سعيد محمد سعيد

حوار السكاكين!

 

بعض الشباب وفئة من المراهقين أصبحوا يهددون ذويهم بأنهم سينتحرون! وهذه المقاطع التمثيلية لم تنبت في رؤوس أولئك الشباب والمراهقين من فراغ! وليس العتب على المسلسلات المكسيكية فحسب، بل تتحمل الأفلام العربية الوزر الأكبر كونها شكلت تلك العجينة بأنماط سلوكية سيئة.

مشاهد كثيرة تكررت في الأفلام والمسلسلات العربية، وبعضها حديث الإنتاج، كانت تصور حال شاب أقدم على الانتحار بسبب زواج حبيبته، أو شابة أقدمت على الانتحار لأن أهلها رفضوا تزويجها ممن تحب. والسكاكين اليوم صار لها نمط آخر من ناحية الاستخدام… فمن استخدامها مخبأة في (الدلاغات) أوالجوارب بمعنى آخر، لتهديد الناس في الطرقات والأماكن المظلمة، مروراً بفتح بعض الأبواب باستخدام نصل السكين الحاد، انتهاءً عند الشجار باستخدام السكاكين.

تتذكرون جيداً جريمة قتل شاب في سترة بسكين بسبب خلاف في سباق للحمير… وتتذكرون أيضاً الشجار الذي صار بين أهالي (…) بسبب الخلاف على إدارة دار عبادة، واستخدمت فيه السكاكين، ونتذكر أيضاً سائق الباص الذي اختلف مع أحد السواق على شارع البديع ونزل اليه مهدداً إياه بسكين!

هذه المشاهد، نتذكرها لأننا سمعنا أو قرأنا عنها… لكن غيرها الكثير الكثير مما لم نسمع ولم نعلم عنه شيئاً… لأن الموضة الآن هي أن يستخدم البعض (سكاكين) صغيرة لكنها خطيرة من ناحية الشكل والصنع وأسلوب الفتح وكأنها قطعة تكنولوجية مبهرة… يضعونها في أماكن خاصة في السيارة.

والبعض اليوم يبرر اخفاء سكين في سيارته بسبب تلك العصابات التي تخرج بين الفينة والأخرى لترتكب الجريمة، ما يجعل من الضروري الاستعداد لمثل هذه الظروف، وآخر يقول ان «أولاد ابليس» كثروا ولا يمكن التعامل بحسن نية مع شخص توقفت لتوصيله الى جهة من دون أن أكون مستعداً لما قد يحدث حين يهددني بسكين.

ولكل واحد من حملة السكاكين قصة… ولكن أسألكم بالله: ما هذا الذي تقولونه؟ هل نحن نعيش في الحي الصيني أم في «داعوس» من «دواعيس» سوهو؟! نحن في البحرين يا قوم، ستبقى بلد الأمان ودعكم من سيناريوهات أفلام الرعب الفاشلة التي تبتكرونها