سامي النصف

خلق الله

خلق رب العباد المعادن جامدة ولم يترك لها الفرصة ان تغير نفسها، فالذهب يبقى ذهبا والصفيح يبقى صفيحا، اما الانسان فقد كرمه بأن اعطى له الحق كاملا في ان يختار المعدن الذي يريده، لذا اعجب ممن يختار طواعية ان يصبح صدأ او نحاسا يلمع دون قيمة، وهو الذي بيده ـ بحسن عمله ومكارم خلقه ـ ان يصبح ذهبا او الماسا.

النسر طائر جبان يعيش على جيف المخلوقات بعد موتها وهو غريب على بيئتنا العربية اما الصقر فهو طائر العرب الحر الذي يعيش على الفريسة الحية لذا لا ينقض على الحبارى ما بقيت ساكنة كالميتة لذا نستغرب من قيام دول الثوريات العربية منذ الخمسينيات بتبني صورة النسر بدلا من الصقر كشعار لدول عربية عديدة، يقول بعض الظرفاء ان النسر هو شعار الغرب وضعه رجال حروبه الخفية لكل دولة نجح الانقلاب الذي طبخوه بها.

اعطي للاسد عند العرب ما يقارب العشرة اسماء وهي من الامور التي يفتخر ويستشهد بها بشدة مختصو اللغة العربية، لو اخذت اطفالك لحديقة حيوان اجنبية في المشـــرق او المغرب ووجدت حيوانا مكتوبا عليه Lion لقلت ان ترجمته للعربية هي الاسد وTiger نمر وCheatah فهد، ولكن ماذا عن اقفاص الحيوانات الضارية المختلفة الاخرى التي تحمل اسماء مثل Panther، Leopard، Jaguar، Cougar، Puma، الخ، يا حبذا لو وزعت اسمــاء الاســد الاخـرى الــــتــي لا ضـــرورة لها على تلك المخـــلوقات التي لا اسماء عربية لها.

يسمي العرب الاسد ملك الغابة ويعطون له من الصفات عبر الكذب والمبالغة ما لا تحتمله الحقائق الخاصة بعالم الحيوان فالاسد في البدء حيوان كسول جدا نائم اغلب الوقت لا يستطيع ان يسوس شيئا ناهيك عن غابة بأكملها، كما ان اللبوة هي من تقوم بالصيد وتغذية الاشبال، اما الاسد فعمله الحقيقي هو زبال الغابة Scavenger حيث يقوم هو والضباع والنسور بأكل الجيف والجثث الميتة التي تعافها المخلوقات الاخرى وهو ما يتسبب بنظافة الغابة وخلوها من الامراض.

هل لاحد ان يفهم ما يجري في منطقة وحيد القرن الافريقي؟!

دول كالصومال واثيوبيا وحتى اريتريا مرت عليها سنوات طويلة من الجفاف الذي اكل الاخضر واليابس وتسبب بالمجاعات الرهيبة التي حولت الناس الى هياكل عظمية ثم لحقتها فترة فيضانات مدمرة جعلت تلك الدول شديدة الفقر وفي امس الحاجة لكل فلس من اموالها لإعاشة مواطنيها فكيف جاز لها ان تنفق الملايين في شراء الاسلحة لقتل بعضها البعض!

آخر محطة:
حرية الرأي والقول لدى العرب هي اقرب لهذه المقولة الضاحكة الجميلة، قال لزوجه: اسكتي وقال لابنه انكتم، صوتكما يجعلني مشوش التفـــكير، لا تنبسا بكلمة قط، اريد ان اكتب مقالا عن حرية التعبير!

وكل عام والمسلمون والمسيحيون واهل الارض جميعا بخير وسعادة بمناسبة الاعياد وقرب السنة الجديدة.