كل شبر على تراب هذا الوطن الطاهر أصبح مصاباً بمقتل بسبب ما يسمى اليوم في صحافتنا وإعلامنا وأحاديثنا ومقالاتنا وقراراتنا وتصريحات مسئولينا وأمنياتنا واخفاقاتنا وحرماننا وأوجاعنا وآلامنا… يسمى اليوم بين قوسين (الطائفية)!
يا حكومة ماذا تنتظرين؟ عاقبيهم!
عاقبي من يتحدث باسم الوطن وينهش في جسد الوطن فلا يجد لحماية نفسه ومكتسباته وأملاكه وترفه وولعه بجمع الذهب والفضة والاحتفاظ بنصيبه ونصيب طائفته من الكعكة إلا (الطائفية) طريقاً للكيد والتنكيل والتحريض.
عاقبيهم لأنهم لن يكونوا صادقين أبداً… وما خفي كان أعظم.
ثم يا حكومة… عاقبينا!
ولم لا؟ فكل من تتلوث يداه بظلم مواطن وحرمانه من حقوقه والتحدث بصوت الطائفة والجماعة، ويتعمد التخطيط لإثارة المزيد من النار الطائفية العالية اللهب الشديدة الوهج.
يا حكومة… لا يخفى الوضع على من له لب ومن القى السمع وهو شهيد… فكل مواطن يتحدث مع أخيه المواطن الآخر عن الطائفية… وهذا مواطن يتناقش بحدة مع أخيه المواطن عن الطائفية… وهذا شيعي يزور سنياً ليدور حديث طويل ثم تدخل الطائفية… وهذا سني، يدخل مأتماً ليقدم واجب العزاء فتطل الطائفية… وهذا عالم، فاضل، جليل، محترم، ينفش ريشه على منبر ليهاجم الطائفية بجزء من لسانه وقلبه، ويمارسها بعيداً عن المنبر بالجزء الآخر.
حتى الكتاب، صاروا يشككون في بعضهم بعضا حينما يكتبون عن الطائفية… فيكتب كاتب هنا مقالاً ينتقد فيه ممارسة طائفية فيرد عليه كاتب هناك ليتهمه بأنه أصلاً طائفي! فيغضب الأخير ليسوق قائمة من المبررات والدفوعات التي تبين أنه ليس طائفياً، بل الطائفي هو من اتهمه بهذا.
وبين كل ذلك الوجع، ينتشر ما ينتشر من مرض بين ضلوعنا وسيأتي اليوم الذي سنبحث فيه عن الدواء، ولن نجده