشنق نظرا لعدم وصول الدم اليه، بل كان ابيض واحمر، نرجو الا يدعي احد الكرامة للطاغية، حيث ان هناك مبررات اخرى نتركها ربما لمقال لاحق.

سامي النصف

فرقاك يا صدام عيد

انتشرت على منتديات الانترنت السعودية اعادة لفتوى مرجع الاسلام الراحل الكبير عبدالعزيز بن باز القاضية بتكفير صريح لصدام حسين لجرائمه في العراق وايران والكويت وانتمائه لحزب البعث الدموي، وفي ذلك خير رد على من يحور قضية اعدامه عن مقاصدها العادلة الى امور اخرى.

لمن يحتج على اعدام الطاغية بهذا اليوم او ذاك نقول: ان جميع ايام الله فضيلة، ولو اعدم في اي يوم آخر لما عجز ايتامه وماكينته الاعلامية والمرضى من عشاقه عن ايجاد مبرر للاحتجاج على ذلك التاريخ كونهم يرومون في النهاية ان تذهب جرائمه دون عقاب.

اعدام صدام تم لجرائمه الكبرى بحق جميع الشعب العراقي وشعبي ايران والكويت، ولم يعدم الطاغية ارضاء للغر مقتدى الصدر، لذا لا يعتد بما قاله بعض الحضور ممن لا يعرف هويتهم احد من ثناء على الصدر، وكأن تلك العملية تمت لحسابه الشخصي، مما اثار حنق الملايين وجعلهم يتعاطفون، للاسف، مع صدام في لحظاته الاخيرة.

وليست هذه المرة الاولى التي يتسبب بها الشاب مقتدى في تعاطف الخلق مع صدام، فجرائم الابادة الكبرى التي يرتكبها جيشه بحق الابرياء من رجال ونساء والفوضى العارمة التي يساهم بها جعلت العالم اجمع يتساءل عن الفائدة من استبدال طاغية واحد بعدة طغاة وانتقال عمليات القتل والابادة من القصر الى الشارع ومن ثم لوم طرف بحق وغض النظر عن لوم الطرف الآخر.

مات صدام وجرائم جهازه باقية، فالعراق يتعرض اليوم لحملة ابادة شاملة وسعي حثيث لتقسيمه واشعال الحرب الاهلية بين ابنائه، يساهم بها التكفيريون من جهة، ورجال مخابرات صدام من كل الفئات ممن يفخخون السيارات دون علم بعض اصحابها، ثم يفجرونها عن بعد بالتجمعات الشعبية لفئة من الشعب العراقي، ثم يقومون بتحريض الطرف الآخر على عمليات القتل والخطف على الهوية من جهة أخرى، وما بين الاثنين يقاسي الشعب العراقي المنكوب ويبتعد عن الاستغلال الامثل لثرواته الناضبة سريعا.

كيف للسياسي والديبلوماسي عمرو موسى ان يترحم على صدام ومن ثم يجعل كل الشعب العراقي يكره العرب والجامعة العربية؟

ولماذا تكرر القيادة الفلسطينية غلطتها الفادحة الكبرى بالاصطفاف مع صدام ثانية ومن ثم خسارة الشعب العراقي وتعريض عشرات آلاف الفلسطينيين الموجودين بالعراق لتحمل تبعات تلك المواقف الخاطئة؟

الم يكن من الافضل بالامس (عام 1990) واليوم ان تتفرغ القيادة الفلسطينية لقضية شعبها المأساوية بدلا من الاصطفاف مع الطغاة وقتلة الشعوب؟

آخر محطة:
تموت يا صدام خزيا تهاب الحبال والقيود
اعدامك يا صدام فرحة وفرقاك يا صدام عيد.

سعيد محمد سعيد

مذكرات «قنصوه الغوري البحريني»

 

