كل اللصوص، من كل الفئات في بلادنا لهم حظوة ما شاء الله عليهم! وحظهم (حلو)، إذ تأتي الرياح دائماً بما تشتهي سفنهم!
لا يهمهم أبداً إن كان ما يفعلونه حلالاً أم حراماً فذلك أمر ليس مدرجاً في قاموسهم… بل يمكن أن تكون كلمة (حلال) هي الكلمة الوحيدة التي يحترمونها ويطبقونها على المال العام وعلى مال الناس وعلى كل زاوية يمكنهم من خلالها الفوز بالغنائم.
يمكن أن أقدم لكم هنا مجموعة من المشاهد، ولكل مشهدين متقابلين نتيجة يعرفها بعضنا ولا يعرفها البعض الآخر، لكن لا شك في أن خلف تلك المشاهد ما خالف القانون:
– أمس، كان الناس البسطاء يجتمعون على ساحل السنابس، ويسبحون في تلك المياه الجميلة المحدودة المساحة وعلى رمل ناعم… فعلى رغم أن المنطقة مدفونة ومخطورة نوعاً ما، إلا أن الناس ألفوها لقلة البدائل وللدمار الذي لحق بالسواحل. ذلك هو المشهد الأول، أما المشهد الثاني فهو: ذهب الساحل إلى غير رجعة، واشتغلت الآلات ليل نهار. تحسر العشرات من الناس على ذلك الساحل لأنهم يرتاحون فيه وهذا حقهم! فهل سيكون لهم نصيب من تلك الغنائم التي تتكدس على الساحل المرحوم!
– المئات من الموظفين في القطاع الخاص تحولوا إلى القطاع الحكومي بعد عمل مرهق وقاتل إلى 15 أو 20 عاماً سجلت لهم كرصيد في الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية، وهم اليوم، لن يتنازلوا قطعاً عن سنوات طويلة يجب أن تضاف إلى رصيدهم لتنقل من التأمينات إلى الهيئة العامة لصندوق التقاعد… فهي علاوة على أنها سنوات خدمة مضت من العمر، هناك أيضاً آلاف الدنانير خلفها… لكن المصيبة أن هؤلاء المنتقلين إلى القطاع الحكومي (مقهورين) بسبب تعليقهم بلا قرار واضح… فلا هم يستطيعون سحب مستحقاتهم من التأمينات، ولا هم بقادرين على ضم الخدمة إلى التقاعد… هذان المشهدان، ألا يعكسان وجود خلل طبيعي في آلية عمل الأجهزة في بلادنا؟
– المهم، أن اللصوص، أكرمكم الله، يحاولون سرقة ما أمكن من خيرت البلاد، وإذا كانت العيون تنظر إليهم وتغمض… فهم لن يعملوا في الليل فقط… بل سيسرقون حتى في وضح النهار