سعيد محمد سعيد

مذكرات «قنصوه الغوري البحريني»

 

لعله كان يستحق لقب «جابر عثرات الكرام»، لكن لا بأس من اختيار اسم آخر… لاحقا! بعد مرور أربعة أعوام ونيف، وبعد أن جمعت قصاصات كثيرة مثيرة غزيرة مما يصلح لأن يصبح لونا أدبيا جديدا يضاف إلى عالم الآداب للكاتب الفذ العظيم الذي صال وجال تحت قبة البرلمان، وأبلى بلاء حسنا! شهدت على حسنه بعض الصحف وأشاد به كتاب ونقاد آخرون، وجدت نفسي عاجزا عن اختيار اسم لذلك اللون الجديد من الأدبيات المكتوبة في صنفها الأول، والمقروءة في صنفها الثاني، والخطابية في صنفها الثالث. المهم أنني عجزت عن اختيار الاسم المناسب، لكن لا بأس من أن نتداول نتفا من تلك اليوميات لأن فيها ما يهم مصلحة الوطن والمواطن، وتلامس في كثير من الأحيان الحياة الاجتماعية والمسار السياسي في البلاد النائم الذي استيقظ ذات يوم، استيقظ من نومه مفزوعا… كئيبا مخنوقا متألما على ما ألم بالمجتمع من مشاعر أخوية ومن مبادرات طيبة لرأب الصدع وإصلاح ذات البين بين أهل البلد، وكأن الكابوس المرعب الذي حل عليه في تلك الليلة، أفقده ما تبقى من صواب! فراح يكتب ويرسل إلى الصحف – كما تعود أن يفعل – ليقول للناس: «علينا بطاعة أولي الأمر… لن نطيع غيرهم… طاعة ولي الأمر واجبة»! لكن الناس العقلاء، كل الناس العقلاء، كانوا يعلمون أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن ذلك «النائم» استيقظ كالفتنة، وهي لم تنم أصلا لا في عقله ولا في قلبه! فجأة، وجد أن المواطنين ضحايا إرهاب التسعينات يجب أن يحصلوا على حقوقهم من الدولة، لأنهم سقطوا ضحايا لممارسة البعض أعمال العنف والإرهاب بحق المواطنين والمقيمين الأبرياء، الذين ذهبت أرواحهم في سبيل الوطن، ودفاعا عن مكتسباته وانجازاته التي انتهكت من قبل أيدي الظلم والإرهاب، ومن هذا المنطلق فلابد للسلطات والمجتمع، من فتح هذا الملف وإعادة النظر في تفاصيله المختلفة والآثار المترتبة عليه. فهناك العشرات من المواطنين والمقيمين تضرروا كثيرا نتيجة حوادث التسعينات، وبعضهم راح ضحية أداء الواجب الوطني، وآخرون ذهبوا ضحية قيام البعض بالتخريب وتدمير المنشآت العامة والخاصة، وهؤلاء جميعا يجب أن تعاد حقوقهم المسلوبة.

فساد وتوظيف عنصري طبعا، لا يمكن أن يسكت عن العنصرية والتمييز وهو من لا يخشى في الله لومة لائم! فقد وجد أن الوزير (…) والوزير (…) في حاجة إلى تأديبٍ بسبب الفساد والتوظيف العنصري وغير العادل في وزارتيهما، لا سيما مع وجود عصابات وحنث لليمين الدستورية التي لم يحترمها ذانك الوزيران، ولم يحترما قسمهما عند تولي منصبيهما، ولأنه ليس مهيئا لتقديم دروس في الوحدة الوطنية من «بواب»… فقد ألقم حجرا. كل ذلك مما ذكر وأكثر، جعل «قنصوه» يضج غضبا.. فمن جهة، كشفه المجتمع بأسره اللهم إلا من قبل مريديه و»دافعيه» المختفين الذين يعلمون هم أصلا حقيقة فعله وعمله وبأمر من يأتمر، ومن جهة أخرى، لم يرق أداؤه للكبير الذي علّمه السحر، فما كان منه إلا أن صبّ جام غضبه على اليهود والنصاري و… الرافضة! نعم، لا يقبل صاحب الجبين المقدس إلاّ الدفاع عن الإسلام وبني الإسلام، وجاءت العبارة رنانة في خطبته: «اللهم العن اليهود والنصارى والرافضة، وأرني فيهم يوما أسود». القصاصات كثيرة، ومتنوعة، ومختلفة اللون والرائحة لكنها من صنف واحد… وقد وجدت أنه من الحكمة عدم التطرق إلى بعضها، لأن فيها من السم ما يمكن أن يودي بحياة الإنسان بمجرد النظر! لكن السؤال الأهم والأكبر: «لماذا جمعت تلك المذكرات؟ والإجابة هي لأنني حاولت مرارا وتكرارا أن أفهم… لماذا يفعل قنصوه الغوري البحريني كل هذا؟ ولمصلحة من؟ وما الذي حققه حتى الآن سوى المزيد من الألم له ولغيره، وجعل القلوب، التي يريدها ولي الأمر مؤتلفة.. وبسبب أفكار «قنصوه» مختلفة متفرقة. هل يمكن أن يقضي الواحد منا بعض الوقت ليقرأ بتمعن تلك القصاصات/ المذكرات ليحدّد ما يناسب منها المجتمع ويحدّد خطوط التنافر والتقارب؟ ثم يتحفنا بالعبرة والخلاصة. المهم، تلك كانت بضع قراءات سريعة من قصاصات «قنصوه الغوري» البحريني… فيها الكثير مما يمكن اكتشافه ونتف آخر مما لا يمكن… والغريب في الأمر، أن هذا الغوري لديه نائبه «طومان باي»… كالصنو للصنو، لكن من هو قنصوه الغوري ومن هو طومان باي؟ يا صديقي… جولة عبر «غوغال» تكفيك العناء!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سعيد محمد سعيد

إعلامي وكاتب صحفي من مملكة البحرين، مؤلف كتاب “الكويت لاتنحني”
twitter: @smsmedi

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *