سامي النصف

«الأشغال» وإعادة تنظيم الطرق

لفت انتباهي تغير حركة السير في عدد من الطرق السريعة، بعد استحداث تغييرات انشائية، مثل تقاطع شارع المطار المتجه الى العمرية مع الدائري الخامس، وقد تم بموجبه إلغاء الاشارة المرورية، وفتح طريق من خلف الجسر للوصول الى الخامس بالاتجاهين، فانتهت طوابير ازدحام كانت تنتظر الاشارة.

هذا التعديل حدث في شارع الفحيحيل، مدخل الأحمدي والصباحية، ويتم الاعداد لتكراره في 16 موقعا من التقاطعات التي أمكن التخلص منها بعد ان كلفت وزارة الاشغال مستشارا دوليا متخصصا بدراسة شبكة الطرق من الجانب الانشائي، وذلك في ضوء زيادة الكثافة السكانية في البلاد وتوقف عملية التطوير في شبكة الطرق لمدة تتجاوز 20 عاما، رغم إنشاء العديد من المناطق السكنية الجديدة، والتغير الجوهري في اتجاهات الحركة المرورية، الامر الذي يفرض مواكبته بمثل هذه التعديلات.

ان رصد الاخطاء والسلبيات يجب ان يرافقه رصد الاداء الجيد سواء بسواء، حتى يتضاعف كما ونوعا. الأهم من ذلك هو ان هذا النجاح لا يخص وزارة الاشغال فقط، بل هو نجاح لادارة المرور والبلدية، الامر الذي يتطلب الكثير من التعاون بين سائر الاطراف، واذا رأت اي جهة ـ كالبلدية ـ حركة نشطة كهذه، فإن التفاعل معها وتولي المسؤول الاول فيها عملية تذليل العقبات أمر يحسب لها وليس فقط لمن يقود المبادرة.
 
مثال على هذا الكلام، منطقة بوفطيرة التي تم تجهيزها للطرح كقسائم سكنية لم تتحول بعد الى «المناقصات» لطرحها للمنافسة، بسبب وجود بعض العوائق التي اذا لم تنقل فإنها ستكون مصدرا لاستحداث اوامر تغييرية من جانب المقاول وتتسبب في خسائر لا مبرر لها، في الوقت والمال.

ان تطوير شبكة الطرق له انعكاس على حياة البشر، وزيادة معدل السلامة، وتوفير الوقت في انجاز المعاملات، وخفض الضغط النفسي على الناس لايصال ابنائهم الى المدارس… الخ.

ونحن في الكويت نتمتع، بفضل الله، بشبكة طرق رائعة وسلسة، كونها مدينة حديثة التخطيط، ولا تعاني من تعقيد في المخطط الهيكلي فهي طرق شعاعية، صادرة من المركز، مدينة الكويت «الاستقلال ـ القاهرة ـ فيصل بن عبدالعزيز ـ الجهراء ـ الخليج».

واخرى دائرية «الأول ـ الثاني… الخ» وبينها وعلى امتدادها المناطق السكنية جنوبا وشرقا، الامر الذي منح تلك المناطق حدودا جغرافية واضحة المعالم، ما أدى الى اقامة مركز خدمات لكل منطقة، كما هو معلوم.

هذا التنظيم الجميل ليس شائعا في معظم البلاد العربية، وهو شيء نعتز به، حققه لنا جيل الخمسينيات، والمطلوب تطويره وفق مقتضيات التطور الطبيعي.

هذا الامر يتطلب دعم جهود التطوير والقائمين عليه في وزارة الاشغال العامة، وبلدية الكويت، والادارة العامة للمرور.

قواكم الله، فالكويت لا تنسى أهل العطاء من أبنائها.

كتب أبو موسى الأشعري الى عمر رضي الله عنهما «انه يأتينا من قبل أمير المؤمنين كتب ليس لها تاريخ، فلا ندري على أيها نعمل».

ورفع الى عمر صك محله شعبان، فقال «اي الشعابين هو؟ الذي مضى او الذي نحن فيه أو الآتي؟».

فجمع وجوه الصحابة، وانتهى بهم الامر الى بدء التاريخ بالهجرة النبوية الشريفة.

كل عام وأنتم بخير.