هل نملك الإجابة على تساؤل كهذا؟! فمن الذي يعرف طريقة مثلى لتربية طفل سليم من الناحية الجسمية والعقلية والتربوية والخلقية؟ ومن الذي يتقن أسلوب تربية طفل إرهابي؟
سؤال آخر: هل تذكرون قصة صبي عبث مع الشرطة في دولة خليجية مدعياً أنه إرهابي يريد تسليم نفسه؟ هذه القصة، ليست مجرد عبث صبياني كما يعتقد الكثيرون، أو هي مزحة عابرة فرضتها الظروف ودراماتيكا الموقف.
إن المسألة هنا، تكشف أول ما تكشف لنا ذلك التأثير الخطر الذي يتسرب الى عقول ونفوس الأطفال والناشئة سواء كان ذلك عبر مسلسلات كارتونية أو قصص أو ألعاب كمبيوتر أو من خلال الشخصيات التلفزيونية وكذلك الحال بالنسبة للتأثر بالمجموعات والعصابات الإرهابية. فحين يتأثر أولياء الأمور ببعض الرموز ويحلفون برأسها ويقدسونها ويبجلونها ليل نهار، يتغذى الأطفال على هذه الأفكار المخيفة شيئاً فشيئاً. مقتدين بأولياء أمورهم في هذا السياق!
وهناك جانب يثير في النفس الألم. كيف بالله يمكن أن ننظر الى طفل أو صبي تأثر بممارسات اجرامية من محيطه وتلبس بها حتى في مزاحه وكان الأجدر به أن يمارس طفولته أو صباه بكل ما فيها من براءة وانطلاق ونشاط واقبال على الحياة. لا على الموت والإرهاب والتقتيل والشرب من كأس الدماء الذي لا يمتلئ عند كثير من (دراكولا) الإرهاب!
حتى الآن، لايزال القطب الأقوى في هذا الأمر متهاوناً متلكئاً غير آبه… نقصد بهم علماء الدين الأفاضل من مختلف الطوائف وكذلك المعلمين والمعلمات.
بصراحة، أصبح الكثيرون يخافون حتى من مجرد الحديث لتوجيه الطلبة ضد ما يمكن أن يدخل تحت طائلة التحذير من الأفكار الخطرة ظناً منهم أن هذا الكلام قد يجعلهم محط اتهام بالتحريض على كره الدين وكره علماء الدين!
وكلنا يعرف، أن تأثير علماء الدين على الناس أكثر من تأثير أي طرف آخر، ولهذا تصبح مسئولية الكلمة والإرشاد والتوجيه، مهمة مقدسة لا يقوى على حملها إلا العالم العامل.
كانت كلمة الحق الموجهة لتحذير الأطفال والناشئة من التشدد والتطرف والعنف والقتل وانتهاج الوسطية تعتبر انتهاكاً للدين فلنسأل: أي دين هذا؟