سعيد محمد سعيد

عيد الفقراء

 

كل عام والجميع بخير…

عيدكم مبارك وعساكم من العايدين…

ها قد أنعم الله سبحانه وتعالى على الحجاج – أعادهم الله الى أوطانهم سالمين غانمين – بحج مبرور وسعي مشكور، واستقبل الناس عيد الأضحى المبارك كل بحسب ظروفه وأوضاعه ومشكلاته وآلامه و… لكنه يوم عيد من أعياد المسلمين التي نتمنى أن تستغل فيما ينفع الأمة ويعيد تأكيد ثوابتها الوسطية المعتدلة.

الفقراء، هم عنوان كبير في الأعياد… وهم أيضاً طرف كان ولايزال أساسياً في العيد… أي عيد! وبالنسبة لنا في البحرين، إذ مئات من الأسر تعيش تحت خط الفقر، لم يقدم أصحاب الأيدي البيضاء وأهل الخير من المحسنين مالاً للرياء والنفاق، بل أسهم الكثير منهم في تأسيس برامج مستمرة من خلال الصناديق والجمعيات الخيرية للمساهمة في مساعدة الفقراء والمحتاجين، وكذلك الحال بالنسبة لكثير من المؤسسات والشركات التي بادرت الى تخصيص مبلغ مالي يتم صرفه على الجهات الخيرية التي تتولى صرفها فيما بعد على المحتاجين من الفقراء والمعوزين ولا يجب أن ننسى لجنة رعاية الأيتام التي نفذت الكثير من البرامج الجميلة للأيتام وذويهم.

عيد الفقراء اليوم لم يعد مرتبطاً بالمساهمة المالية والمساعدات العينية والحلويات والملابس الجديدة التي كنا نقرأها في كتب القراءة في المرحلة الإعدادية… لعل أهم شيء بالنسبة الى هؤلاء أن يحفظ الناس لهم إنسانيتهم وكرامتهم، وأن يمدوا لهم يد العون بالصورة التي تجعل اليد الأخرى لا تعلم ما قدمت أختها.

ما يؤسف له، أن البعض اعتاد على أن يصرف بضعة دراهم كمساعدة لأيتام أو أطفال فقراء ثم يملأ الدنيا ضجيجاً وصخباً على ما فعله من خير ثم أذهب معناه بتظاهره وسوء نيته. اذا كنا نسأل عن فقراء في البحرين فهم كثر… كثر بلاشك، لكنهم أغنياء من التعفف. حذار أن تهنئ فقيراً بالعيد لكي تهينه. وعيدكم مبارك..

سعيد محمد سعيد

ظروف العمل القاسية

 

لا يمكن اعتبار الباحثين عن عمل مجرد مجموعة من «قوة العمل المعطلة» التي يجب تشغيلها في أي قطاع وفي أي وظيفة وتحت أي ظروف… إن من الأهمية بمكان النظر في أوضاع الكثير من الموظفين والعمال البحرينيين وغير البحرينيين في قطاعات ومنشآت متعددة تنعدم فيها أبسط حقوق هذا الإنسان في العمل.

إن انطلاق المشروع الوطني للتوظيف الذي يرعاه عاهل البلاد المفدى هو حدث مهم وكبير، وتظهر الأهمية في أن مشكلة البطالة التي عانى منها المجتمع البحريني كثيراً بدأت تأخذ شكلاً جديداً في السنوات الأخيرة، إذ أصبحت هذه الظاهرة تؤثر على الاستقرار الاجتماعي، وهي حال طبيعية حين يجد آلاف الناس… المواطنين، أنفسهم بلا مصدر للرزق! يذوقون الحرمان ومرارة ضيق ذات اليد يوماً بعد يوم، ثم هم كبشر، في حاجة إلى توفير متطلبات المعيشة من دون ريب، ما يجعل من أمر البطالة قنبلة خطيرة إن لم تنفجر في السابق، ستنفجر في المستقبل!

ولعل هذا المشروع، خضع لدراسة معمقة للغاية على ما يبدو، فبدأ مقنعاً ومستقطباً للكثير من الباحثين عن عمل… أو لنقل كما يقول المشرفون على المشروع «استقطاب العاطلين الجادين في البحث عن عمل»، وإن كنا نود أن ترفع هذه العبارة ليصبح الخطاب موجهاً جميع العاطلين حتى فئة «غير الراغبين في العمل» ممن يجب اقناعهم إعلامياً من خلال أجهزة الإعلام المتنوعة، واجتماعياً من خلال الخطب الدينية والمجالس واللقاءات المباشرة.

