صورة الآسيوي المنتحر التي نشرت في «الأنباء» قبل ايام هي قضية انسانية يجب الا نمر عليها مرور الكرام، حيث لا تمر برهة من الزمن دون ان نسمع بمثل تلك القصص المأساوية، لذا نتساءل: بأي حق يستخدم بعض الناس الخدم ويعاملونهم كسخرة وعبيد في البيوت ومراكز العمل وبطريقة لا يقبلها انسان لحيوان، فكيف لانسان مثله؟
وقد عجبت لاخفاء وزارة الداخلية صور الزوج والزوجة الكويتيين اللذين لم يكتفيا بضرب وشتم الخادمة العاملة لديهما، بل انقضا عليها وقاما بخنقها وقتلها، اي لماذا حماية من تجرد من انسانيته وهو ما يدفع الخدم في بعض الاحيان اما للانتحار او لقتل الاطفال المؤتمنين عليهم؟
السكوت عن السرقات الصغيرة هو ما يخرب الذمم ويشجع على السرقات الكبيرة، نشرت جريدة «الراي» قصة المواطن فاخر الهوشل الذي بدل زيت سيارته لدى جمعية الصليبخات ودفع 5 دنانير ليستلم وصلا بعد ذلك يـظهر انه دفع 150 فلسا، وهو ما يعني قدرة من يعمل بالجمعية على سرقة الباقي، وتلك قصة متكررة لسرقات يومية نرى الكثير منها في الكويت التي لا يهتم احد فيها بطلب فواتير لما يدفع بعكس دول الغرب التي يحتاج المواطن فيها لتلك الفواتير عند ملء اقراره الضريبي السنوي، ألحظ الامر نفسه في بعض دور السينما والعديد من المحلات، لذا أصر عادة على الحصول على الوصل لعدم تشجيع عمليات «الحرمنة»، مع يقيني ان مثل تلك السرقات تتم عادة بالتواطؤ مع المسؤولين عن تلك المحلات.
اتعامل مع احد البنوك الكويتية والذي كانت الحكومة تملك حصة كبيرة فيه لمدة طويلة، مما ادى الى سوء ادارته، وتحول البنك الى شيء قريب من اي ادارة بيروقراطية اخرى.
افتقدت مساء الخميس البطاقة الائتمانية الصادرة من قبل ذلك البنك، لذا قررت الابلاغ عن فقدها حتى لا يساء استخدامها، فلجأت للرقم المعلن من قبله لاكتشف انه يعمل اثناء فترات الدوام الرسمي فقط، ثم لجأت للرقم الدولي للمركز الرئيسي في اميركا ليتم اخباري بعد فترة انتظار جاوزت الساعة أنه لا علاقة لهم بالبنك الكويتي الذي وضع رقمهم لخدمة عملائه، ولنا ان نتصور فيما لو سرقت بطاقة الائتمان الصادرة من ذلك البنك في بداية احدى العطل الكويتية الطويلة المعتادة، حيث سيتفنن السارق في عمله.
نصيحتي لكل من يحمل بطاقة ائتمان ان يجرب الاتصال بالرقم المرفق معها لمعرفة هل يعمل حقا 24 ساعة في اليوم ام اثناء الدوام الرسمي فقط قبل ان تقع الفاس بالراس.
آخر محطة:
كشف النقاب اخيرا عن محادثات رسمية لاحدى الدول الثورية اجريت سرا مع اسرائيل واستمرت سنين عديدة، كما اعترف بالامس وزير خارجية حماس محمود الزهار بانه التقى وقياديون تابعون لعدة منظمات فلسطينية بقياديين اسرائيليين كشمعون بيريز وغيره، وان تلك المحادثات السرية بدأت ولم تنقطع منذ عام 1988، رغم نبرة الاصوات العالية الرافضة في العلن الاعتراف باسرائيل.
تساؤلنا للثوريين من جميع الالوان: ماذا لو ان تلك المحادثات مع اسرائيل قام بها وزير الخارجية الكويتي؟!
والى متى نخضع قرارنا السياسي لمزايدات الآخرين فنصدق ما يقولونه لا ما يفعلونه؟