هناك الكثير من الناس إذا دخلوا مجالس خلق الله «أفسدوها»، وعاثوا فيها لغطاً وجدلاً… وربما تسببوا في إراقة الدماء واصطكاك الأسنة، وتصبح المسائل أشد خطورة حينما يتعلق الأمر برموز دينية! في المجالس السنية يصبح السيدحسن نصرالله – على سبيل المثال – أو التيجاني السماوي أو حتى الشيخ عيسى قاسم من أسباب السياق الساخن في بعض الحوارات.
أما في بعض المجالس الشيعية، فخذ الزرقاوي، حياً أو ميتاً، والنائب جاسم السعيدي، وبعض أصحاب (الحظوة) من التكفيريين أو غيرهم ممن يكرهون الشيعة والشيعة يكرهونهم، ليصبحوا أبطال الجلسة! وهذا أمر وارد في كلتا الحالين، لكن إذا أردت العافية، أياً كان مذهبك وأياً كانت العلاقات الطيبة الأخوية، ما عليك إلا أن (تلبس نعالك أو «جوتيك» وتشيل عليه من المكان)… لأنه سيتحول فيما بعد إلى ساحة سجال، وستشاهد رؤوساً قد أينعت وكفوفاً خشنة وعيوناً محمرة يتطاير منها الشرر.
أما أنا فسأتحدث عن «عبود الأصلع»، وعلى رغم أنني متأكد من هذه الشخصية وأعرفه جيداً، لكن سأجد من يقول «أنت تقصدني»! ربما لأن اسم عبود منتشر كثيراً في البحرين وفي الخليج، لكن قليلاً ما يكون عبود أصلع… لكن صاحبنا هذا أصلع بلمعة براقة تأخذ الألباب وتسحر العيون.
(عبود) كان صديقي في الصغر، وحينما كانت دواعيس قرية «السقية» تظللها أشجار النخيل، كان كثيراً ما يستخدمها بعض الناس المتجهين إلى مجمع السلمانية الطبي تحديداً أو الى جمعية رعاية الأمومة والطفولة حينما كان مبناها القديم هناك طلباً للظل والراحة، وكان بعض الناس يجتمعون على هيئة مجلس، فكان أكثر ما يغري صاحبي (عبود الأصلع) أن يختبئ خلف الأشجار ثم يقترب رويداً رويداً ليطلق صرخة (عرمرية) أو يصدر أصوات عواء ليجعل الناس يتراكضون شرقاً وغرباً والهلع يتطاير من عيونهم!
حسبي الله عليك يا عبود… متى استنسخوك؟