سعيد محمد سعيد

بين السنة والشيعة

 

ترى، أيهما نفضل: الكتب والكتيبات والمقالات والكتابات والمحاضرات التي تحمل لون التلاقي والمحبة والود بين المواطنين سنة وشيعة، أم تلك التي تؤجج نار الفتنة وتوغر الصدور وتثير حالة من العداء في البيت البحريني؟

اذا افترضنا أن الغالبية العظمى من الناس ستفضل اللون الأول، فإن ذلك يعني حتماً، أنهم يرفضون اللون الثاني لما له من أضرار ونتائج لا تحمد عقباها.. لكن من الذي يروج لهذا اللون الأسود الكئيب؟

موضوع الكتيب السيئ الصيت الذي انتشر في إحدى المدارس وانتقل الى أخرى يحمل فيروس الطائفية الخطير بتكفير وتفسيق طائفة لها ثقلها في البلاد ليس هو الأول مع شديد الأسف! لكن نأمل أن يكون الأخير ضمن سلسلة التفكيك التآمرية، فقد تحدث مشايخ من الطائفتين الكريمتين عن مضمون هذا الكتيب المشئوم وكتب بعض الزملاء في الصحافة أسطراً تحذر من فتنة وتطالب وزارة التربية والتعليم بألا يمر هذا الفعل المنافي للدين والأخلاق والعرف مرور الكرام، إلا أن المطلوب هو اتخاذ موقف واضح وصريح من جانب الجهات الرسمية لتقديم من يكتب وينشر مثل تلك الكتابات للمساءلة القانونية بحيث يأخذ القانون مجراه في محاسبة المتورط، فرداً أم مجموعة، بقوة القانون وعدالة القضاء حفظاً لحقوق الناس وضماناً لاستقرار العلاقات داخل المجتمع.

لكن يحق لنا أن نسأل: أليست هذه الأفعال التي تتكرر وبصور شتى يوماً بعد يوم – أياً كان انتماء اصحابها المذهبي – توجب موقفاً من جانب المجلس الأعلى للشئون الإسلامية؟ وهل يتابع المجلس فعلاً مثل هذه الممارسات؟ وما هي الإجراءات التي يتخذها في هذا الشأن؟

قد يكون للمجلس، وأعضاؤه من علماء الدين، تحرك لا نعلمه، لكن من حقنا أن نعرف : كيف يتعامل المجلس مع هذه القضية التي لا يمكن إغفال أهميتها؟ إنه لأمر مبشر أن يتحرك بعض العلماء والشخصيات والرموز من الطائفتين للتصدي لكل ممارسة تجلب الآلام لأبناء البلاد وتشعل فتيل الفتنة، بيد أن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يجب أن يكون حاضراً بقوة وفاعلية في هذا المضمار.. هذا ما نتمناه. على أي حال، لن ننكر الأسى والأسف الذي ينتابنا ونحن نقرأ كتيبات التفرقة والتفتيت ومنشورات الحقد وكتابات المؤامرة، وفي المقابل، تقع بين أيدينا الكتابات الجميلة، ومنها كتاب «رحلات المقيظ بين السنة والشيعة» للزميل حمد النعيمي الذي تحمل سطوره الصدق وتحمل معاني المحبة والعلاقات الطيبة، فأي الكتابات نريد حقاً يا سادتي الأفاضل