حسناً فعلت وزارة الشئون الإسلامية، حينما دعت خطباء الجمعة في الأسبوع الماضي إلى تخصيص جزء من خطب الجمعة لتوجيه الشكر والثناء على العاملين في سلك الشرطة الشرفاء من أبناء البلاد – والى غيرهم من المخلصين – على جهودهم… لا لأنهم يقمعون الناس ويكممون الأفواه ويطلقون مسيلات الدموع، بل لقيامهم بواجبهم في حفظ النظام والأمن في بلادنا، ولأن غالبيتهم هم أبناء البحرين الذين يستحقون الورود، سنة كانوا أم شيعة.
تماماً، كما جرى ذلك الأمر، نود من وزارة الشئون الإسلامية، أن توجه اليوم، وبكل جدارتها وعهدنا بها، خطباء الجمعة إلى أن يكشفوا «الورطة»! ورطة الكتب الطائفية، وتوجههم إلى أن يخصصوا أجزاء من خطب الجمعة ليتحدثوا عن هذه الظاهرة الخطيرة التي لن ترحم أحداً إذا اشتعل أوارها… ولن يكون في مقدور الحكومة مواجهتها وقت اشتدادها لا سمح الله، ولن يكون في مقدور أهل البلد التصدي لتبعاتها المؤسفة كما هو حاصل في مجتمعات حولنا!
رجال الشرطة، الذين حاول البعض استغلال ظرف معين لتوجيه الشكر اليهم من باب تصيد الفرص الانتخابية تارة، وتأكيد الخط الطائفي تارة أخرى، والاختفاء وراء «تمييز طائفي» من نوع خاص، لا يحتاجون الا إلى المشاعر الصادقة والمواقف النبيلة تجاههم، فلم يقصر وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة مع ملف أبناء البلاد في هذه الوزارة، ففتح باب الترقيات والدرجات والرتب الذي ظل مغلقاً سنين طويلة، وهو الأمر الذي أشاع الارتياح في صفوف الكوادر الوطنية العاملة في الوزارة.
إذاً، هم يستحقون أن يرسخ خطباء الجمعة العرفان لهم في نفوس الناس، وآن الأوان، لخطب يوم غد على أقل تقدير، أن توجه وزارة الشئون الإسلامية إلى «فزعة» ضد الطائفية، من خلال الخطب التي تفضح الكتب والكتيبات التكفيرية والتجزيئية، فلن يتمكن الشرطة الذين شكرناهم ونشكرهم، من ضبط نظام بلد تنتشر فيه الكتب الطائفية وتحمى فيها القلوب والنفوس على مرجل من نار