يعتب بعض الأخوة الخطباء والمشايخ على المواقف التي يتخذها البعض ضدهم، وخصوصاً إذا كانت من جانب الصحافيين والكتاب، التي توجه النقد أو تحلل خطبهم أو محاضراتهم وتعين مواقع الخطأ.
وإذا كنا نقول لأولئك الأخوة، إن الخطيب الذي يخطئ ويكرر أخطاءه ويوجه المجتمع من خلال خطابات ومحاضرات تفتقد إلى لأسلوب العلمي، فإن في انتقاده ورفض ما يقول إذا كان فيه مضرة، لا يعتبر اطلاقاً هجوماً عدوانياً! وإلا هل يعتقد كل خطيب أو عالم دين، أن الانتقاد الموجه للضعيف والغث من الخطب والمحاضرات هو انتقاد للدين الإسلامي؟
ثم لا نجد مبرراً من غضب وعتب بعض المشايخ والخطباء، فهم يعلمون أنهم ليسوا جميعاً في المستوى نفسه، وإنما لابد من انتقاد أي منبر كان… دينياً ام ثقافياً أم اجتماعياً، حين يستخدم بصورة تخالف الأهداف العلمية والتنويرية والإرشادية، ليجعل الناس في لغط.
يمكن أن نقدم مثالاً، ولا ندري كيف يمكن قبوله من جانب الخطيب الذي لا يرضى بانتقاد خطيب آخر.
يقول ذلك الخطيب إن «المجتمعات الغربية التي وصلت إلى الفضاء وتطور لديها الطب، هي مجتمعات حقيرة، ولا يجب أن نأخذ منها شيئاً إطلاقاً. حتى العلاج، لأن العلاج عندهم مهما تطور، فإنهم كفار».
يهمس أحدهم في أذن جاره فيقول: «ما الذي يجري؟ وكأن قضايا الأمة زالت ولم يبق الا الحديث عن الكفار، لعلمك، الخطيب نفسه عاد قبل شهر بعد أن أخذه اثنان من ابنائه لعلاج عموده الفقري في ألمانيا!
المهم، أن الكثير من الخطباء، لا يدركون ما يقولون على المنابر وفي خطب الجمع وفي المحاضرات، لأنهم ببساطة ليسوا أكفاء لهذه المهمة، ولا داعي لأن يتفضل البعض بالهجوم علينا لأننا (هاجمنا كل علماء الدين) من دون تخصيص، ولا يمكن أن تبقى هالة التوفير على أي شخص لمجرد أنه خطب في الناس