سعيد محمد سعيد

الورقة الرابحة

 

لدى الكثيرين، هناك وهناك، من ناشطين وسياسيين وكتاب وصحافيين ومسئولين ومتملقين ومتسلقين ورقة رابحة، يمكن استخدامها عدة مرات، ولن تجد لها استهلاكاً يسحب منها صلاحيتها… تلك الورقة هي (تمثيل البطولة) في المواقف التي تتطلب موقفاً بطولياً حقيقياً… فإن استدعى أن يحرز هذا الناشط السياسي حضوراً أقوى وصموداً أطول وانتشاراً أسرع بين الناس الذين يقفون للإستماع إليه أو… يجلسون، فما عليه سوى أن يرفع صوته بشتم الحكومة وشتم كل من له علاقة بالحكومة… هكذا جزافاً!

وإن تطلب الأمر، أن يقف ذلك الشخص المتسلق المتملق لكي يمتدح الحكومة ويحلف برأسها ويشير اليها بالبنان في أنها السبب وراء كل نعمة أنعم الله بها على عباده، فما عليه سوى تجميع مفردات من تلك التي اعتاد من يخدع نفسه وغيرها استخدامها ثم يلقيها أينما سنحت الفرصة… في الديوان أو في الصحافة أو على هيئة قصيدة أو قل في مقابلة تلفزيونية، تغيب فيها الحقائق والمصارحات والمكاشفات وتتصدرها الشعارات والكلام الإنشائي الذي يخلو من أية إحساس بالمسئولية.

هناك موضة جديدة بدأت تظهر هذه الأيام، فمن يضع عينه على مجلس الشورى مثلاً، فلا سبيل له إلا بالظهور أمام الحكومة والشعب في لباس جديد.. ذلك اللباس كله حب الوطن والولاء للوطن والإنتماء الى كل شبر فيه، واطلاق الدعوات للوحدة والقيام بزيارات الوحدة واشعال (عرس) الوحدة… ثم لا يعوزك أن تنظر الى شخص تاه بين حقيقته وحقيقة شعاراته، فانكشف امام الجميع.. منافقاً لا يشق له غبار! اما عنا وعن امثالنا من الصحافيين والكتاب، وغيرنا من السياسيين، فمن له حيلة، لا بد وأن يحتال ويبحث عن الورقة الرابحة التي تناسبه، ومعشر المواطنين أيضاً عليهم أن يبحثوا عن الورقة الرابحة… ومرحباً بالأوراق الرابحة أيا كان لونها؟