يبدو أن النصابين والمحتالين من الأفارقة يلعبون لعبتهم في بعض الناس طولاً وعرضاً! فليست قصة النصَّاب الإفريقي الذي حوكم قبل أيام بتهمة النصب والاحتيال والمعروف باسم «ملا بلال» إلا واحدة من القصص الكثيرة التي تتكرر في كل بلدان الخليج تقريباً ولا يقع ضحيتها الأميون ومحدودو التعليم فحسب… بل هناك من المتعلمين ومن الأثرياء أيضاً.
الدافع الرئيسي في ذلك هو البحث عن المزيد من الأموال بالنسبة إلى الأثرياء… أما بالنسبة إلى التعساء والفقراء، فهي محاولة للخروج من هذه التعاسة إلى حيث الثروة ولذيذ العيش وتحقيق الأحلام.
لكن لو كان ذلك النصاب يستطيع أن يملأ صندوقاً بالأموال من فئة ديناراً، أو كان في إمكانه تحويل الأوراق إلى عملات صعبة، أو يستطيع أن يحقق لأحد الأندية البطولات تلو الأخرى برش الماء على أقمصة اللاعبين… وغيرها الكثير من القدرات… نقول لو كان يستطيع أن يفعل كل ذلك، ما الذي يجعله «يشحت» ويلهث ويتحمل الويل والعذاب من أجل الحصول على تأشيرة لدخول إحدى دول الخليج والعمل فيها؟!
بمعنى، لنتخيل الموضوع من زاوية أخرى، وهي زاوية «مصباح علاء الدين» الذي ما من أحد قرأ عنه في روايات «ألف ليلة وليلة»، أو شاهده في المسلسل الكارتوني الشهير «سندباد»، إلا وتمنى أن يكون لديه ذلك المصباح العجيب… لنتخيل أن أحدهم يمتلك ذلك المصباح، هل سيضطر إلى العمل والاقتراض من المصارف والشكوى من الأقساط والفواتير وارتفاع أسعار الأراضي والبيوت وغلاء السلع والمواد التموينية؟
إذاً، العقل وحده هو الذي يحدد الاتجاه في مثل هذه الحالات… فلا أدري لماذا يركض أحد الأثرياء الخليجيين وراء نصَّاب إفريقي أوهمه بإمكان استخدام السحر لمضاعفة أمواله من خلال سائل سحري يحوّل العملة المحلية إلى الدولار فيسرق منه ما يقارب نصف مليون دينار ويختفي، ليلطم صاحبنا رأسه وخدوده! ومن غير المعقول أن يشاهد الجماعة صندوق الإفريقي (ملا بلال) فارغاً وفي لمحة عين يمتلئ بالأموال من فئة الـ ديناراً…
أتذكر أننا في المرحلة الإعدادية، كنا جهزنا لمهرجان مدرسي في نهاية العام، وكان من بين الفقرات، تقديم مشهد تمثيلي في غابة إفريقية، فقال لنا المعلم: «أريدكم جميعاً أن تكرروا عبارة (دنجو دنجو بادنجو) وأنتم تركضون»، وحين سألناه عن معنى تلك العبارة قال: «ويش دراني… أحد منا يفهم كلام الإفريقيين».
رحمك الله يا أستاذ مهد