حينما نقرأ خبراً مفاده أن أحد السجناء تمكن من اكمال دراسته في السجن وحصل على الدبلوما من إحدى الجامعات الأميركية، فإن شعوراً جميلاً بالتفاؤل والسرور يملأ النفس، وربما كان الجانب الأكثر إضاءة هنا، هو قوة الإصرار والعزيمة لدى ذلك السجين الذي حقق بصبر واحتساب، ما كان يصبو إليه.
هذه النوعية من الأخبار تعتبر من الأخبار السارة التي ترد الينا من السجن! ونتمنى أن تكون أخبار السجون كلها مفرحة بدءاً بتحسن الأوضاع بعد سلسلة الزيارات المتفق عليها بين الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان ووزارة الداخلية، انتهاءً عند أساليب التأهيل والإصلاح وإعادة دمج المفرج عنهم في المجتمع لكي يواصلوا تعويض ما فقدوه طوال سنوات العقوبة.
أخبرني أحد المفرج عنهم، أنه منذ تنفس هواء الحرية، حتى عهد قريب، وهو يعاني من صعوبة التعامل مع الكثير من أفراد المجتمع، خصوصاً أولئك الذين يفترض فيهم أنهم مثقفون ومتنورون… فالبعض يعاملك من منطلق الجرم الذي أجرمته في تلك السنة، ويجعله وصمة عار تتابعك أينما حللت سواء تبت أم لم تتب… تعدلت أم لم تتعدل، لا فرق لديهم!
لكنني أجد محدثي محقاً! نعم، لقد أخطأ ذلك «البني آدم» في يوم من الأيام، واستحق العقوبة وكان له القانون بالمرصاد… ثم بعد ذلك، عاد الى الحرية من جديد،إذ من حقه أن يعيش كأي فرد في المجتمع، فلماذا نوصد الأبواب في وجهه؟
كل العذر، لأي إنسان دخل السجن، ثم خرج منه بعد أن نال جزاءه حين يقف محتاراً في كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف… وكل العذر للشباب الذين لا يعرفون كيف يتعاملون مع الإنسان «المخطئ» التائب! فهم لا يعرفون من التعامل الإنساني والديمقراطي إلا شعارات «فضفاضة» حفظوها بأسلوب الببغاء.
في المقابل، هناك شباب يبذلون جهداً كريماً في تثقيف المجتمع والتصدي لمثل هذه السلوكيات، ولطالما أننا نعيش موسم عاشوراء طوال شهري محرم وصفر، فلربما أصبح موضوع التعامل مع المفرج عنهم ومنحهم الفرصة وقبول إدماجهم في المجتمع من المواضيع التي يحبذ المرور عليها بين الحين والآخر ولو مرور الكرام من باب : «امنح الفرصة للتائب لأن يعيش، فهذا من حقه»