سعيد محمد سعيد

رافضي… ناصبي!

 

إذا أردتم أن تؤكدوا للعالم، يا معشر المسلمين، أنكم فعلا عباد الله الصالحين، وأبناء خير أمة أخرجت للناس ممن آمن بالله وبرسوله وباليوم الآخر، أقول إذا أردتم، وإذا أردت أنا، وإذا أردت أنت يا أخي الكريم، فلتعترفوا / لنعترف، بأننا أخطأنا طوال قرون مضت في فهم الإسلام، ووجدنا أنفسنا أمام صيحات وصرخات ودعوات للاعتدال والوسطية والعودة إلى المنهج الإسلامي المحمدي الصحيح، بعد أن نتمكن من إحراق كل الصفحات السوداء ممن تكدست في عقول وقلوب الناس بسبب مشايخ وعلماء و«مفكرين» و«مثقفين» سمّموا الأمة.

أعترف شخصيا، بأن المخزون الطائفي كبير جدا وقد بني على أكثر النماذج العلمية والاستنباطية والاستنتاجية والتحليلية دقة في الأوساط العلمية، حتى أن البعض أصبح يرفع شعار (من كتبهم… ومن كتبكم)، ولا أدري هل نحن كمسلمين، سنة وشيعة، ملزمون عقلا وتكليفا، بكل ما جاء في تلك الكتب؟ يعني باختصار، هل أنا ملزم بما قاله العالم «فلان» في شأن رضيعة أو وديعة لأنني جعفري؟ وهل يجب تطبيق وصايا العالم «فلان» في شأن التكفير والتفجير فقط لأنني سني؟

والله أيها الأحبة وجدت الكثير من الناس اليوم لا يعرفون من هو الرافضي ومن هو الناصبي… فصار الرافضي هو الشيعي… كل الشيعة، والناصبي هو السني… كل السنة! والسبب في ذلك زمرة ممن صدقت الأمة بأنهم علماء دين وأهل علم ومشايخ فضيلة وتقوى.

السؤال موجه إلى كل من يصله صوتي: «هل أنت رافضي أم ناصبي؟» لك أن لا تجيب إن لم ترغب في ذلك، لكن دعوني أوضح أمرا للتوضيح… الناصبي، هو الشخص الذي يعلن العداء والكراهية والبغض والحقد لأهل بيت رسول الله، من القدامى أم ممن يعيشون في وقتنا الحاضر، ولم يرد غير هذا الشرح في أي من كتب فقهاء الشيعة بحسب علمي، حتى يخرج علينا من يقول إن الشيعة يقصدون بالنواصب كل السنة.

كيف كل السنة، ومن له عقل، هل يقبل بذلك؟ دعونا من هذا الأمر، ولنعش ليالي الحسين (ع) في المحرق والمنامة، ولنسحق صراع الروافض والنواصب تحت أقدام المواطنين والمقيمين الشيعة والسنة (الذين يشاركون هذا العام بصورة ملفتة في المحاضرات والفعاليات الحسينية)، ودع الكلاب تنبح هناك في المزابل الأموية.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سعيد محمد سعيد

إعلامي وكاتب صحفي من مملكة البحرين، مؤلف كتاب “الكويت لاتنحني”
twitter: @smsmedi

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *