سعيد محمد سعيد

حسناً فعلتم…

 

ابلى مجموعة من الشباب والشابات بلاءً حسناً عندما اندمجوا في وظائف وأعمال مختلفة، سواء مع بدء تنفيذ المشروع الوطني للتوظيف أم قبله. أبلوا بلاءً حسناً عندما تحملوا الكثير من الويلات، وصبروا على ظروف عمل مختلفة وتنقلوا بالتدريج من وظيفة الى أخرى أفضل منها، والأكثر من ذلك، أن البعض منهم واصل تعليمه الجامعي وهو يعمل بكل صبر. فهذه الصور، هي التي تؤكد حقيقة راسخة من أن شباب البحرين، من ذلك المعدن، هم الذين يمتلكون القدرة على مواجهة الصعاب واثبات أنفسهم رغماً عن الآخرين.

فئة أخرى من الشباب، لم تواصل سيرها الحثيث، فالبعض تهاوى أمام أول تجربة عمل تحت ظروف صعبة، وأجور متدنية، وآخرون هربوا هروباً لافتاً من التمييز والطائفية، حتى في القطاعات التي عملوا فيها بعض الوقت، وفئة ثالثة لم تجد بداً من تفضيل النوم حتى الظهيرة على العمل في مجمع تجاري أو محطة محروقات أو في شركة صيانة.

ومن قال إن الشباب، أولئك الذين وجدوا أنفسهم في حال من اليأس، لم يكن لهم أي عذر؟ نعم، كانوا معذورين وهم يتسلمون تلك الرواتب الهزيلة، أو يعيشون تحت وطأة ظروف عمل سيئة وبيئة عمل لا تتوافر فيها أبسط حقوق العمال ثم بعد ذلك، نجد من يتسلط عليهم ليذلهم في لقمة عيشهم.

حسناً فعل أولئك الشباب الذين تحملوا الظروف الصعبة، وفي نيتهم (يوم الخلاص) الذي سيتخلصون فيه من كل ذلك الثقل القسري ومصاعبه وهمومه، ليجدوا أنفسهم وقد فتحت لهم أبواب الحياة ليثبتوا وجودهم فيها.

كل ما تقدم كلام خواطر فلسفي عاطفي على ما يبدو، أما وقد وضع عاهل البلاد المفدى الشباب في قائمة (الأهداف) التي يسعى الى تحقيقها، فلابد أن المستقبل أمامهم سيكون مفتوحاً: بلا قيود ولا تحطيم ولا تمييز ولا مشاعر قسرية تفتك بقدراتهم