سعيد محمد سعيد

المنظر الجميل… «خلفاً در»!

 

المناظر التي أصبحنا نراها بأم أعيننا في الفترة الأخيرة هي تلك الملأى بالسواد والنزعة الطائفية والغضب المذهبي، والتي حلت مع شديد الأسف، محل المناظر الطيبة للشيعة والسنة في البحرين، في مختلف القرى والمدن، والتي لم تكن ملوثة يوماً بفيروسات السقم الطائفي التي يبثها بعض مرضى النفوس من الطائفتين، سواء كانوا من المشايخ أم من النواب أم من الخطباء أم من الناشطين السياسيين!

خلف هذه المناظر، هناك منظر جميل للغاية. هل تريدون أن نشاهده معاً؟! نعم، حباً وكرامة، فالحديث عن هذا المنظر البحريني الأصيل قد يغيظ الكثير ممن يريدون أن يناموا ويصحوا على صوت اصطكاك الأسنة وضرب السيوف والحرب الضارية التي وصلت حتى الى منابر الجمعة والخطب والمحاضرات.

اذهبوا الى الماضي، في كتاب الزميل حمد النعيمي، الذي ينقلكم معه إلى حيث كان أهل البحرين من السنة والشيعة يقضون فصل الصيف (رحلات المقيض في البحرين)، وهذا الكتاب الجميل الذي ينعش وجدان كل بحريني سليم الفطرة، يتناول جانباً مهماً من جوانب الحياة المعيشية خلال العقود الماضية والى عهد قريب…

في تلك الصفحات، تستطيع أن تتنفس هواءً نقياً، ليته يعود ليملأ رئة المجتمع اليوم من جديد.

ومن ذكريات النعيمي الرائعة، التي تنقلنا من بني جمرة الى البديع ومن عراد إلى الحد ومن توبلي إلى مدينة عيسى، سننتقل إلى الأعمال المشتركة، فقد بادر صندوق مدينة حمد للعمل الخيري وصندوق مدينة حمد الخيري إلى تنظيم حفل تكريم للمتفوقين من أبناء مدينة حمد تحت رعاية رئيس مجلس النواب. أبناء المدينة من السنة والشيعة يتم تكريمهم في حفل واحد، خلاف المنظر القبيح الذي يسعى إلى رسمه أولئك البحرينيون (المستجدون) بين سنة وشيعة هذا البلد الكرماء

سعيد محمد سعيد

الحكومة قبل غيرها!

 

«فشت العظم» ليس قطعة من أرض بحرية يمكن تقديمها كقربان في سبيل المشروعات أياً كان حجمها ومهما كانت أهميتها، لأن أهمية تلك المساحة البحرية البحرينية الأصيلة تفوق أهمية ما سواها.

هذا الفشت، جزء مهم ضمن سلسلة مهمة من الترابط بين مبدأ حفظ الثروات الطبيعية وحمايتها ومبدأ تطبيق التشريعات القانونية ومبدأ إحداث التوازن بين التوسع في الاستثمار من دون الإخلال بالمحميات الطبيعية بحراً وبراً.

ومنطقة «فشت العظم» أمام تحول خطير! فهناك خيار حكومي لفتح هذه المنطقة للاستثمار وتنفيذ مشروع اسكاني بمعنى أن المنطقة المهمة قد تمحى بالدفن لتضيع ثروة حقيقية… لكن حتى الآن، يبقى الخيار على بساط البحث، ولم تتخذ تجاهه أية قرارات، فيما لم يتوقف نشاط التكتل البيئي وجهود الناشطين البيئيين وعدد من النواب والباحثين المطالب بحماية هذه المنطقة والمحذر من العواقب الخطيرة التي ستنعكس على البلاد جراء تدمير مورد ثروة مهم.

وأهمية تلك الثروة تكمن في أنها مصدر غذائي غني… فحسب التقديرات الأولية للباحثين فإن انتاج منطقة فشت العظم من الاسماك سنوياً يزيد على 5 ملايين كيلوغراماً في حين أن مجموعة المناطق البحرية البحرينية مجتمعة، تنتج في العام نحو 13 مليوناً و638 ألفاً و422 كيلوغراماً من الأسماك، وليس ذلك فحسب، بل تتميز منطقة فشت العظم التي تمتد على حوالي 200 كليومتراً بوجود شعاب مرجانية وحشائش بحرية وبيئة بحرية ثرية وأنظمة حيوية معقدة شكلت – ولاتزال – مربى مهما جدا للأسماك ومنها الهامور.

إذاً، نفتح هذا الملف بحثاً عن قرار سياسي يصدر حماية لهذه المنطقة، آملين في أن يكون للحكومة الموقرة حضورها المتمثل في دعم التوجهات للحفاظ على ثروة البلد… الحكومة قبل غيرها مدعوة اليوم لفتح الملف ومراجعته بدقة حتى لا نخسر ثروة لا تقدر بثمن… لقد تحرك أنصار البيئة وارتفعت أصواتهم وهم على استعداد لأن يضحوا بالنفيس من أجل هذه القضية لأنهم يحبون البحرين.

ولعلنا نريد أن نستمع من جهة ذات علاقة بالموضوع الى معلومات تشرح لنا بعض التفاصيل التي عجز الكثير من البيئيين وأولهم التكتل البيئي الذي يطمح لأن يرى يداً رسمية تمتد اليه للعمل معاً على حماية ثروات البلد.

ويمكن أن يفهم الموقف الحكومي الصامت تجاه فشت العظم على أنه من الأفضل أن (يردم) هذا الفشت! ولربما من الأفضل تحويله الى منطقة استثمارية ضمن المفاوضات الجارية مع دولة قطر بشأن انشاء جسر المحبة، ومهما يكن من أمر، فإن البحرينيين في حاجة الى معرفة حقيقة ما يجري ولهم الحق كذلك في المشاركة في صنع القرار العقلاني خدمة للبحرين ومستقبلها