سامي النصف

على مشارف عام جديد

ونحن على مشارف عام جديد علينا أن نبعد مسارنا عن عام آخر تملأه الازمات والاستجوابات والسخونة السياسية التي تعطل اعمال الدولة في الداخل وتشغلنا عما يحدث حولنا في الخارج، خاصة ان طبخة الاوضاع في العراق وايران ولبنان ـ وبراكين اخرى قادمة على الطريق في المنطقة ـ قد تصل سريعا الى حد النضوج والانفجار في عام 2007.

ان اولى خطوات اصلاح الاوضاع في البلد تتم عبر التوقف عن عمليات الاستجوابات الكيدية التي شغلت وعطلت البلد خلال الاشهر الماضية ومن ثم حاجة السلطتين الملحة للجلوس المطول ضمن مناهجية الغرف المغلقة خارج البرلمان للوصول الى صيغ اتفاق نهائية تستمع الحكومة من خلالها لملاحظات الكتل والنواب على خطة برنامج الحكومة الطموح كي يتم تعديلها طبقا لأي مقترحات جادة حولها ثم اعطاء الضوء الاخضر بعد ذلك للحكومة للسير حثيثا في تطبيق تلك الخطة الحكومية الواعدة التي ستتحقق للكويت من خلالها النقلة النوعية المطلوبة.

وقد يستدعي الامر كما يأتي في الصحف تعديلا او تدويرا هنا او هناك في الحكومة وهو امر لا ضير منه على الاطلاق مادام يخدم الصالح العام ويرفع الكفاءة ويزيل التوتر بين السلطات، على ألا يخضع للرغبات الشخصية او «المناكفات» السياسية وان يكون هناك التزام معلن بالتوقف عن استخدام قميـص عثمان المسمى «وزير تأزيم» الذي اصبح اكثر اتساعا من ثقب الاوزون.

وما نحتاج الاتفاق عليه في خضم ما يجري حولنا من احداث في المنطقة العربية البعد عن ركوب ظهر النمر المسمى «تحريض الشارع» ففي ذلك الامر مجازفة كبرى وعملية محفوفة بالمخاطر يعرف البعض احيانا كيف يبدأها ولا يعرف احد قط كيف ينهيها فكم من نمور جاعت فأكلت من يمتطيها، وكم من نمر خرج عن السيطرة فهدم واحرق وعربد، فيا ايها الســاسة العقـلاء لا تلعبوا بعواطف ومشاعر النــاس فتندموا ويندموا.

آخر محطة:
في الكويت ظاهرة غريبة هي زحمة الساعة الحادية عشرة صباحا التي سببتها كثرة المتقاعدين ووفرة الساهرين والتي سنتطرق لكيفية «الاستفادة» منها في مقالات لاحقة.