سعيد محمد سعيد

أي معنى لك؟

 

عيدكم مبارك… وعساكم من عواده… ها نحن نعيش عيداً من أعياد المسلمين المجيدة مبتهلين لله سبحانه وتعالى حمداً وشكراً على نعمة اتمام صيام شهره العظيم… شهر رمضان المبارك الذي لم يكن هذا العام كغيره من الأعوام السابقة بالنسبة إلى البيت البحريني… ثمة أوراق تناثرت هنا وهناك، وثمة مفاجآت هي في حقيقتها أكبر من المفاجأة شكلاً ومضموناً… لكن أهل البلد تماسكوا وتمسكوا بحق الجميع في العيش في هذا البلد الكريم بسلام…

أي معنى لعيد الفطر المبارك أكبر وأعم من التلاحم والتكاتف وإعادة حسابات صعبة لا تكتمل من دونها معادلة المصير المشترك والدور المشترك والمسئولية المشتركة في لملمة الجروح وتطييب النفوس.

هي أيام عيد مبارك سعيد… فعلاوة على معانيه الإنسانية والإسلامية السامية، تهل علينا هذه الأيام لتشرع أذرعتها في مجتمع البحرين… مجتمع الأسرة الواحدة… فإذا كان من إحساس بضيم أو شعور بغصة أو ترقب، فإن القلوب والعقول تكون في أفضل حالات التسامح والتكافل وسط اشراقات هذه المناسبة.

وعلى رغم الاحتقان الظاهر والخفي، وعلى رغم الظرف الحساس… بل قل: الأكثر حساسية، فإن القادم من الايام يحمل في أفقه الكثير من التحديات والتمنيات وربما المزيد من المفاجآت! فعلى أبواب استحقاق دستوري أصبح قاب قوسين أو أدنى مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية والنيابية، سنكون على موعد مع ملفات كثيرة يلزم أن تتعامل معها السلطة والشعب بكل أطيافه وضمن حراكه الوطني بمسئولية وطنية كبرى، فليست الانتخابات الوشيكة مشابهة في مكنوناتها لمرحلة انتخابات 2002، فهناك الكثير من القضايا وهناك الكثير من الأسئلة وهناك الكثير الكثير من المغيبات التي ما عادت مغيبة، وهناك الكثير من المغلفات التي ما عادت مغلفة، وكلها تضع الدولة أمام امتحان صعب… صعب للغاية.

ولأنه يوم عيد… ولأنها نفحات فرح وسرور، فإن الأمنيات تشرق بغد يحمل أعياداً وفصولاً مهمة في حركة المجتمع نحو الديمقراطية والحقوق والواجبات، ولأن القادم من الأيام مهم أيما أهمية، فإن الرهان الأكبر في هذا البلد معقود على تماسك المجتمع في وجه أي محاولات للتفكيك والتجزيء والنيل من الاستقرار الاجتماعي والسلام الذي سنبقى ننعم به على رغم أنف من لا يدرك أن أهل البحرين يتعانقون في السراء والضراء…

وأخيراً… سحابات الصيف كثيرة، وأياً كان ثقلها فإنها تزول. و… عيدكم مبارك