سعيد محمد سعيد

رؤوس أطفال في «كارتون»!

 

في كثير من الملفات السرية تجد العجب العجاب، وخصوصاً تلك ذات الطابع الأسري. ففي الوقت الذي تدور فيه رحى قانون الأحكام الأسرية، ويشتعل الأوار بين مؤيد ومعارض، ومراقب ومتجنب، تدور أيضاً المشكلات في بعض البيوت لتصل الى أقسام الشرطة ثم الى النيابة العامة ثم الى المحاكم، لتضيع الأسرة و«يتبهدل» أفرادها.

اليوم، وطبقاً للنظام المتبع بين الزوجين المنفصلين، فإن الالتقاء بالأطفال يتم في المراكز الاجتماعية، خلافاً لما كان في السابق إذ كان الزوجان المنفصلان، يلتقيان بأطفالهما في مراكز الشرطة. وجاء النظام الجديد حفظاً لأمور كثيرة منها خصوصية الحالة والاعتبار الى نفسيات الأطفال والآباء والأمهات. لكن، ومع شديد الأسف، فإن القصص التي تدور في تلك المراكز هي في حد ذاتها مصائب!

لنأخذ هذه القصة: يرفض الأب إحضار الأطفال للالتقاء بوالدتهم التي انفصل عنها، وعلى رغم صدور الأمر القضائي ودعوة المكتب المختص بالمركز الاجتماعي لذلك الأب بضرورة احضار الأطفال في اليوم المحدد للالتقاء بوالدتهم، فإن الأب يرفض باستمرار، وكان يستخدم عبارة لا يقولها إنسان عاقل إطلاقاً: «اذا ارادت أن ترى أطفالها فسأحضر لها رؤوسهم في كارتون»!

وهذا الكلام، لم لا يصدق! لم يكن سراً خطيراً من الصعب اكتشافه، بل قاله أمام الموظفة المعنية بالمركز الاجتماعي، وما يزيد الأمور صعوبة، أن هناك من الآباء من يعرض الأطفال للإهانة والتهديد والإرهاب النفسي والتعذيب الجسدي اذا ما رغب أحدهم أو فكر في رؤية والدته المطلقة!

لكن يبدو أن هناك جهة ما… لا ندري من هي، لا تستخدم الحزم والصرامة مع مثل هذه الأمور. لتصبح هذه القضايا واحدة من قضايا كثيرة مهملة في مجتمعنا، لكن بودنا أن نستمع الى ما يمكن أن تقوم به الشئون القانونية بوزارة التنمية الاجتماعية لتصحيح هذا الوضع الخاطئ