بعض الناس، ومن أجل أن يظهر حبه لوطنه ومقدار مقام الوطن والقيادة في نفسه، فإنه يقوم بفعل غريب، يشكك في ولاء الآخرين ليؤكد ولاءه هو!
ذلك المواطن، أبوالولاء العظيم، يمتلك قدرات مختلفة وخارقة في مجال الظهور، لكنه ينسى في كثير من الأحيان أن حب الوطن والانتماء إلى الوطن لا يوجب المساهمة بشكل أو بآخر، في زرع الكراهية والأحقاد بين الناس والعمل على تأليب المواقف وشحن النفوس والدفع في اتجاه تخويف أبناء الطائفتين الكريمتين من بعضهما بعضاً.
ولسنا هنا في صدد تقييم المواقف أو تحديد نوعية ومستوى وتصنيف المواطنين وفئاتهم، لكن من غير المعقول أن يمارس بعض المحسوبين على الثقافة والفكر من حملة الأقلام ذلك العمل الذي لا يتعدى كونه أكثر من محاولة تملق بائسة لا تريدها السلطة ولا تقبلها إطلاقاً. ففي ظنه، وظن أمثاله، أنه حين يواصل عطاءاته اللامحدودة في ساحة الهمز واللمز الطائفي، وحين ينفخ في نار التفتيت والتفرقة والتمييز (مقدماً عبارات الإطراء والثناء على القيادة وعلى كل المواطنين «أمثاله» وطينته فقط)… يظن أن تلك صفحة مشرقة تضاف إلى رصيده الشخصي عله يظفر يوماً بالغنيمة.
نحمد الله أن قيادة البلاد لا تقبل بأساليب التملق والنفاق والكذب في التعامل مع أبناء هذا البلد… ففي مجالس الشيوخ، يصبح الجميع سواسية، لا يميز دم هذا السني عن دم ذلك الشيعي، لكن بالنسبة إلى البعض، فإن ولاءه هو الأكثر عمقاً وصدقاً في حب الوطن، والآخرون، مهما فعلوا، فهم ليسوا بمواطنين حقيقيين مثله هو (أبوالولاء العظيم)!
كلمة واحدة قد تصلح للخاتمة: «من يصدق أمثال أولئك المنافقين؟»