سعيد محمد سعيد

الحسين…

 

حين يشرق يوم الحسين… العاشر من المحرم، تشرق في النفوس الشمس المحمدية بكل بهائها وعطائها وقدسيتها.

هو ذلك الرمز الذي جمع بني البشر، في بلاد الإسلام أو في سائر بلاد الله جل وعلا، ليعلن مسيحي هنا عشقه للحسين، ويتفانى كاهن هناك في ديره ليبكي الحسين، ويعتلي مسلم هنا نبضات قلبه ليذكر الحسين… وينادي كل التائقين الى التحرر من نير الظلم والاستبداد والباحثين عن القيم المثلى العليا والذاهبين الى حيث ينتشر ربيع الإنسانية… كلهم، ينادون باسم الحسين… السبط أبي الشهداء.

من يكره الحسين؟

هو ذلك الذي يكره جده محمد بن عبدالله (ص).

الحسين ريحانة رسول الله (ص)… وكذلك كان إمامنا الحسن (ع)… إمامان إن قاما وان قعدا.

حين يصب أولئك جام غضبهم على سيد الخلق، الرسول الأعظم، من خلال رسوم كارتونية تسقطهم في وحل التخلف والحقد والفهم المعقوف لحرية التعبير وحقوق الإنسان، فإنهم لا يقاسون إطلاقاً ببني الإسلام حين يبعدون الأمة عن الحسين ونهضة الحسين وذكرى الحسين…

«حسين مني وأنا من حسين… أحب الله من احب حسينا»… تلك المقولة الشهيرة التي قالها رسول الله (ص) ما برحت عالية الصدى والتأثير لتقول للأمة جمعاء إن الإسلام محمدي النشأة حسيني الاستمرار…

لن تفلح يا هذا في حجب نور الحسين…

وهل تنجح مثل هذه النفخات «الواهية» في إزاحة تلك السحابات المباركة المليئة بغيث الخير؟ وهل يقدر رداء أسود يرتديه بعضهم أن يحجب شعاع الشمس؟

العالم يهتف باسم الحسين… في كل اصقاع الأرض، تسمع حناجر تصدح باسم الحسين… وتذكر الحسين وتبكي الحسين وتتمنى أن يوفقها الله لكي تسير على درب الحسين… المطرز بالتوحيد والإيمان والخير والفضل والإنسانية والإصلاح.