نتمنى أن يكون جميع المسئولين في المرافق الحكومية ذات العلاقة و(التي لا علاقة لها) ذوي صدر رحب حين نوجه بعض الملاحظات التي نراها، ويراها الناس الذين ننقل آراءهم عبر الكتابة، ونرجو ألا يعتبروننا من المحرضين والمفسدين الذين يعيثون في الأرض فساداً.
فما الذي يحدث بين الأجهزة بعضها ببعض؟ منذ وقوع حادث بانوش (الدانة) المؤسف ونحن نتابع تصريحات وبيانات وردود من جهات مختلفة وكل واحدة تلقي بالتبعة على الأخرى، وتتهم هذه الوزارة (ضمنيا)… وزارة أخرى بالتقصير، وتفضح الأولى أوراق الثانية، وترفض هذه الإدارة قول زميلتها، وتدب الفوضى في كل مكان، وكأنما المسألة تنحصر في محاولة إلقاء التبعات والمسئوليات على جهة والسلام… وليكن، فلترم على الحلقة الأضعف أياً كانت… لكن هناك لجنة تحقيق مستقلة، وهناك تحقيقات في النيابة العامة تأخذ مجراها، فمن العيب، وأمام الناس، نقرأ كل يوم تصريحاً ينافي بعضه بل وينافي نفسه في بعض الأحيان ويناقض في أحيان أخرى بيانات أخرى تصدر من جهات حكومية.
اذا كان الأمر مرتبطاً بالصدمة والهلع وحال عدم الاستعداد التي تصيب أجهزتنا الحكومية فتجعلها تتخبط وكأنها تعمل خارج الإطار الحكومي… سنقول: هذا عذر مقبول! لكن معظم المسئولين – ونحن نتذكر جيداً كيف يتحدثون عبر الصحافة وأجهزة الإعلام – عن استعدادهم وتعاونهم ووجود حالة من (السمن على العسل) في التنسيق والتعاون والاتصال والعمل المتكامل بين الإدارات المختلفة.. لكن ما أن تقع حادثة، أو كارثة، حتى تظهر الفضائح.
اليوم، نحن أمام معضلة كبيرة وهي أن معظم الأجهزة التي تتعامل في مجال اصدار التراخيص، لا تعرف بعضها البعض على ما يبدو، وتغرد كل دائرة لوحدها خارج السرب، لكن هذا السرب كل يغرد في آن واحد وقت المصائب