إذا كان عاهل البلاد يؤكد ضرورة وصول الحقائق الى أولي الأمر للتعرف على أحوال الناس… أي أحوال الرعية كما هو شائع في اللغة والدين والتراث والثقافة العربية، فلماذا يحجبها البعض؟ ولماذا يحاول هؤلاء البعض تثبيت ستائر قوية بامكانها – بحسب ظنهم – منع القيادة من معرفة أحوال الناس والوقوف عن كثب على الكثير من الأوضاع؟
يبدو أن المشكلة أكبر مما نتوقع… فقيادة البلاد أكدت ومازالت تؤكد مراراً وتكراراً، على تيسير أمور المواطنين وتسهيل وصول الخدمات اليهم وتحسين تلك الخدمات… بل ومطالبة المسئولين جميعاً، كل في موقعه، الى تحري أوضاع الناس والإطلاع عليها واتخاذ ما يلزم… لكن لا ندري ما الذي يجعل بعض المسئولين في سبات عميق وكأنهم «خشب مسندة»!
وهل هناك مخالفة أو سوء أداء أكبر من عدم اتباع ارشادات وتوجيهات القيادة؟ هل هناك عمل شائن أكبر من عدم احترام المسئولية الوطنية التي هي تكليف قبل أن تكون تشريفاً… فالمسئول المحترم، حين عينته الدولة في موقعه، عينته من أجل أن يخدم المواطنين لا أن يتسبب في اذاقتهم سوء العذاب، بل والعمل على الإدعاء بأن (كل شيء على مايرام) وأن الحياة تشبه جنات عدن بالنسبة إلى كل المواطنين الكرام… وكأن الحديث عن البيوت الآيلة للسقوط أو مستويات الفقر التي يعيش (تحت صفرها) شرائح كبيرة من المواطنين يعني الحديث عن موبقات عظيمة أو ممنوعات خطيرة لا يمكن البوح بها.
بعض المسئولين، وهذه حقيقة، لا يترددون في تقديم المساعدة والقيام بواجبهم ليل نهار… وقد تجده في مكان عام وتطلب منه خدمة فلا يتردد في مساعدتك، وهناك بعض آخر وما أدراك! اذا شاهد وجه المواطن المراجع يقترب منه كأنه شاهد عفريتاً من الجن يملأ قلبه بالفزع!
لا شيء اليوم يمكن تغطيته، والحكومة التي تدرك أن سمو رئيس الوزراء اصدر قبل سنوات توجيهاته المعروفة بتسهيل أمور المواطنين، كان يريد بذلك إزالة سلبيات الأداء التي تراكمت على مدى سنوات، وحين يقول جلالة الملك ان من المهم التعرف على اوضاع المواطنين، وأن الفقر ظاهرة موجودة في البلد، إنما هي صورة تعطي دلالات قوية بأن البلد بخير… لكن أيها المسئولون الكرام، يا من تعودتم على المنع… نقول لكم: نظرة الى ميسرة