لعله كان يستحق لقب «جابر عثرات الكرام»، لكن لا بأس من اختيار اسم آخر… لاحقا! بعد مرور أربعة أعوام ونيف، وبعد أن جمعت قصاصات كثيرة مثيرة غزيرة مما يصلح لأن يصبح لونا أدبيا جديدا يضاف إلى عالم الآداب للكاتب الفذ العظيم الذي صال وجال تحت قبة البرلمان، وأبلى بلاء حسنا! شهدت على حسنه بعض الصحف وأشاد به كتاب ونقاد آخرون، وجدت نفسي عاجزا عن اختيار اسم لذلك اللون الجديد من الأدبيات المكتوبة في صنفها الأول، والمقروءة في صنفها الثاني، والخطابية في صنفها الثالث. المهم أنني عجزت عن اختيار الاسم المناسب، لكن لا بأس من أن نتداول نتفا من تلك اليوميات لأن فيها ما يهم مصلحة الوطن والمواطن، وتلامس في كثير من الأحيان الحياة الاجتماعية والمسار السياسي في البلاد النائم الذي استيقظ ذات يوم، استيقظ من نومه مفزوعا… كئيبا مخنوقا متألما على ما ألم بالمجتمع من مشاعر أخوية ومن مبادرات طيبة لرأب الصدع وإصلاح ذات البين بين أهل البلد، وكأن الكابوس المرعب الذي حل عليه في تلك الليلة، أفقده ما تبقى من صواب! فراح يكتب ويرسل إلى الصحف – كما تعود أن يفعل – ليقول للناس: «علينا بطاعة أولي الأمر… لن نطيع غيرهم… طاعة ولي الأمر واجبة»! لكن الناس العقلاء، كل الناس العقلاء، كانوا يعلمون أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن ذلك «النائم» استيقظ كالفتنة، وهي لم تنم أصلا لا في عقله ولا في قلبه! فجأة، وجد أن المواطنين ضحايا إرهاب التسعينات يجب أن يحصلوا على حقوقهم من الدولة، لأنهم سقطوا ضحايا لممارسة البعض أعمال العنف والإرهاب بحق المواطنين والمقيمين الأبرياء، الذين ذهبت أرواحهم في سبيل الوطن، ودفاعا عن مكتسباته وانجازاته التي انتهكت من قبل أيدي الظلم والإرهاب، ومن هذا المنطلق فلابد للسلطات والمجتمع، من فتح هذا الملف وإعادة النظر في تفاصيله المختلفة والآثار المترتبة عليه. فهناك العشرات من المواطنين والمقيمين تضرروا كثيرا نتيجة حوادث التسعينات، وبعضهم راح ضحية أداء الواجب الوطني، وآخرون ذهبوا ضحية قيام البعض بالتخريب وتدمير المنشآت العامة والخاصة، وهؤلاء جميعا يجب أن تعاد حقوقهم المسلوبة.

فساد وتوظيف عنصري طبعا، لا يمكن أن يسكت عن العنصرية والتمييز وهو من لا يخشى في الله لومة لائم! فقد وجد أن الوزير (…) والوزير (…) في حاجة إلى تأديبٍ بسبب الفساد والتوظيف العنصري وغير العادل في وزارتيهما، لا سيما مع وجود عصابات وحنث لليمين الدستورية التي لم يحترمها ذانك الوزيران، ولم يحترما قسمهما عند تولي منصبيهما، ولأنه ليس مهيئا لتقديم دروس في الوحدة الوطنية من «بواب»… فقد ألقم حجرا. كل ذلك مما ذكر وأكثر، جعل «قنصوه» يضج غضبا.. فمن جهة، كشفه المجتمع بأسره اللهم إلا من قبل مريديه و»دافعيه» المختفين الذين يعلمون هم أصلا حقيقة فعله وعمله وبأمر من يأتمر، ومن جهة أخرى، لم يرق أداؤه للكبير الذي علّمه السحر، فما كان منه إلا أن صبّ جام غضبه على اليهود والنصاري و… الرافضة! نعم، لا يقبل صاحب الجبين المقدس إلاّ الدفاع عن الإسلام وبني الإسلام، وجاءت العبارة رنانة في خطبته: «اللهم العن اليهود والنصارى والرافضة، وأرني فيهم يوما أسود». القصاصات كثيرة، ومتنوعة، ومختلفة اللون والرائحة لكنها من صنف واحد… وقد وجدت أنه من الحكمة عدم التطرق إلى بعضها، لأن فيها من السم ما يمكن أن يودي بحياة الإنسان بمجرد النظر! لكن السؤال الأهم والأكبر: «لماذا جمعت تلك المذكرات؟ والإجابة هي لأنني حاولت مرارا وتكرارا أن أفهم… لماذا يفعل قنصوه الغوري البحريني كل هذا؟ ولمصلحة من؟ وما الذي حققه حتى الآن سوى المزيد من الألم له ولغيره، وجعل القلوب، التي يريدها ولي الأمر مؤتلفة.. وبسبب أفكار «قنصوه» مختلفة متفرقة. هل يمكن أن يقضي الواحد منا بعض الوقت ليقرأ بتمعن تلك القصاصات/ المذكرات ليحدّد ما يناسب منها المجتمع ويحدّد خطوط التنافر والتقارب؟ ثم يتحفنا بالعبرة والخلاصة. المهم، تلك كانت بضع قراءات سريعة من قصاصات «قنصوه الغوري» البحريني… فيها الكثير مما يمكن اكتشافه ونتف آخر مما لا يمكن… والغريب في الأمر، أن هذا الغوري لديه نائبه «طومان باي»… كالصنو للصنو، لكن من هو قنصوه الغوري ومن هو طومان باي؟ يا صديقي… جولة عبر «غوغال» تكفيك العناء!

