سعيد محمد سعيد

لن نحرق… لكننا سنطالب

 

تمنى البعض، ومحدثكم واحد منهم، أن يمتلك الشفرة السحرية التي تحول الشر إلى خير، والباطل إلى حق، والدموع إلى ابتسامات، والألم إلى أمل، والموت إلى حياة. لكن ذلك مستحيل، فهيهات أن تتقدم الأمنيات والأحلام على مؤشرات الواقع والحقائق. تمنينا ونحن نستمع إلى حديث وكيل وزارة الداخلية الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة ومحافظ الشمالية أحمد بن سلوم والكثير من الأهالي الذين مثلوا مختلف قرى المحافظة في اللقاء الذي استضافه مجلس المحافظة يوم أمس الأول (الثلثاء)، ألا يقع أحد في أتون النيران المشتعلة هنا وهناك بلا سبب في غالبها… تمنينا ألا يقع شاب واحد في أحضان (النار)، مهما كانت سماكة لثامه وقوة عضلاته وشديد بأسه. ولسنا وحدنا الذين نتمنى، فنحن ندرك أن هناك الآلاف من المواطنين الذين يتمنون ألا تعود أيام شقاء منتصف التسعينات بكل صورها الأليمة، وكذلك الحال بالنسبة لهؤلاء الملثمين، الذين ارتبطت بهم «الوسط» ارتباطاً واضحاً حينما فتحت ملف «الملثمون» حتى ظن البعض أن المسألة لا تعدو كونها «حركة مسرحية»، حتى مع نهاية السلسلة التي استضفنا فيها مجموعة منهم ولم نرغب في نشر الصور والأسماء على رغم موافقة المجموعة على ذلك. ليست المسألة «حركة مسرحية» بقدر كونها خطوة وطنية لإيصال صوت غائب لم يجرؤ أحد على تمثيله بالصورة التي مثلته فيها «الوسط».

كان لقاء الأهالي بالمحافظة الشمالية، يعكس اتفاق المواطنين، بأن العمل الذي يندرج تحت مسمى «الأعمال الخارجة عن القانون» ليست هي القاعدة، إنما هي الاستثناء طبعاً، لكن الأمنية الكبرى هي أن تنتهي مثل هذه الأعمال، وأن تستمر المطالب الدستورية المشروعة مهما كان صنفها. والثقة كبيرة في أن الحكومة ستستمع لمطالب الناس المشروعة وستفتح صدرها وأذنيها وستكون صريحة وواضحة كما كان لقاء الشيخ دعيج بالأهالي، واضحاً وصريحاً ومباشراً، وهذا ما نرغب في أن نؤسسه كقناة للتواصل بين المواطن والمسئول