صباح أمس كان صباحاً مروعاً بالنسبة إلى الكثيرين منا… ليس على مستوى «البلاوي» التي نشاهدها في الشارع يومياً ولا طبقاً لنوعية المناوشات والشجار والنزاع الذي اعتدنا عليه في المراكز الصحية والمستشفيات والأسواق، بل كان بسبب الحديث الساخن الذي فجر غضباً في نفوس الكثيرين منا.
ما أن شاهدنا صور التعذيب الجديدة في سجن «أبوغريب»، وتابعنا تفاصيل التجاوزات التي تورطت فيها القوات البريطانية في البصرة، حتى تلونت المجالس واللقاءات والمقاهي الشعبية بلون الغضب نفسه.
تبدأ صباحك فتقرأ الصحف وقد نشرت شريطاً من الصور المخزية لأدعياء الحرية والديمقراطية ومن لف لفهم… تنتقل هنا وهناك فتقرأ أخباراً محلية تثير هي الأخرى حالا من السخط تارة والتذمر تارة أخرى، والراحة… (نادراً)!
تنتقل عبر السطور والنصوص لتقرأ القصة شبه غامضة… أو هي كذلك:
«أقدم هندي على قتل بنغالية بعد أن خنقها بيديه في الشقة التي تقيم فيها والتي استأجرت احدى حجراتها من الآسيوي القاتل وذلك نتيجة خلاف بينهما على أجرة الحجرة البالغة 90 ديناراً»…
وماذا بعد؟ لنعد قليلاً الى الصور الجديدة التي كشفت الفضائع والفضائح الأميركية باعتبارها المادة الرئيسية للأحاديث البحرينية الشعبية… ولربما كانت هي المادة الأولى فقد جاءت الانتهاكات التي شملت القتل والتعذيب والإهانات الجسدية لتضرب من جديد الجدار العازل بين المؤيدين للديمقراطية المقبلة من الولايات المتحدة الأميركية وبين الرافضين لهذا الاحتلال والنفس الإمبريالي الذي لا يريد خيراً للأمة.
قصة انفلونزا الطيور هي الأخرى لم تغادر حياة الناس أمس وقبل أمس وعلى مدى أسبوع وستكون غداً أيضاً حاضرة… فالطيور التي نفقت في عالي أو في سترة أو في أي مكان آخر، أثارت حالاً من التوتر في العلاقات بين الناس وبين كل ما يطير!
حال واحدة من الطيران لم تتوقف لا أمس ولا قبل عام! هي ذلك الهراء الذي ينشره البعض بتخويف الناس من كل شيء… من أبنائهم ومن أنفسهم ومن بلدهم ومن علمائهم ومن زوجاتهم بل ومن… عباداتهم!
يا للهول