سامي النصف

جريدة «النيشان» المغربية وجرائد أخرى

جريدة «الوطن الآن» المغربية نشرت على صفحتها الأولى ان البرلمانيين يطالبون الملك باسترجاع سيادته بعد أن خرج السجال بين النواب من المؤسسات الى الشارع حسب قول الصحيفة، كما استغربت ضمن الموضوع نفسه من عملية التنصت الهاتفي التي استخدمت لإدانة بعض النواب بتهمة شراء الاصوات في الانتخابات الاخيرة، مما أدى الى سجن وغرامة 16 عضوا منهم وحرمانهم من الترشيح لدورتين متتاليتين.
 
جريدة «الاتحاد الاشتراكي» التابعة للحزب الحاكم علقت في مقال افتتاحي لها على تبعيات فتح باب اصدار الصحف بالقول انه بقدر ما تتزايد اصدارات الصحف بقدر ما يتراجع عدد القراء، وان «المصداقية الصحافية» قد تضررت كثيرا لتطرق بعض الصحف الجديدة للجنس والجريمة والطعن الشخصي واثارة الفتن بين الأمازيغ والعرب كوسيلة لسرقة قراء الصحف القديمة، وطالبت فيدرالية (جمعية) الصحافيين بإصدار ميثاق شرف يحدد العلاقة بين الصحافة والدولة من جهة والصحافة والمجتمع من جهة ثانية.

جريدة «العالم الأمازيغي» اشتكت من قيام مطبعة «امبريال» برفع دعوى عليها للحصول على مستحقاتها التي تعدت 24 مليون سنتيم، وفي الوقت ذاته نشرت خبرا بالبنط العريض يقول ان ملوك المغرب العرب المتعاقبين قاموا بتزوير التاريخ عبر طمسهم ومسحهم تاريخ الامازيع واليهود والافارقة، وطالبت بإعادة النظر بالمناهج المدرسية المغربية للحد من تمجيد أعمال العرب في المغرب.

جريدة «الأيام» تدعي كشف أسرار صفقة التناوب بين العاهل الراحل وعبدالرحمن اليوسف المدعوم حسب قولها من الكويت والسعودية والامارات وأميركا وفرنسا، وتتهمه بتزوير الانتخابات، ثم تنقل في صفحاتها الداخلية لقاء مع الأمير المنشق مولاي هشام بن عبدالله فيه طعن صريح بالنظام الحاكم وفي صفحة أخرى لقاء مع المفكر محمد عابد الجابري (صديق صدام) لشرح تبريراته حول قوله ان القرآن الكريم الموجود بين أيدينا محرف.

جريدة «الصحيفة» لم ترحم حتى ذكرى الراحلين، فنشرت على صفحتها الاولى ان المرحوم الحسن الثاني كان يحضر جلسات استنطاق المختطفين والمعتقلين السياسيين، وفي الداخل ادعاء بأن الملك السابق مات مسموماً ولقاء مع مدحت بوريكات الذي ادعى انه كان شاهد قتل السياسي الحسين المانوزي تحت التعذيب.

جريدة «العلم»، لسان حزب الاستقلال، ركزت في افتتاحيتها على ضرورة محاربة الرشوة حتى يتحسن موقع المغرب في التصنيف العالمي للدول المحاربة للفساد وذكرت ان 60% ممن سألتهم مؤسسة غالوب العالمية للاستفتاءات، ذكروا انهم دفعوا رشوة لتخليص معاملاتهم خلال الـ 12 شهرا المنصرمة، وذكرت ان الحزب تقدم عام 1977 للبرلمان بقانون «من أين لك هذا؟» ومازال مشروع القانون باقيا في اللجنة التشريعية ولم يغادرها.
 
جريدة «المشعل» تعرضت لنظام الحكم على صدر صفحتها الاولى، وفي الداخل تحقيق خطير عن أنواع المخدرات الاكثر شعبية في المغرب، وتعرض الوصفات اللازمة لتحضيرها أمثال «البربوقة» و«القرطاسة» و«الفرشاخة» و«القاتلة» والاخيرة تعتمد على الاقراص التي تعطى عادة لذوي القصور العقلي بعد خلطها بالبسكويت، يصبح بعدها المتعاطي في حالة تجعله لا يخشى شيئا حتى ان شعار مدمنيها هو «لا شيء مستحيل»، في المشرق العربي يستخدم القادة الثوريون عادة خلطة «القاتلة» في مواجهاتهم الخاسرة مع القوى الدولية!

أخيرا.. اذا كنا أقمنا الدنيا ولم نقعدها على الجريدة الدنماركية التي أساءت لرسول الأمة ( صلى الله عليه وسلم )، فقد قامت جريدة «النيشان» الاسبوعية وعبر الفوضى الصحافية القائمة، كما ذكرت صحيفة الاتحاد الاشتراكي، بنشر مجموعة نكات على صدر صفحتها الاولى لم تكتف بالتعرض للرسول الأعظم ( صلى الله عليه وسلم )، بل امتدت لرب العزة والاجلال، وللصحابي أبو هريرة ( رضى الله عنه ).

حرية الصحافة أمر جميل متى ما ارتبط بالاحتراف والاحترام والمسؤولية.

آخر محطة:
لم نسمع قط بمشكلة في السابق ساهم بحلها أمين عام الجامعة العربية، الأرجح ان زيارته تمت بعد المؤشرات الايجابية لجهد المبعوث السوداني، فوصل سريعا للبنان، ليخربها!