هل يمكن أن نتخيل معاً صعوبة المشهد الآتي والخطورة التي تكمن خلفه؟ لنشاهد معاً: طفل في السابعة من العمر تقريباً ومعه اثنان من أنداده يعبث في ريش طائر، ذلك الطائر كان نافقاً بالقرب من ساحة قريبة من منزل الطفل على ما يبدو. ترى، ما الذي يمكن أن يشعره الواحد منا حين ينظر الى مثل هذا المشهد؟ وليس هذا فحسب… ففي كثير من المناطق، بدأت طيور النورس تنتشر على شكل مجموعات (مهاجرة) وخصوصاً في أوقات الصباح الباكر، ولأن يوم أمس كان أول أيام الفصل الدراسي الجديد، فإنه يحلو لبعض الأطفال الجري وراء تلك الطيور. وسيكون الحال أفضل لو اكتفوا برمي الحجارة من بعيد لإخافتها بدلاً من الجري وراءها، وفي هذا الجري وما شابهه في حال الطفل الذي يعبث بريش الطير النافق ما يرفع درجة الخطورة… ماذا لو كان ذلك الطائر مصاباً بمرض انفلونزا الطيور؟، هل يمكن أن نتكلم بصراحة؟ قليل من الصراحة؟ ويتوجب هنا أن نشير إلى أن كثيراً من برامج التوعية والتثقيف، لاسيما الصحية منها، لا تصل بالشكل المطلوب الى شرائح مختلفة من المجتمع. وهذا في حد ذاته يثير تساؤلاً مقلقاً: «هل وصلنا الى مجتمع العبقرية الذي لا يريد فيه البعض أن يتعلم أو يستمع لرسالة إعلامية ويتعالى، كونه يملك من المعلومات ما يغنيه عن غيره؟ وهل وصلت بنا الأمور الى «التفلسف» في تلقي بعض التعليمات والإرشادات المهمة؟، في الحقيقة، يبدو الوضع وخصوصاً بالنسبة للأمراض السارية والمعدية ومرض انفلونزا الطيور صعباً، لا يمكن معه قبول أي تجاهل لأبسط جزئية في موضوع الوقاية والمكافحة. فالأطفال، حين يعبثون بالطيور الميتة فإنهم بذلك يقتربون من منطقة خطرة للغاية. حتى في المدارس، قد نجد طيراً ميتاً في ملعب المدرسة أو في مكان ما، وهذا ما يلزم اتخاذ اجراءات أكثر تشدداً، ومنها تحريك عمال النظافة وابلاغ الشركات بأهمية تأهيل وتدريب فرق العمل على كيفية التخلص من الطيور النافقة أينما وجدت، وتوجيههم الى ضرورة الإبلاغ عن أية مظاهر مقلقة في حال وجود أعداد من الطيور النافقة في أي مكان. صحيح نحن في أمان، لكن من غير المعقول أن نقول «إننا في أمان دائم». وسلامة الجميع