سعيد محمد سعيد

الضحايا

 

في رسالة مؤثرة، تقول والدة أحد الشباب الذين لقوا حتفهم بسبب تعاطي إدمان المخدرات، انها فقدت ذلك الشاب في مرحلة من عمرها تشعر أنها بحاجة اليه كثيراً، وليست هي وحدها، فذلك الشاب الذي رحل مخلفاً حسرة عميقة، متزوج وله ابنة لم تتجاوز الثلاث سنوات، لكن، دمرت تلك العادة القاتلة كل الأحلام التي كانت الوالدة تحملها وكذلك الحال بالنسبة للزوجة والطفلة الصغيرة اليتيمة.

والوالدة، حالها حال أي أم، تشعر بالفاجعة لفقد شاب في عمر الزهور، لكنها تريد أن تقول لكل الأمهات: «انتبهن الى فلذات أكبادكن ولا تتركنهم يقعون في احضان رفقاء السوء وراقبنهم ما أن يبلغوا مرحلة المراهقة».، فهي تعترف بأنها دللته كثيراً ولم ترفض له طلباً ولم تكن تمانع من أن يسافر ويعيش حياته بالطريقة التي يرغب فيها، لكن دلالها الزائد منعها من أن تقف في وجهه حينما تشعر بأنه يأتي بأفعال قد تجر عليه الويل، ومنها مرافقة أصحاب السوء من أولئك الذين لا يؤمن جانبهم، فكانت تترك له الحبل على الغارب.

المهم، أن وقوع الشباب والمراهقين في شرك المخدرات هي في واقعها مشكلة يجب أن تكون حاضرة في كل بيت، واذا كانت الحملة الوطنية الشبابية الثانية للوقاية من المخدرات أرادت ايصال رسالة واضحة الى المجتمع، وعملت من أجل الوصول الى الشباب رغبةً في تحذيرهم من هذه العادة المدمرة، إلا أنه من المهم مشاركة كافة أفراد الأسرة، بل كافة أفراد المجتمع في التصدي لهذه المشكلة المدمرة خصوصاً وأن الكثير من الناشئة والصغار أصبحوا عرضة لهذا

الخطر بوجود من يروج لأنواع مختلفة من العقاقير والمواد المخدرة، والمسئولية لا يمكن أن تقع على الجهاز الأمني وحده، فالمشاركة الاجتماعية بالنصح والمراقبة والتوجيه مطلوبة.

ونجحت مثل هذه الأنشطة، فهناك لجان متواضعة بدأت تعمل في بعض القرى وأخرى منبثقة عن لجان وجمعيات اجتماعية وبمشاركة باحثين اجتماعيين وبالإستعانة بزمالة المدمن المجهول في حماية الكثير من الشباب، ولا يمكن أن ننسى تجربة قرية باربار التي استطاعت حماية شباب القرية بعمل جماعي مشترك من كافة الأطراف.

نتمنى للحملة الوطنية النجاح، ونتمنى أن نضيف الى رصيدنا مهارات كافية في التعامل مع شريحة الشباب وحمايتهم من الضياع بسبب سموم يتاجر فيها أصحاب الضمائر الميتة ليدمروا أمل البلاد

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سعيد محمد سعيد

إعلامي وكاتب صحفي من مملكة البحرين، مؤلف كتاب “الكويت لاتنحني”
twitter: @smsmedi

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *