د. شفيق ناظم الغبرا

مؤتمر «فتح» يواجه تحديات الوضع الفلسطيني

جاء الإتصال الذي لم أتوقعه يبلغني بالدعوة لأكون ضيفاً على مؤتمر «فتح» المنعقد في مدينة رام الله. تسارع تفكيري حول مدى قدرتي على الحضور وتلبية دعوة جاءت من مكتب الرئيس أبو مازن ومن القائد الفتحاوي عباس زكي. دعوة الى فلسطين التي تسكنها الأحلام والأحزان وتقع في جغرافيا هي بين الألم والأمل وبين الظلم والحق والعودة واللجوء يصعب أن ترد. حزمت الحقائب وركبت الطائرة الى الأردن ومن مطارها اتجهت الى الحدود الأردنية- الفلسطينية حيث جسر الملك حسين. مررت فوق نهر الأردن عند المنطقة الفاصلة وقبل الوصول الى نقاط التفتيش الإسرائيلية، عدت بذاكرتي الى بدايات وعيي السياسي وأنا في المدرسة عام ١٩٦٨ عندما أعجبت بالفدائيين من «فتح» ممن كانوا يعبرون هذا النهر من أجل العودة الى الأرض. مات منهم المئات بعد حرب ١٩٦٧ على ضفاف هذا النهر وأطرافه. متابعة قراءة مؤتمر «فتح» يواجه تحديات الوضع الفلسطيني

د. شفيق ناظم الغبرا

أميركا والعنصرية .. ترامب يواجه اخبيار التطبيق

للتاريخ منطقه الخاص، فلفترة ليست قصيرة سنكون في الشرق كما هو في الغرب تحت تأثير نتائج الانتخابات الأميركية التي توجت دونالد ترامب رئيسا. إن المدخل لفهم ما سيقع في الفترة القادمة مرتبط بطبيعة توجهات الرئيس الجديد، إذ سيكتشف الكثير ممن صوتوا لترامب انه لن يقدم الحلول التي وعد بها، بل سيكون مخلصا لطبيعة التحالفات التي أنتجته ولتركيبة المؤسسة المالية التي يقودها، سيكون ترامب نصيرا كبيرا للمصالح المالية الكبرى وللطبقات المتحكمة بالمال، وهو في هذا سيعمق من أزمة الرجل الابيض المتوسط والفقير كما ويزيد من تراجع الطبقات الوسطى والدنيا، كما وسيفجر علاقة الأقليات بالاغلبيات. سيخلق ترامب غضبا داخليا وعنفا وأجواء لم تعرفها الولايات المتحدة منذ عقود حرب فيتنام وثورة الملونين في ستينات القرن العشرين. الشعبوية الترامبية صفة من صفات المرحلة، فهو يهاجم أعداؤه وكأنه يقود ثورة للطبقات الشعبية، لكنه في الأساس سيترك من لا صوت لهم من الطبقات الشعبية ضحية لشعاراته. متابعة قراءة أميركا والعنصرية .. ترامب يواجه اخبيار التطبيق

د. شفيق ناظم الغبرا

صعود ترامب … نزاعات جديدة داخل أميركا وخارجها

وقع الزلزال وأصبح دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، بينما لسان حال الكثير من الناس: كيف لترامب الذي تنقصه الهالة التي تحيط بكل رئيس أميركي وصل الى البيت الأبيض، أن يصبح رئيساً؟ بل كيف يمكن من جاهر بعنصريته أن يصل الى البيت الأبيض؟ ويعكس ترامب ذلك التناقض بين المثل الأميركية الليبرالية وبين العنصرية تجاه الأقليات والفئات المهمشة والمسلمين. فالولايات المتحدة ما زالت تعيش اهتزازاً ناتجاً من أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وحربي العراق وأفغانستان والنتائج المدمرة لهما. لقد جاء ترامب رئيساً في دولة تتميز بقدرتها على الإبداع، لكنها دولة تحمل مشروعاً إمبراطورياً سبّب لها مكاسب في مراحل، وصنع لها أخيراً اهتزازاً في مكانتها. اليوم، الولايات المتحدة تعاني، كما تعاني دول أخرى في أوروبا، من مأزق بين الطبقات حول التوزيع والعدالة. إن الرسائل الشعبوية والوعود الكبيرة لاستعادة العظمة وحل المشكلات كما طرحها ترامب، تكون عادةً مقدمة لصراعات أعمق في المجتمع كما في النظام الدولي. متابعة قراءة صعود ترامب … نزاعات جديدة داخل أميركا وخارجها

د. شفيق ناظم الغبرا

ترامب رئيساً: تعقيدات مرحلة

قلب ترامب المعادلات، لقد صدمت الهزة الانتخابية نصف الشعب الأميركي الذي صوت لكلينتون، وصدمت الانتخابات النصف الثاني الذي انتخبه ولم يكن يتوقع فوزه.. مع إعلان فوز ترامب وضح أن الأميركيين يرسلون رسالة كبرى للنخبة الأميركية المتمركزة في المدن والتي أهملت الأرياف والقرى والبلدات التي تسكنها الطبقة العاملة البيضاء والتي أيضا استكانت في سلوك عرف عنه الخضوع للنفوذ والدعم المالي.
متابعة قراءة ترامب رئيساً: تعقيدات مرحلة

د. شفيق ناظم الغبرا

تركيا بعد الانقلاب .. قراءة ميدانية

أخذني الاهتمام بما وقع في تركيا لمدينة إسطنبول، قضيت فيها أياما مع من يعرفون المدينة ومثقفيها. إذ تعيش تركيا صدمة الانقلاب الذي كاد أن يعيدها للحكم العسكري، ففكرة أن الرئيس المدني المنتخب ديمقراطيا بتنافس حزبي شفاف كان على وشك أن يقتل في انقلاب دموي تقلق الأتراك. كان نجاح الانقلاب سيفرض على تركيا التخلي عن مصالحها بعد أن خطت سياسة مستقلة تجاه الغرب وأوروبا نتجت عن مأزق سابق لبروز أردوغان والعدالة والتنمية. لقد اكتشفت تركيا منذ زمن طويل أنها مهما سعت نحو أوروبا ستبقى جزءا من كتلة إنسانية إسلامية كبيرة لا يقبلها الغرب الأوروبي. ويعي الأتراك بأن التقسيم في الإقليم واستمرار الحروب سيفتح الباب لاثارة قضايا في بنيانها ووحدتها كالقضية الكردية الشائكة.
ويعلمون بنفس الوقت بأن مراكز القوة العالمية ليست مكترثة لوضع المنطقة بدليل ما حدث لسوريا والعراق. متابعة قراءة تركيا بعد الانقلاب .. قراءة ميدانية

د. شفيق ناظم الغبرا

ظاهرة القساوة.. لماذا تتفشى في العالم العربي؟

ليست القساوة أمرا عابرا في محيطنا العربي، إذ تجد لها تعبيرات واضحة في سلوكيات متنوعة. مشهد الحروب الراهنة في سوريا واليمن والعراق وليبيا مثال على قساوة الأنظمة وقساوة التدخل الخارجي وقساوة الحركات في ردة فعلها. كل ما يقع في المحيط العربي الراهن يصب في القساوة التي تمثل الأسوأ في تاريخ العرب الحديث. قساوتنا أقرب لقساوة الغرب في تعامله مع نفسه في الحربين العالميتين الأولى والثانية إضافة لعملية إبادة الهنود الحمر في الغرب الأميركي.  متابعة قراءة ظاهرة القساوة.. لماذا تتفشى في العالم العربي؟

د. شفيق ناظم الغبرا

تحديات المرحلة في العلاقة بين الشرق والغرب

وصل الصراع بين الغرب والشرق الى مرحلة متقدمة من الاحتقان والعنف. فبين الحضارتين خلافات يعكسها الواقع الراهن حول القضايا المختلفة. الصراع القائم انعكاس لعلاقات الضعف والقوة بين الشرق والغرب وحول فلسطين وإسرائيل واحتلالها، لكنه صراع يعكس تاريخ التدخلات العسكرية الغربية وحاضرها، وحجم الانهيار والديكتاتورية في الإقليم العربي والإسلامي. هذا كله يفتح الباب لمزيد من النزاعات التي ستؤدي الى خسائر تصيب كل الأطراف. هناك أقلية في الغرب تتفهم الأوضاع على حقيقتها، وبيننا نحن العرب أقلية تفهم الغرب بموضوعية، لكن الأغلبيات تعيش نزاعاً حضارياً ملؤه الشكوك والمخاوف المتبادلة. متابعة قراءة تحديات المرحلة في العلاقة بين الشرق والغرب

د. شفيق ناظم الغبرا

السلطة وإشكالاتها التسلط يهزم القيم الإنسانية

شغلت السلطة السياسية التي تنتج عن تبوأ أفراد لمواقع ومناصب سياسية جميع المجتمعات عبر تاريخها، فالسلطة ضرورة، لكن هناك في التاريخ أمثلة عن القيصر الذي استخدم قوته ونفوذه لحرق مدينته وأمثلة متتالية من القرن العشرين والواحد والعشرين عن الزعماء والقادة من الغرب والشرق ممن دمروا بلادهم.. في السلطة أمثلة كثيرة عن استخدام لها يتميز بالحكمة، كما هو حال مانديلا مقاوم العنصرية ورئيس جنوب إفريقيا فيما بعد، وهافل الذي قاوم الشمولية في تشيكوسلوفاكيا وأصبح رئيساً، وغاندي الثائر في الهند وصانع استقلالها، لكن هؤلاء كانوا أيضاً معارضين لأنظمتهم ولهذا دفعوا ثمناً كبيراً في مقاومة السلطة قبل أن يتعاملوا معها بحكمة وروية وعدالة. متابعة قراءة السلطة وإشكالاتها التسلط يهزم القيم الإنسانية

د. شفيق ناظم الغبرا

انتصار في حلب.. سوريا في الميزان

حققت معركة حلب التي خاضتها المعارضة نتيجة فذة، لكن الحرب لم تنته والصراع مازال في أحد أطواره. المعارك في الحالة السورية في الجانب المعارض تهدف لمنع استفراد النظام المدعوم روسياً وإيرانياً، ولإقناعه وإقناع مؤيديه باستحالة الحسم العسكري. الحرب في سوريا بدأت بين نظام ومعارضة في ظل ثورة شعب، لكنها تحولت بفضل عوامل عديدة لحرب أهلية وحرب استنزاف لتدمير سوريا والدولة السورية..
المشكلة بالنظام بالأساس، فقد كان بإمكانه أن يتعامل بأسلوب مختلف مع الثورة، لو تم ذلك كانت ستكون سوريا في حالة مختلفة عن حالها اليوم.. الحرب السورية مازال أمامها أشواط، من أهمها أن تصل الأطراف لضرورة الحل السياسي ضمن رؤية للتنازلات والعملية السياسية والعدالة والحقوق. متابعة قراءة انتصار في حلب.. سوريا في الميزان

د. شفيق ناظم الغبرا

تركيا والصراع على النموذج الإقليمي

كان الانتصار التركي في مواجهة الانقلاب انتصاراً لروح التاريخ، وذلك لأنه تواصل مع انقلاب ١٩٦٠ الذي أدى الى اعتقال رئيس الوزراء المنتخب ديموقراطياً عدنان مندريس. مندريس كان أول رئيس وزراء نجح في بناء حالة تصالح نسبية بين تجربة أتاتورك العلمانية السلطوية والإسلام (تعامل بمرونة مع القاعدة الشعبية الأناضولية المحافظة إسلامياً، وسمح بفتح مئات المساجد المغلقة وطوّر الاقتصاد). انقلاب عام ١٩٦٠ العسكري سمح للجيش، حارس العلمانية التركية، بإيقاف تصاعد دور القاعدة الشعبية الأناضولية الفقيرة المكوّنة من غالبية الشعب. في ذلك الانقلاب، عذّب الجيش رئيس الوزراء مندريس ثم أعدمه مع وزراء آخرين. متابعة قراءة تركيا والصراع على النموذج الإقليمي