سامي النصف

قضايا متناثرة

صورة الآسيوي المنتحر التي نشرت في «الأنباء» قبل ايام هي قضية انسانية يجب الا نمر عليها مرور الكرام، حيث لا تمر برهة من الزمن دون ان نسمع بمثل تلك القصص المأساوية، لذا نتساءل: بأي حق يستخدم بعض الناس الخدم ويعاملونهم كسخرة وعبيد في البيوت ومراكز العمل وبطريقة لا يقبلها انسان لحيوان، فكيف لانسان مثله؟

وقد عجبت لاخفاء وزارة الداخلية صور الزوج والزوجة الكويتيين اللذين لم يكتفيا بضرب وشتم الخادمة العاملة لديهما، بل انقضا عليها وقاما بخنقها وقتلها، اي لماذا حماية من تجرد من انسانيته وهو ما يدفع الخدم في بعض الاحيان اما للانتحار او لقتل الاطفال المؤتمنين عليهم؟
 
السكوت عن السرقات الصغيرة هو ما يخرب الذمم ويشجع على السرقات الكبيرة، نشرت جريدة «الراي» قصة المواطن فاخر الهوشل الذي بدل زيت سيارته لدى جمعية الصليبخات ودفع 5 دنانير ليستلم وصلا بعد ذلك يـظهر انه دفع 150 فلسا، وهو ما يعني قدرة من يعمل بالجمعية على سرقة الباقي، وتلك قصة متكررة لسرقات يومية نرى الكثير منها في الكويت التي لا يهتم احد فيها بطلب فواتير لما يدفع بعكس دول الغرب التي يحتاج المواطن فيها لتلك الفواتير عند ملء اقراره الضريبي السنوي، ألحظ الامر نفسه في بعض دور السينما والعديد من المحلات، لذا أصر عادة على الحصول على الوصل لعدم تشجيع عمليات «الحرمنة»، مع يقيني ان مثل تلك السرقات تتم عادة بالتواطؤ مع المسؤولين عن تلك المحلات.

اتعامل مع احد البنوك الكويتية والذي كانت الحكومة تملك حصة كبيرة فيه لمدة طويلة، مما ادى الى سوء ادارته، وتحول البنك الى شيء قريب من اي ادارة بيروقراطية اخرى.

افتقدت مساء الخميس البطاقة الائتمانية الصادرة من قبل ذلك البنك، لذا قررت الابلاغ عن فقدها حتى لا يساء استخدامها، فلجأت للرقم المعلن من قبله لاكتشف انه يعمل اثناء فترات الدوام الرسمي فقط، ثم لجأت للرقم الدولي للمركز الرئيسي في اميركا ليتم اخباري بعد فترة انتظار جاوزت الساعة أنه لا علاقة لهم بالبنك الكويتي الذي وضع رقمهم لخدمة عملائه، ولنا ان نتصور فيما لو سرقت بطاقة الائتمان الصادرة من ذلك البنك في بداية احدى العطل الكويتية الطويلة المعتادة، حيث سيتفنن السارق في عمله.

نصيحتي لكل من يحمل بطاقة ائتمان ان يجرب الاتصال بالرقم المرفق معها لمعرفة هل يعمل حقا 24 ساعة في اليوم ام اثناء الدوام الرسمي فقط قبل ان تقع الفاس بالراس.

آخر محطة:
كشف النقاب اخيرا عن محادثات رسمية لاحدى الدول الثورية اجريت سرا مع اسرائيل واستمرت سنين عديدة، كما اعترف بالامس وزير خارجية حماس محمود الزهار بانه التقى وقياديون تابعون لعدة منظمات فلسطينية بقياديين اسرائيليين كشمعون بيريز وغيره، وان تلك المحادثات السرية بدأت ولم تنقطع منذ عام 1988، رغم نبرة الاصوات العالية الرافضة في العلن الاعتراف باسرائيل.

تساؤلنا للثوريين من جميع الالوان: ماذا لو ان تلك المحادثات مع اسرائيل قام بها وزير الخارجية الكويتي؟!

والى متى نخضع قرارنا السياسي لمزايدات الآخرين فنصدق ما يقولونه لا ما يفعلونه؟

سعيد محمد سعيد

رافضي… ناصبي!

 

إذا أردتم أن تؤكدوا للعالم، يا معشر المسلمين، أنكم فعلا عباد الله الصالحين، وأبناء خير أمة أخرجت للناس ممن آمن بالله وبرسوله وباليوم الآخر، أقول إذا أردتم، وإذا أردت أنا، وإذا أردت أنت يا أخي الكريم، فلتعترفوا / لنعترف، بأننا أخطأنا طوال قرون مضت في فهم الإسلام، ووجدنا أنفسنا أمام صيحات وصرخات ودعوات للاعتدال والوسطية والعودة إلى المنهج الإسلامي المحمدي الصحيح، بعد أن نتمكن من إحراق كل الصفحات السوداء ممن تكدست في عقول وقلوب الناس بسبب مشايخ وعلماء و«مفكرين» و«مثقفين» سمّموا الأمة.

أعترف شخصيا، بأن المخزون الطائفي كبير جدا وقد بني على أكثر النماذج العلمية والاستنباطية والاستنتاجية والتحليلية دقة في الأوساط العلمية، حتى أن البعض أصبح يرفع شعار (من كتبهم… ومن كتبكم)، ولا أدري هل نحن كمسلمين، سنة وشيعة، ملزمون عقلا وتكليفا، بكل ما جاء في تلك الكتب؟ يعني باختصار، هل أنا ملزم بما قاله العالم «فلان» في شأن رضيعة أو وديعة لأنني جعفري؟ وهل يجب تطبيق وصايا العالم «فلان» في شأن التكفير والتفجير فقط لأنني سني؟

والله أيها الأحبة وجدت الكثير من الناس اليوم لا يعرفون من هو الرافضي ومن هو الناصبي… فصار الرافضي هو الشيعي… كل الشيعة، والناصبي هو السني… كل السنة! والسبب في ذلك زمرة ممن صدقت الأمة بأنهم علماء دين وأهل علم ومشايخ فضيلة وتقوى.

السؤال موجه إلى كل من يصله صوتي: «هل أنت رافضي أم ناصبي؟» لك أن لا تجيب إن لم ترغب في ذلك، لكن دعوني أوضح أمرا للتوضيح… الناصبي، هو الشخص الذي يعلن العداء والكراهية والبغض والحقد لأهل بيت رسول الله، من القدامى أم ممن يعيشون في وقتنا الحاضر، ولم يرد غير هذا الشرح في أي من كتب فقهاء الشيعة بحسب علمي، حتى يخرج علينا من يقول إن الشيعة يقصدون بالنواصب كل السنة.

كيف كل السنة، ومن له عقل، هل يقبل بذلك؟ دعونا من هذا الأمر، ولنعش ليالي الحسين (ع) في المحرق والمنامة، ولنسحق صراع الروافض والنواصب تحت أقدام المواطنين والمقيمين الشيعة والسنة (الذين يشاركون هذا العام بصورة ملفتة في المحاضرات والفعاليات الحسينية)، ودع الكلاب تنبح هناك في المزابل الأموية.