في الكويت كالحال في الوطن العربي نحن في حاجة ماسة للقدوة الحسنة التي هي بمثابة المنارة التي تقتدي بها الاجيال الصاعدة، ولاشك في أن رجل الاعمال والثقافة والادب الصديق عبدالعزيز سعود البابطين الذي حضرنا بالامس حفل تقليده شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة سيدي محمد بن عبدالله العريقة في مدينة فاس المغربية، هو إحدى المنارات التي يقتدى بها في الانجاز والعصامية والاهتمام الجاد برفع شأن الثقافة والشعر والادب في المحيط العربي.
وقد تم خلال الأيام الثلاثة الماضية الاستماع لجمع من المحاضرات والنقاشات التي تقدم وشارك بها العديد من الدكاترة المغاربة والمشرقيين ممن تناولوا بالشرح والتحليل شعر عبدالعزيز البابطين واثنوا على اعمال مؤسسته التي اتفقوا على انها الاكثر انجازا للادب والشعر في التاريخ العربي قاطبة وذلك عبر انشطتها في الدورات والملتقيات والاسهامات واصدار المعاجم واشرافها على مراكز الترجمة والتدريب وانشائها المكتبة المركزية للشعر العربي في الكويت مما اسعدنا كثيراً واطال اعناقنا كمواطنين لبلد صغير في حجمه كبير جدا في افعاله واعمال رجاله.
وكان رئيس رابطة الادباء الكويتية عبدالله خلف قد تطرق في كلمته لقضايا محورية منها ان الابداع الكويتي المثنى عليه في تلك الجلسات الحميمية الدافئة هو نتاج بيئته السياسية والاجتماعية فلولا الديموقراطية التي جبلت عليها الحياة الكويتية منذ نشأتها الاولى لما كان هذا الابداع والتجلي اللذان مثلهما في القدم جمع الشعراء الكويتيين ممن شاركوا في هموم أمتهم حتى أنهم تفاعلوا مع بدايات القرن الماضي ثورات المغرب العربي ضد الاستعمار، وانتهاء بالاعمال الجليلة التي توجها الاحتفال القائم.
لقد بين الشاعر د.عبدالعزيز البابطين في كلمته ان الهدف السامي من اعمال مؤسسته النشطة هو استنهاض همم الامة والقفز فوق التخندقات الطائفية والعنصرية المفرقة وان دعمه الفاعل للثقافة هو لإصلاح ما تهدمه السياسة كما بين ان مؤسسته تروم استبدال نظرية صراع الحضارات بالحوار الراقي بين الشعوب ولذا كان عقد ندوتي دورة ابن زيدون في اسبانيا عام 2004 ودورة شوقي ولامارتين في فرنسا هذا العام.
ان الصديق عبدالعزيز البابطين في حصوله على شهادة الدكتوراه الفخرية وتشريفه الكويت تنطبق عليه بحق ابيات الشاعر المبدع القائلة:
هذي الكويت اتت تزهو بتهنئة
من الفؤاد العطر الطيب تنتسب
بررت بالنسب العالي وعزته
تسمو به مثلما يسمو بك النسب
مكانك الفرقد السامي على شهب
يحدوكم العلم والاخلاق والادب
آخر محطة:
الشكر الجزيل لكل من ساهم في انجاح ذلك الاحتفال الرائع الذي جمع الكويتي بالشامي بالمصري بالمغربي ونخص بالذكر رئيس الجامعة د. توفيق الشهدي وعميد كلية الآداب د.عبدالرحمن طنكول ود. لويزا ود. محمد ابوشوارب، وعبدالرحمن العبادلة ود. عبدالهادي العجمي ود. محمد بن شريفة، والزملاء نجم الشمري وميسون عبدالرحمن وطاقم قناة البوادي.