«القرار بيدك»… هو شعار الحملة الوطنية الشبابية الثانية للوقاية من المخدرات والتي بدأت يوم العاشر من شهر مايو/ أيار وتستمر حتى يوم السبت المقبل الموافق 19 مايو الجاري، ولأن قرار لا يمكن لأي شاب أن يتخذه مفرداً – خصوصاً حين يكون أسيراً في قبضة المخدرات اللعينة – فإنه يحتاج في هذه الحال الى من يعينه… ولذلك، رفع الشباب شعاراً فرعياً آخر ليقولوا للجميع… من مدمنين ومتعافين وطلاب وعمال وموظفين ومشاركين في الحملة: «كلنا وياكم».
في الأماكن المخيفة، في حظائر ومزارع مهجورة، وكذلك في فلل فخمة ومزارع وقصور منيفة، تتحول المشاهد الى كهوف سوداء حيث تموت الزهور النضرة… تفقد رونقها ومرآها الأخاذ لتتحول الى بقايا رماد… هم أولئك الشباب الذين يذهبون في لحظة… ضحية لتلك السموم القاتلة… المخدرات.
في العام الماضي 2005، فقدت البلاد أكثر من 40 شخصاً معظمهم من الشباب في عمر الزهور، لقوا حتفهم بسبب تعاطي المخدرات، ولسنا هنا ننكر ظاهرة تعاطي المخدرات والاتجار بها وعمل العصابات التي تتاجر وتكون الثروات من هذه التجارة الآثمة، ولا نستطيع أن ننكر مشاهد كثيرة نراها في بعض المدن والقرى والأحياء السكنية… مجموعات من الشباب اجتمعوا على فعل مشين… تعاطي المخدرات!
ولكن المشكلة، ليست في مجرد حملة انطلقت قبل موعدها بوقت كثير… فلأن العالم كله يحتفل باليوم العالمي لمكافحة المخدرات في السادس والعشرين من شهر يونيو/ حزيران من كل عام، فإن الرسالة التي يتوجب ارسالها كل يوم هي: «مازلنا في حاجة الى تعليق اجراس الإنذار… مازال الكثير من الشباب يموتون في بلادنا بسبب تعاطي المخدرات… ولاتزال تلك السموم تدخل لتهددنا جميعاً… وما زلنا في حاجة الى حائط الصد القوي».
لقد كانت جهود وزارة الداخلية في مجال مكافحة المخدرات مؤثرة، على رغم الصعوبات التي تواجه العاملين في مكافحة المخدرات بسبب تعقد شبكة الاتجار في المخدرات وتداخلها ومهارتها في تنفيذ تكتيك العمل، لكننا اليوم، وأكثر مما مضى، في حاجة الى أن يكون الشباب والناشئة، هم الحائط الأول.
هذه هي الحملة الثانية، ولكنها لن تكون الأخيرة قطعاً، وحتماً سنواصل معاً وكلنا وياكم، ونقول لكل شاب وشابة لاتزال تجري في دمه بضع سموم: «قراركم بيدكم»