ضمني قبل مدة لقاء تلفزيوني كان الطرف الآخر فيه احد الثورجية العرب الذي ما ان تم سؤاله عن السياسة الأميركية في المنطقة حتى تغير لونه وازبد فمه وضرب بيده على الطاولة التي امامه صارخاً من قمة رأسه بأن اميركا في ورطة شديدة لا تستطيع الخروج منها، أي على نمط «مرسي الزناتي انهزم يا رجاله» وبقى بعد ذلك حتى نهاية البرنامج وهو يهز رأسه يميناً ويساراً للدلالة على رفض ما نقول حتى خشيت على مخه من الارتجاج، هذا ان لم يكن مرتجاً من الاصل!
وكنت قد وصلت مبكراً للاستديو وقررت التريض خارجه حتى اقتراب موعد البرنامج حيث التقيت مصادفة بالاعلامي البارز حسين جمال الذي عاد للتو من جولة على بعض معارض «تكنولوجيا المستقبل الدولية» القائمة في اكثر من بلد، ويقول الزميل انه ذهل من حقيقة ان ما يقارب 80% من التكنولوجيا القادمة هي من نصيب الولايات المتحدة وحدها وتستحوذ اوروبا على 15% واليابان والصين وكوريا وبقية العالم على ما يتبقى من تلك الصناعة الاستراتيجية التي تعطي دلالات هامة على من سيكون له السبق في العقود المقبلة.
وضمن البرنامج ذكرت للزميل الثوري ان الحقائق المجردة لا العواطف تظهر ان اميركا ليست في ورطة، فهي ما زالت وستبقى في المدى القريب اقوى واثرى واكثر دول العالم تقدماً وقدرة في الوقت ذاته على تجديد شبابها، كما انها ليست مهددة بحرب اهلية قريبة كحال العراق وأسوأ ما سيحصل لها هناك هو سحب قواتها وحقن دماء ابنائها وتوفير مليارات الدولارات التي تضخها في ذلك البلد الشقيق.
كما ان افغانستان لا الولايات المتحدة المهددة بحرب اهلية طاحنة اخرى مع احتمال عودة احد اكثر انظمة العالم قمعاً وتخلفاً في التاريخ مما سيتسبب بمقاطعة العالم لها ووقف المساعدات الانسانية القائمة وهو ما سيرجع من تبقى من سكان ذلك البلد الاسلامي المنكوب الى عصور الظلام.
ان الحقيقة المطلقة التي لا زيف فيها تظهر ان بعض دول المنطقة لا اميركا هي من تعاني من عشرات الورطات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والامنية والسكانية والتعليمية والبيئية والتي من احد اهم اسبابها استفراد بعض دولنا الصغيرة كإيران بالتصدي دون دول العالم الكبرى كالصين والهند وروسيا واندونيسيا والمانيا وفرنسا للولايات المتحدة وشبيه من ذلك اختصاص لبنان الصغير او جزء من لبنان بمواجهة آلة الدمار الاسرائيلية في وقت لا تتصدى فيه لتلك المهمة المدمرة والعسيرة الدول كثيفة السكان المحيطة باسرائيل والتي توفر مواردها لتعمير بلدانها وخدمة سكانها.