هناك زاوية من زوايا ذكرى عاشوراء الحسين (ع) ليست ظاهرة إلا فيما ندر، وقد لا يسردها إلا كبار السن من «شياب» القرى وقلة من الشباب، وهي تعتبر من الأمور الطبيعية عند البعض، فيما يجدها البعض الآخر حالا من الحالات الخاصة، ألا وهي اهتمام شيوخ العائلة الحاكمة بذكرى عاشوراء الحسين عليه السلام والمشاركة فيها بوسائل مختلفة.
سأل صديق خليجي: «هل يحضر الشيوخ مراسم عاشوراء؟»، ولعلني أجد أن الحضور الأول هو المشاركة السنوية من جانب الديوان الملكي بتقديم المساعدات السنوية للمآتم، ثم لا يمكن إغفال التسهيلات التي تقدمها الدولة من قبيل توجيه الأجهزة الخدمية والمحافظات والمجالس البلدية لتوفير ما يلزم لإحياء هذه الذكرى… هذه كلها يمكن أن تدخل تحت عنوان «الحضور»، هذا اذا أضفنا اليها أمورا أخرى لا نعلمها كما هي الحال بالنسبة الى المشاركة السنية من جانب بعض أبناء العائلة الحاكمة في تقديم ما تجود به اليد تبركا بهذه الذكرى.
ثم هناك صورة أخرى، وهي المشاركة الفكرية، فوكيل وزارة الشئون الإسلامية السابق الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة قدم على مدى السنوات الثلاث رسائل للإمام علي ولسيد الشهداء (ع) ضمنهما مشاعر مختلطة من الحب والأسى والحزن والاعتزاز والشوق والدعوة الصادقة الى الله سبحانه وتعالى لنيل مرضاته بحب عترة المصطفى (ص)، ثم نأتي اليوم لنقرأ تصريحات وزير العدل والشئون الإسلامية الشيخ خالد بن علي الذي أراد تأكيد رسالته المتكررة بجعل موسم عاشوراء موسما لزيادة النسيج الاجتماعي قوة والوحدة الوطنية التحاما ليفهم خلق الله تلك الرسالة على أنها تعكس موقف الدولة من دون شك. أحد الشباب يقول: «وقعت مغشيا عليَّ في صبيحة أحد أيام عاشوراء لشدة الهول الذي أصابني بسبب رؤية مشهد ما… ولم أفتح عيني إلا وأنا بين يدي أحد الشباب يسقيني ماء بعد أن حملني مجموعة من الشباب… وكان ذلك الشاب من أبناء «الشيوخ» وكان يدرس معنا في المرحلة الثانوية». المهم يا جماعة الخير، أن محمد (ص) وأهل بيته عليهم السلام وصحابته الكرام، يجمعون أصحاب القلوب الطيبة البيضاء، واذا كان الجميع في ضيافة الحسين (ع) فنور على نور.