محمد الوشيحي

السعودية وقطر وإيران… في دمشق

جدلاً، لو نجحت الثورة السورية اليوم بإسقاط السفاح بشار، فسيحدث التالي، وكأني أراه عياناً بياناً؛ ستبحث المملكة السعودية عن “رفيق الحريري السوري”، ذي الشخصية البناءة الهادئة المحبة لبلدها، فتمتلئ شوارع سورية بالأوناش وعمال البناء، وتنتشر مكاتب المقاولين، ويرتفع سعر العقار بدرجة معقولة، وتدب الحياة في الأحياء المتضررة من الثورة، وتبدأ الدموع رحلة العودة إلى العيون، وتتزين وجوه كبار السن بابتسامات فقدتها لزمن، وترتفع ضحكات الأطفال، وتتسابق الثكالى على سقي الورد في الشرفات، بعد سنين من نثر التراب على وجوههن لشدة القهر وفقد الأبناء. وستتعهد المملكة السعودية بتزويد سورية بشحنات نفط مجانية إلى أن تتعافى وتنهض على أقدامها.
وستركز قطر على استثمار أموال ضخمة في المشاريع الكبرى في سورية، وسيجد شبان سورية وظائف لا حصر لها، وخيارات لا عد لها. وستتكفل قطر ببناء محطات الكهرباء كهدية للشعب السوري، وستسارع بترميم المدارس والجامعات والمعاهد، وستحرص قطر على جمع الفرقاء لتقريب وجهات النظر في ما بينهم، فيخرج وزير الخارجية القطري من غرفة هذا السياسي السوري، ليدخل في غرفة ذاك السياسي السوري، ومنها إلى غرفة الثالث، فالرابع، فالعاشر، حاملاً في حقيبته نقاط التوافق والتفاهم.
وستؤسس إيران “حزب الله السوري”، وستزوده بما لذ وطاب من الأسلحة ومليارات الدولارات، وستمتلئ سفارتها في دمشق بضباط الاستخبارات المتنكرين بأزياء الدبلوماسيين، وسيحرص سياسيوها، الذين تحولوا إلى أدوات لا تمتلك القرار، على السيطرة على مناصب الأمن الداخلي، والمطار، لزوم التهريب والذي منّه، وحقيبة الاتصالات، لزوم التجسس والتنصت.
وسيرتفع، صباحاً، شعار المقاومة والممانعة في وجه إسرائيل، وستنفجر، مساءً، سيارة مسؤول سني سوري، كان مصطحباً أسرته في عطلة نهاية الأسبوع إلى البلاچ الذي بناه “رفيق الحريري السوري”، وسينشط “الزعران” التابعون لحزب الله السوري، باختطاف السواح الخليجيين والأوروبيين في الصيف، لضرب السياحة، فتخسر المطاعم والفنادق وشركات تأجير السيارات وشركات الطيران وغيرها.
وسنرى النسخة اللبنانية الأكبر، ونبدأ العد من جديد.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *