صبلادنا البحرين… هي اللغز… يا أهل البحرين، من منا يقبل العيش في «لغز»؟! من يقبل أصلا أن تكون البحرين الغالية لغزا؟
سيكون من السهل أن نفكك ألغازا وألغازا، إذا ما تجردت المواقف من التآمر وسوء النوايا والارتهان إلى الحقائق التاريخية؛ ليصبح القوم الذين ما فتئوا تدويل الدولة وتقسيم الجولة وتعليل العلة على أساس خطاب يدمر ثوابت العلاقة بين السلطة والشعب.. فليس من قبيل المواطنة الحقيقية التغني بشعار فردي، عبر تصريحات صحافية وخطب وأوراق صفراء تنتشر هنا وهناك، يجعل صاحبه مرجعا في الولاء للقيادة السياسية، وسواه، ليسوا سوى مشاغبين ينفذون المخطط الصفوي المزعوم المقبول والمقدس من جانب طائفة بأكملها، ما عادت تعرف معنى الولاء للوطن وللقيادة، فاستبدلتها بممارسات سياسية خطرة تقوض الأمن الوطني ؛لتفرح يوما ما بانهيار كياننا البحريني، ويفرح معها قادتها هناك ممن أمدهم بالمال والسلاح وشهور العسل الطويلة الطويلة!
لن نرضى بإهانة دولتنا!
ولعل اللغز المحير الأكبر هو المؤسس على هذا السؤال :»هل هي غافلة الدولة، بكل أجهزتها وأنظمتها وعقولها وإمكاناتها ونسيجها الاجتماعي لتعجز عن كشف الآتي:
– مخطط خطير لتقويض نظام الدولة مستمد من إيران والعراق ولبنان.
– حركة تعبئة بتخزين أسلحة في المآتم.
– تنامي مشروع سري تاريخي لاحتلال أراضٍ من البلاد.
– الترويج للدفاع عن حقوق الغالبية بوسائل عنف مسلح.
– التدرب على كيفية تنظيم الاعتصامات والتجمعات ونقل خبرة دولة عربية كجزء من أساسيات نجاح إسقاط الحكومات.
ترى، هل هي الدولة غافلة وغائبة في سباتها؛ لتنتظر من بعض كتاب ونواب وخبراء إصدار التقارير السرية والتصريحات الصحافية النووية ليطلوا كل يوم بكشف خطير دفعهم إليه ولاؤهم وتفانيهم في خدمة البلاد؟ وما يصعب فهمه، لماذا تجد مثل تلك الممارسات التآمرية المشبوهة آذانا صاغية وتداولا بين البعض لتزداد هوة الشقاق والتخوين والصدام الطائفي الخفي حينا والظاهر حينا آخر؟
خطأ خبراء الألغاز
يخطئ خبراء الألغاز العاملون في الخفاء خطأ استراتيجيا كبيرا حينما يجعلون الدولة بكيانها في موقع الغفلة؛ ليبادروا هم بالتنبيه والتوجيه ونسج التقارير كخدمة وطنية، وإن صرفت قبل استحقاقها الشيكات المغرية، لكن الخطأ الأكبر أن تبقى الدولة، ومؤسسات المجتمع المدني، في حالة من انعدام الثقة، هنا، تصبح البيئة مناسبة ؛لتكوين طرفي صراع: الدولة والشعب، أما الطرف الثالث، المحرك التآمري، فيبقى طرفا معززا ومعتزا لا يضيره الموت البطئ لقيم بحرينية أصيلة مشتركة بين السلطة، وأقولها بكل صراحة، ممثلة في الحكام الشرعيين من «آل خليفة»، وبين شعب يضم سنة وشيعة وعجما ويهودا ومسيحا بل ومواطنين جددا استحقوا جنسية البلد طبقا لقانون البلد. فك اللغز، هو أن أولئك الوصاة السريين، أيا كانت تنظيماتهم: مدفوعة الأجر.. صفوية… دخلاء… مرتزقة، ليسوا سوى أدوات هدم لم يتمكنوا من قراءة تاريخ وحاضر البحرين ولا يمكنهم أبدا أن يصدقوا أن يكون هناك «شيعي» واحد صادق في ولائه لشيوخه الخليفيين، وهو يتظلل بظلال صور قيادات دينية وسياسية طبعت في أحلى حلة في إيران والعراق ولبنان، ولن يقبلوا مواقف الرموز الدينية والسياسية والوجهاء والمسئولين والمثقفين البحرينيين الشيعة الخالصة في وطنيتها، ويكتفوا بالتصرفات الهوجاء والممارسات المتكررة التي يرفضها ويتصدى لها العلماء والعقلاء وسيجدون في الشعائر العقائدية كعاشوراء مرتعا للتصيد الخصب؛ لأن في تقديم نموذج بحريني شيعي موال ٍللحكم، إضعافا لتفاصيل البنود التآمرية المربوطة بالمخطط الصفوي والتطهير العرقي المزعوم والهدف السري للنيل من إخواننا السنة… بل النيل من نظامنا وسلطتنا؟ بالنسبة لهم، لن يكون هينا السماح بتعزيز قنوات المواطنة والولاء بين المواطنين «الشيعة» والسلطة؛ ليمضي ذلك على نواب شعب ورموز دينية وسياسية ووجهاء ومسئولين يخدمون بلادهم… إذا، لتمض الخطة التشكيكية: أولئك أعداء لولاة الأمر استنادا على ولائهم الخارجي، فلتتقطع القنوات وإن اتصلت… ذلك هو الخطأ الاستراتيجي أيها المغفلون يا صناع الألغاز المخزية: أن توجهوا الإهانة إلى الدولة والشعب.
هل يدمرون بيتنا؟
وإن من كلمة في الختام لأهل البيت البحريني، سنة وشيعة وطوائف أخرى: لا تتركوهم يدمرون بيتكم؟ اجمعوا تصريحاتهم النارية في الصحافة وخطبهم وأوراقهم، أيا كان مصدرها: نائب يعمل بالريموت كونترول، أو خطيب شيعي «مصرقع» أو إمام سني «مشدخ»، أو سياسي «طوخ»… أو حتى مسئول يتلذذ بالفتنة… أو خبراء الجحور السريين… اجمعوها ولا تحرقوها… فقط القوا بها في أقرب سلة زبالة _أعزكم الله_.
من منا يمتلك الشجاعة، والمسئولية تجاه بلاده… لدى كل واحد منا إجابة حتما…
أما أنا، فلن أعيش في خوف وقلق على أهل بلادي ،وعلى نفسي وأولادي؛ لأنني لا أنخدع بالصياغة القوية للتقارير، والصبغة العلمية المصطنعة، ولن انقطع عن أصدقائي في الحد ،ولن أرضى بعلامة حزن على صديق لي في البديع… ولن تسقط مكانة المحرق من قلبي.