سامي النصف

أيتام صدام اللئام

الحمد لله الذي أطال في أعمار أهل الكويت وأعمار أهل العراق وإيران ليشهدوا إعدام أحد كبار طغاة العصر الذي دمر، بخسة ودناءة، مقدرات الشعب العراقي الحضارية ثم امتد طغيانه وشره لتدمير مقدرات وانجازات شعوب الدول المجاورة.

وقد استغربنا من تركيز بعض الفضائيات التي ليست فوق مستوى الشبهات على مشاهدين من بلدان عربية تسألهم بخبث أو جهالة عن صدام وهم ممن لم يذوقوا قط طعم حكمه وقمعه وقتله وإبادته، بل كانت هناك انتقائية في عرض من يثني عليه فقط في تلك اللقاءات، وكان الواجب ان تسأل فقط العراقيين والكويتيين وبعض الإيرانيين فهؤلاء فقط هم شهود العدل في تلك القضية.

وقد بدأ أيتام صدام اللئام من مرتشيه ومستلمي كوبونات النفط بالبكاء والنواح على ولي نعمتهم والبعض الآخر من هؤلاء هم من معتنقي ومدمني ثقافة عشق الطغاة في بلداننا العربية، فكلما هلك طاغية أو سيد بحثوا ـ كالعبيد ـ عن طاغية أو سيد آخر يمدحونه ويبررون له جرائمه وتصرفاته.

فمثل تلك الثقافة السائدة هي التي خلقت لنا من عشق حتى النخاع الطاغية الابادي هتلر عندما كرهه وحاربه العالم، وعندما انتحر عشقوا ستالين ثم تبعوه بالجري والتطبيل خلف كل طاغية مدمر في محيطنا العربي الهادر حتى انتهوا بمعشوقهم الأكبر آخر الطغاة وأسوئهم الهالك صدام.

وقد حاول بعض أيتامه ان يحيلوا عملية إعدامه المباركة الى قضية طائفية يتاجرون بها ويحصدون العطف بسببها ناسين ان المقبور قد عدل في ظلمه بين العراقيين والكويتيين والإيرانيين ويذكر الشعب الكويتي جيدا، وهو شاهد عصر، ان جلاوزة صدام لم يعطوا أفضلية للسني على الشيعي الكويتي في نهج القتل والنحر والإبادة.

كما حاول البعض الآخر من الأيتام اللئام اعطاء مبررات غير منطقية لتاريخ إيقاع القصاص العادل به، ناسين ان من حاكمه ونفذ الحكم به هم أفراد من الشعب العراقي وبالطبع لو تم إيقاع ذلك القصاص في أي يوم آخر من أيام السنة الأخرى لبحثوا في التاريخ العراقي والعربي والإسلامي كي يتم تأويله لخدمة أغراضهم الشريرة.

يتبقى الشكر المستحق لإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش الابن التي مهدت، عبر تحريرها المظفر للعراق عام 2003، لتلك العملية التي انتهت بالقصاص العادل، ولولا ذلك لكانت جرائم صدام ومن بعده المجرمون من أبنائه قائمة ومستمرة ولن يتحدث أحد قط في بلد الإعلام الواحد عن الضحايا.

لقد فك التحالف الدولي الشعب العراقي من أسره ولا يسأل ذلك التحالف قط عما يقوم به السجين المظلوم عند فك أسره لذا فالواجب على من عانى من ظلم صدام ان يتأكد من ألا تجعل أعماله وأفعاله مجالا لترحم أحد على طاغية مات ومجرم فطس.

آخر محطة:
نقترح ان يبنى لصدام مرجم يرجم من خلاله شيطان آخر من شياطين الإنس وعلى القرب منه مأتم وحائط مبكى للأيتام والمرتشين والمخدوعين به.