والدراسة المعمقة التي خضع لها المشروع أتاحت المجال لتصنيف العاطلين طبقاً لمؤهلاتهم وتحديد الرواتب والأجور وظروف العمل. ولعل النقطة الأخيرة هي ما تهمنا هنا، إذ يتطلب وضع الأيدي العاملة البحرينية والوافدة في بعض القطاعات إعادة نظر جراء الظروف القاسية وبيئة العمل غير القانونية التي يتعرض لها الكثير من العاملين والموظفين، ولاسيما تلك التي ترتبط بمزاجية القرارات والقوانين التي تطبقها المؤسسة مثلاً خلافاً لقانون العمل. إن ظروف العمل موضوع مهم ومتشعب، وسنعود للحديث عن تفاصيله مستقبلاً

سعيد محمد سعيد

التقاتل بين أبناء الشعب

 

الوطن الإسلامي الكبير وشطره العربي، خصوصاً، تسوده موجة قاسية وقاتمة من الظلم والتخلف والأمراض السياسية والثقافية والاجتماعية، ونزعات التعصب الطائفي والعرقي المقيتة، وتطغى عليه مشكلات وصراعات متعددة في مختلف ميادينه ومجالاته بما في ذلك ميدان الثقافة والفنون، وتبرز صورها المؤسفة في التضييق على حرية الفكر والنشر ومحاصرة الثقافة ومصادرة الرأي الآخر، وشن الحملات العدائية المشحونة بالكراهية والحقد الطائفي.

خطير هو الكتاب الذي اصدرته الجماعة الإسلامية في مصر بعنوان : (الحاكمية… نظرة شرعية ورؤية واقعية)!! خطورته تكمن في الإنقلاب على أفكار ومبادئ مدرسة توسعت وتوسعت وانتشرت واصبح طلابها ومريدوها لا يعدون ولا يحصون… ثم فجأة… تسقط كل تلك المبادئ!؟ ويتراجع عنها من يتراجع بعد مراجعات دقيقة اصطدمت بحقائق ومعطيات لا يمكن القفز عليها… على رأسها التكفير… بل هو الرأس!

كثيراً – وفي غالب الأحيان – استغل الطائفيون المتعصبون ومعهم أولياء نعمهم من المستبدين، أرباب الرأي الواحد والنفوذ والمال، الثقافات الحرة النيرة ومجالات العلوم والفنون الرائدة لصالح أفكارهم ونزعاتهم ومشروعاتهم المشبوهة، منتزعين من تلك الجوانب وأنشطة الإبداع الفني طابعها وعطاءها الإنساني، والأهداف التي يمكن أن تخدم أمم وشعوب المعمورة على اختلاف دياناتها وطوائفها وانتساباتها العرقية، وشواهد التاريخ والعصر الحديث خصوصاً، تحفل بالكثير من تلك الظواهر والممارسات الشاذة البغيضة، والتي يعج العالم بجملة كبيرة من صورها المؤلمة ونماذجها وشرور صانعيها.

التآمر الثقافي والإفرازات الكارثية والنتائج والانعكاسات السلبية الوخيمة المتمخضة عنه تكاد تكون أشد خطراً على استقرار وأمن الشعوب ووحدة الأوطان، وذلك لما تتسبب به من خلق وإشاعة التفرقة والعداء والتناحر والتمزق، بل والاحتراب لحد التقاتل المميت بين أبناء الشعب أو الأمة الواحدة.

سعيد محمد سعيد

الملثمون… مرة أخرى!

 

لم يكن حديث يوم أمس عن الملثمين عابراً مر مرور الكرام، فعلى رغم الاتصالات الكثيرة والمداخلات المتنوعة التي تفضل بها بعض القراء الأعزاء، إلا أن العامل المشترك والرابط الرئيسي بينها جميعاً والتحذير من ربط الأعمال الغوغائية التي يقوم بها البعض من (الملثمين) المجهولين بالمواكب العزائية.

هو ربط خطير وغير مسبوق، ويثير سؤالاً هو الآخر… لماذا يتم اختيار المناسبات الدينية لافتعال مثل تلك التصرفات؟ ومن الذي يدير (التفاصيل)؟ فمن الواضح أن المسألة لم تأتِ جزافاً!

