اليوم يوم جمعة، وهو يوم مبارك فيه الكثير من الفضائل، ولأنه يوم إجازة، فإن الكثير من القراء يفضلون قراءة الصحف وقت الضحى، أو بعد العودة من صلاة الجمعة – نسأل الله أن يتقبل من الجميع صالح الأعمال – في استراحة الغداء.
ولا شك في أن تلطيف الأجواء بين الأهل والأصدقاء والخلان أمر محبب في مثل هذه الأيام… فيكفي الناس تذوق مرارة أيام العمل والضغوط النفسية والبدنية. ولذلك، لن أتحدث عن موضوع (المعسكرين) المنتشرين بين البعض بأفكار تثير الضحك تارة والقلق المزعج تارة أخرى سببها سذاجة تفكير البعض وسوء تحليلهم… لن أتحدث عن هذا الموضوع الذي أعجبتني في أجوائه نقطة واحدة: وهي أن الكثير من القراء، من الطائفتين الكريمتين، عبّروا عن امتعاضهم واستيائهم من التأويلات السلبية التي تصدر من أي كان، فقط من أجل تعكير صفو الناس دونما تأمل في النتائج.
عموماً، دعونا نلطف الجو بالحديث عن بعض معسكرات هي الأكثر انتشاراً في المجتمع البحريني، وهي معسكرات في الواقع جميلة ومؤنسة للنفوس وليس فيها شيء من تثقيل النفوس وتربية الأطفال والنشء على الحقد والكراهية:
– معسكر ويل بالانس: وهو معسكر يلتقي فيه الفنيون من مختلف الجنسيات، وهم متخصصون في تصليح الإعوجاج الذي يصيب إطارات السيارات (الرنات)، وفي مقدورهم أيضاً تصليح الإعوجاج الذي يصيب أرجل البعض فيجعلهم يسيرون بالمقلوب.
– معسكر أبو جوزة: وهو معسكر ينضم إليه الكثير من محبي اللوز والجوز، وهو يعنى بتدريب الناس على تحديد نوعية الأشياء من منطلق المثال القائل: «مو كل مدلقم جوز»، والتدريب ينصب على جعل المشاركين يتقنون النظر والسمع والتحليل والاستنتاج.
– معسكر أم الشوك: وهو كسابقيه، ملتقى للأصدقاء والأحبة والعشاق، لكنه يجمع عينات معينة من الناس الذين كثيراً ما يتعرضون للهفوات والسقطات ليدربهم على كيفية المشي في دروب مليئة بالشوك من دون أن يتضرروا فيكتسبوا مهارات التعامل مع أشد الأشواك وخزاً وحرارة وتأثيراً في الجسد.
– معسكر الطبل: وهو معسكر يجتمع فيه الكثير من المغفلين والسذج! ومن مميزاته أنه يساعد الناس الذين يعانون من البلاهة ويتعرضون للإهانات والشتائم (روح يالطبل… تعال يالطبل)… هذا المعسكر مفيد للطبول والتنابل، إذ يزرع فيهم مهارات التعامل مع المواقف الغبية بحنكة عالية.
وهناك معسكرات متعددة، محلية وإقليمية، لكن هناك حاجة إلى تنظيم قانوني، وقبله قانون الضمير، حتى لا يأتي من يشاء ويسجل الناس في معسكرات كما يحلو له.