سامي النصف

فرقاك يا صدام عيد

انتشرت على منتديات الانترنت السعودية اعادة لفتوى مرجع الاسلام الراحل الكبير عبدالعزيز بن باز القاضية بتكفير صريح لصدام حسين لجرائمه في العراق وايران والكويت وانتمائه لحزب البعث الدموي، وفي ذلك خير رد على من يحور قضية اعدامه عن مقاصدها العادلة الى امور اخرى.

لمن يحتج على اعدام الطاغية بهذا اليوم او ذاك نقول: ان جميع ايام الله فضيلة، ولو اعدم في اي يوم آخر لما عجز ايتامه وماكينته الاعلامية والمرضى من عشاقه عن ايجاد مبرر للاحتجاج على ذلك التاريخ كونهم يرومون في النهاية ان تذهب جرائمه دون عقاب.

اعدام صدام تم لجرائمه الكبرى بحق جميع الشعب العراقي وشعبي ايران والكويت، ولم يعدم الطاغية ارضاء للغر مقتدى الصدر، لذا لا يعتد بما قاله بعض الحضور ممن لا يعرف هويتهم احد من ثناء على الصدر، وكأن تلك العملية تمت لحسابه الشخصي، مما اثار حنق الملايين وجعلهم يتعاطفون، للاسف، مع صدام في لحظاته الاخيرة.

وليست هذه المرة الاولى التي يتسبب بها الشاب مقتدى في تعاطف الخلق مع صدام، فجرائم الابادة الكبرى التي يرتكبها جيشه بحق الابرياء من رجال ونساء والفوضى العارمة التي يساهم بها جعلت العالم اجمع يتساءل عن الفائدة من استبدال طاغية واحد بعدة طغاة وانتقال عمليات القتل والابادة من القصر الى الشارع ومن ثم لوم طرف بحق وغض النظر عن لوم الطرف الآخر.

مات صدام وجرائم جهازه باقية، فالعراق يتعرض اليوم لحملة ابادة شاملة وسعي حثيث لتقسيمه واشعال الحرب الاهلية بين ابنائه، يساهم بها التكفيريون من جهة، ورجال مخابرات صدام من كل الفئات ممن يفخخون السيارات دون علم بعض اصحابها، ثم يفجرونها عن بعد بالتجمعات الشعبية لفئة من الشعب العراقي، ثم يقومون بتحريض الطرف الآخر على عمليات القتل والخطف على الهوية من جهة أخرى، وما بين الاثنين يقاسي الشعب العراقي المنكوب ويبتعد عن الاستغلال الامثل لثرواته الناضبة سريعا.

كيف للسياسي والديبلوماسي عمرو موسى ان يترحم على صدام ومن ثم يجعل كل الشعب العراقي يكره العرب والجامعة العربية؟

ولماذا تكرر القيادة الفلسطينية غلطتها الفادحة الكبرى بالاصطفاف مع صدام ثانية ومن ثم خسارة الشعب العراقي وتعريض عشرات آلاف الفلسطينيين الموجودين بالعراق لتحمل تبعات تلك المواقف الخاطئة؟

الم يكن من الافضل بالامس (عام 1990) واليوم ان تتفرغ القيادة الفلسطينية لقضية شعبها المأساوية بدلا من الاصطفاف مع الطغاة وقتلة الشعوب؟

آخر محطة:
تموت يا صدام خزيا تهاب الحبال والقيود
اعدامك يا صدام فرحة وفرقاك يا صدام عيد.

سعيد محمد سعيد

مذكرات «قنصوه الغوري البحريني»

 