تلك كانت النقطة الأولى، لكن النقطة الأهم هي ما يمكن أن يمثله نموذج (الملثم المجهول) من تأثير على السلامة العامة في المجتمع… فهؤلاء الملثمون، الذين لم يكونوا ضمن موكب العزاء بحسب زعم البيان الصادر بشأن الحادثة، تقصدوا إثارة المشكلة، والأكثر من ذلك، تقصدوا إحداث بلبلة أمنية والأخطر والأخطر أنهم ينوون شراً كبيراً يصل ضرره الى المواكب الحسينية نفسها.

لم تأتِ هذه العملية عبثاً. فمع اقتراب شهر محرم الحرام، ولوجود أجندة ما لدى من يدير أولئك (الملثمين المجهولين)، ورغبة في الوصول الى هدف خفي، لابد من الدفع في اتجاه زعزعة الحال الأمنية التي تمتعت ولاتزال تتمتع بها المواكب العزائية، فمن خلال إثارة مجموعة من المشكلات وتكرارها في المنامة وفي الدراز وفي مدينة حمد، يمكن بسهولة نشر انطباع عن وجود مجموعة من (المتوحشين الهمجيين) المخربين بين صفوف تلك المواكب!

الخطر هنا يبدو أكبر… أليس كذلك؟!

باختصار، لا يمكن تصنيف أولئك الملثمين إلا بأنهم مجموعة من المدسوسين الذين يريدون الاخلال بالأمن وإشعال مواجهة تكون في ميدان المواكب هذه المرة… فموسم محرم يقترب

سعيد محمد سعيد

الملثمون… من هم؟

 

هل يستطيع طرف ما أن يحدد من هم أولئك الملثمون الذين يبرزون حيناً ويتوارون وراء الأنظار حيناً آخر. .. فتجدهم يركضون جرياً في الأزقة والطرقات، وتشاهدهم في وقت ما ينعزلون عن موكب عزاء فيثيرون عاصفة من الهمجية البغيضة، وتراهم بعينيك في لحظات، يعلقون اللافتات «المشبوهة»؟ من هم أولئك؟ والى أي طرف ينتسبون؟ وماذا يريدون؟ اذا كنا نريد الحديث بتجرد، فلا بد من القول ان القيام بأعمال منافية للقانون من خلف اللثام، هو في بادئ أمره فعل سيئ وينم عن عدوانية خصوصاً حين تكون درجة الأمن والاستقرار في المجتمع كبيرة.. لكن، قد يقول قائل ان ثقافة (المقنع الكندي) هي مشروعة شهدت الكثير من الثورات على مر العصور، وهنا، لا بد من القول أيضاً ان هناك فرقا بين المطالبة المشروعة الدستورية الوطنية المستحقة، وبين التعرض لأمن المجتمع والتعرض لخلق الله وممتلكاتهم بالتخريب والتدمير. ذلك فعل شيطاني من دون ريب… أياً كان مصدره، من المهم التنويه بأن الملثمين… يبقون فئة غير معروفة، فليس من العقل أن ننسب الى مأتم كبير ومهم وتاريخي في المملكة احتضانه لملثمين حادوا عن قدسية الموكب وقاموا بالتخريب، ولا يمكن قبول هذا الأمر على أنه موكب عزاء، إن حقيقة الأمر، تشير الى وجود عدد من المندسين والمغرر بهم، ومن جهة لا تريد بالبلد خيراً ولا صلاحاً، ولا تريد أن ترى موكباً عزائياً يحيي ذكرى دينية يمر بهدوء وسلامة، ولا يريدون أن يشاهدوا ذلك الوئام بين مختلف طوائف المجتمع، ويموتون قهراً حين يشعرون بالتقارب بين أهل البحرين.. تقتلهم كل تلك الصور وتحطم ذواتهم من الداخل. هؤلاء الملثمون، لا يختلفون عن أولئك الناعقين في كل يوم مما يصدرون بين ليلة وضحاها مقترحاً نيابياً أو شريط كاسيت أو خطبة (جهنمية) لا طائل من ورائها الى تفتيت المجتمع… وسيبقى السؤال: من هم أولئك الملثمون؟ والإجابة قادمة بإذن الله.