بدأت مجموعة من طلبة الإعلام في اجراء بحث ميداني عن التأثير السلبي لتوسع انتشار الصحف في البحرين، ومن حسن الحظ أنهم لن يركزوا كثيراً على التأثير الإيجابي! لكن في كلتا الحالين، فإن الاجتماع مع تلك المجموعة من الطلاب والطالبات الشباب يكفي لأن تكتشف مدى سوداوية النظرة التي يحملها الكثير من المواطنين والمقيمين عن الصحافة ومستواها… لكن من أي جانب!
هناك عدة جوانب، لكن أولها على الإطلاق، هو استخدام الصحف كوسيلة من الوسائل التي يستعين بها ذوو النفوذ أو علية القوم أو حتى مسئولون حكوميون وناشطون سياسيون ومشايخ دين لتنفيذ مخطط ما لا يخرج عن إطار المصلحة الذاتية، على أن المعضلة تنحصر في علاقات بعض ادارات الصحف مع جهات أو أفراد من ذوي النفوذ للاتفاق على «الحملات المنظمة» ضد أي إنسان أو أي تيار – إسلاميا كان أم إلحادياً – وتوجيه خطاب بمواصفات متفق عليها مسبقاً… هذه النظرية، وإن كانت قابلة للصواب والخطأ، فإنها جاءت نتيجة لاستبانة ميدانية أيضاً، وهو ما يجعلني مطمئناً الى أن المخاطر التي تحدق بالصحافة من جهة، والتي تمارسها الصحافة من جهة أخرى، لا تخفى على أحد.
وإلا، ماذا نقول في كاتب (عملاق) له مكانته في الصحافة البحرينية، يسقط سقطة لا مثيل لها، حينما يحاول – بطريقة ما – إثبات وجود إهمال في عنصر من أهم العناصر التي يدافع عنها هو طوال حياته المهنية: «المهنية القصوى والدقة والموضوعية والصدقية»! إنه أمر مؤسف حقاً أن يكتب كاتب كبير معلومات لم تخضع أساساً للتدقيق… حتى وإن كانت مجرد مسودة!
جوهر الموضوع، هو أن المواطن في البحرين يريد صحافة ذات رئة نظيفة، وهذا من حقه، فما ذنبه أن يعيش كل يوم في حال نزاع مرير، لم يكن هو فيه طرفاً في يوم من الأيام