لعله كان يستحق لقب «جابر عثرات الكرام»، لكن لا بأس من اختيار اسم آخر… لاحقا! بعد مرور أربعة أعوام ونيف، وبعد أن جمعت قصاصات كثيرة مثيرة غزيرة مما يصلح لأن يصبح لونا أدبيا جديدا يضاف إلى عالم الآداب للكاتب الفذ العظيم الذي صال وجال تحت قبة البرلمان، وأبلى بلاء حسنا! شهدت على حسنه بعض الصحف وأشاد به كتاب ونقاد آخرون، وجدت نفسي عاجزا عن اختيار اسم لذلك اللون الجديد من الأدبيات المكتوبة في صنفها الأول، والمقروءة في صنفها الثاني، والخطابية في صنفها الثالث. المهم أنني عجزت عن اختيار الاسم المناسب، لكن لا بأس من أن نتداول نتفا من تلك اليوميات لأن فيها ما يهم مصلحة الوطن والمواطن، وتلامس في كثير من الأحيان الحياة الاجتماعية والمسار السياسي في البلاد النائم الذي استيقظ ذات يوم، استيقظ من نومه مفزوعا… كئيبا مخنوقا متألما على ما ألم بالمجتمع من مشاعر أخوية ومن مبادرات طيبة لرأب الصدع وإصلاح ذات البين بين أهل البلد، وكأن الكابوس المرعب الذي حل عليه في تلك الليلة، أفقده ما تبقى من صواب! فراح يكتب ويرسل إلى الصحف – كما تعود أن يفعل – ليقول للناس: «علينا بطاعة أولي الأمر… لن نطيع غيرهم… طاعة ولي الأمر واجبة»! لكن الناس العقلاء، كل الناس العقلاء، كانوا يعلمون أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن ذلك «النائم» استيقظ كالفتنة، وهي لم تنم أصلا لا في عقله ولا في قلبه! فجأة، وجد أن المواطنين ضحايا إرهاب التسعينات يجب أن يحصلوا على حقوقهم من الدولة، لأنهم سقطوا ضحايا لممارسة البعض أعمال العنف والإرهاب بحق المواطنين والمقيمين الأبرياء، الذين ذهبت أرواحهم في سبيل الوطن، ودفاعا عن مكتسباته وانجازاته التي انتهكت من قبل أيدي الظلم والإرهاب، ومن هذا المنطلق فلابد للسلطات والمجتمع، من فتح هذا الملف وإعادة النظر في تفاصيله المختلفة والآثار المترتبة عليه. فهناك العشرات من المواطنين والمقيمين تضرروا كثيرا نتيجة حوادث التسعينات، وبعضهم راح ضحية أداء الواجب الوطني، وآخرون ذهبوا ضحية قيام البعض بالتخريب وتدمير المنشآت العامة والخاصة، وهؤلاء جميعا يجب أن تعاد حقوقهم المسلوبة.

فساد وتوظيف عنصري طبعا، لا يمكن أن يسكت عن العنصرية والتمييز وهو من لا يخشى في الله لومة لائم! فقد وجد أن الوزير (…) والوزير (…) في حاجة إلى تأديبٍ بسبب الفساد والتوظيف العنصري وغير العادل في وزارتيهما، لا سيما مع وجود عصابات وحنث لليمين الدستورية التي لم يحترمها ذانك الوزيران، ولم يحترما قسمهما عند تولي منصبيهما، ولأنه ليس مهيئا لتقديم دروس في الوحدة الوطنية من «بواب»… فقد ألقم حجرا. كل ذلك مما ذكر وأكثر، جعل «قنصوه» يضج غضبا.. فمن جهة، كشفه المجتمع بأسره اللهم إلا من قبل مريديه و»دافعيه» المختفين الذين يعلمون هم أصلا حقيقة فعله وعمله وبأمر من يأتمر، ومن جهة أخرى، لم يرق أداؤه للكبير الذي علّمه السحر، فما كان منه إلا أن صبّ جام غضبه على اليهود والنصاري و… الرافضة! نعم، لا يقبل صاحب الجبين المقدس إلاّ الدفاع عن الإسلام وبني الإسلام، وجاءت العبارة رنانة في خطبته: «اللهم العن اليهود والنصارى والرافضة، وأرني فيهم يوما أسود». القصاصات كثيرة، ومتنوعة، ومختلفة اللون والرائحة لكنها من صنف واحد… وقد وجدت أنه من الحكمة عدم التطرق إلى بعضها، لأن فيها من السم ما يمكن أن يودي بحياة الإنسان بمجرد النظر! لكن السؤال الأهم والأكبر: «لماذا جمعت تلك المذكرات؟ والإجابة هي لأنني حاولت مرارا وتكرارا أن أفهم… لماذا يفعل قنصوه الغوري البحريني كل هذا؟ ولمصلحة من؟ وما الذي حققه حتى الآن سوى المزيد من الألم له ولغيره، وجعل القلوب، التي يريدها ولي الأمر مؤتلفة.. وبسبب أفكار «قنصوه» مختلفة متفرقة. هل يمكن أن يقضي الواحد منا بعض الوقت ليقرأ بتمعن تلك القصاصات/ المذكرات ليحدّد ما يناسب منها المجتمع ويحدّد خطوط التنافر والتقارب؟ ثم يتحفنا بالعبرة والخلاصة. المهم، تلك كانت بضع قراءات سريعة من قصاصات «قنصوه الغوري» البحريني… فيها الكثير مما يمكن اكتشافه ونتف آخر مما لا يمكن… والغريب في الأمر، أن هذا الغوري لديه نائبه «طومان باي»… كالصنو للصنو، لكن من هو قنصوه الغوري ومن هو طومان باي؟ يا صديقي… جولة عبر «غوغال» تكفيك العناء!