سعيد محمد سعيد

النصر الطائفي

 

بكل أناة وهدوء، تحدث ذلك الرجل ذو الخمسين عاماً، وهو من أهالي قرية الديه، ليعبر عما يجيش بنفسه من ألم بسبب ما يقرأه في بعض صحفنا من هجوم على (الطائفة) ذلك لأن صورة من صور منتصف التسعينات عادت من جديد!

ولأن أولئك الكتاب المهاجمين – على حد وصفه – لا يمتلكون القدرة على العمل كصحافيين محترفين يحددون بالضبط من هم أولئك الذين يعبثون بأمن البلد، ولماذا يقومون بهذه الأعمال، ومن يقف وراءهم، والى أية جهة ينتمون، ويطلعون القارئ على وثائق وحقائق، فإنهم يكتفون بالجلوس في مكاتبهم واطلاق التهم على أهالي القرى، ويطالبون بعدم الرأفة معهم وانزال أشد العقوبات بهم…

هم يقصدون من تثبت عليه التهم… نحن ندرك ذلك، لكن الرابط الخطير، هو ما يتناوله بعض الكتاب من مزج بين حوادث منتصف التسعينات وبين الحوادث التي وقعت منذ حوادث المطار وما تبعها وكأنه ليس هناك في البلد من عابثين ومخربين مجهولين أو مندسين إلا في القرى! وكأن مثل هذه الحوادث الإجرامية، لا يرتكبها الا من ينتمي الى القرية.

حديث هذا المواطن، الذي كان يعلق على بعض الكتابات السطحية المجوفة الفارغة، وينظر أيضاً الى تصريحات المسئولين، وآخرها تصريح وزير الخارجية الذي أكد مرجعية الشيعة لدولتهم وحكامهم الشرعيين، والتصريح المهم لوزير الداخلية عن حادث تعرض دورية شرطة لهجوم، يضع حداً فاصلاً بين تصريحي المسئولين الكبيرين وكيف جاءا ليحملا رسالة الى كل المجتمع، وبين كتابات يقرؤها الناس في الصحف وليس فيها أدنى شعور بالمسئولية… كل ما ينتج عنها إنما هو حصاد تربية طائفية بغيضة، واذا كانت الفرص مواتية اليوم لتحقيق (نصر طائفي)، فليس من باب الاحتراف التصيد في ظرف يوجب على الجميع التخلي عن العباءة الطائفية والتمسك برداء الوطن الذي يظلل الجميع.

حين يريد البعض أن يظهر مهاراته وعبقريته، فليتحرك كصحافي محترف، ليقدم الحقائق للدولة وللناس، وليكشف كيف هي معقدة خيوط المعضلة التي نعيشها على يد الإرهاب… أياً كان مصدره