سعيد محمد سعيد

لقد مات!

 

بالأمس، مات «ص» على سرير المرض في المستشفى! ليس المرض هو الذي هاجمه، بل ربما هو الذي هاجم المرض! مكث اسبوعاً يصارع ذلك المهاجم الشرس الذي لم يجد مقاومة من «ص» الذي لم يقاوم… فلم تترك له جرعات المخدر اللعين قوة للتعامل مع ما قد يلم بهذا البدن الضعيف. كان «ص» شابا طيباً نشطاً خلوقاً… وهو بالمناسبة رياضي ممتلئ بالحيوية والنشاط، وكان كغيره من الشباب، يجرب، ويواصل تجاربه الحياتية، لكن تجربة قاسية تلك التي جعلت (ص) ليس هو… لكنه مات!

سؤال قد يكون مباغتاً لكن لا بأس من أن نطرحه على أنفسنا: هل نتذكر بعض الأسماء من الشباب والرجال والفتيان اليانعين من معارفنا في القرية أو (الفريج) أو في العمل والمدرسة والجامعة راحوا في لحظة بسبب جرعة من المخدر القاتل؟! بعضنا سيشعر بالأسى والحزن والأسف لتعدد القائمة، وبعضنا سيحمد الله لأنها لم تكن قائمة طويلة، لكن الخوف أن يكون في القائمة اسم واحد على الأقل!!

قبل سنوات، تغرينا كثيراً تلك (الصرعات) الخبرية حينما نكتب خبراً عن مصرع شاب تناول جرعة مخدرات زائدة… (سواء كانت زائدة أم ناقصة هي جرعة قاتلة)… او نتابع حادثة القاء شاب في أحد البساتين بعد موته، أو قصة تلك الجثة الملقاة على عتبة منزل البيت والتي يتفاجأ بها الأهل حينما يرون ابنهم ملقىً وقد فارق الحياة. لكن اليوم اختلف الوضع… هذه القصص لديها قراءها حتماً، لكن المؤسف أنها أصبحت من القصص المألوفة؛ ولأن هذه القصص اصبحت مألوفة، فهذا يعني رفع معدل الإنذار وقرع الأجراس… هل أصبح موت الشباب بسبب المخدرات أمراً عادياً؟

سؤال أخير: هل يمكن ان (ننبش) في غرف أبنائنا الشباب وفي أدراجهم ونراقب من يرافقون؟