أ.د. غانم النجار

هل من تاريخ سياسي للقمامة؟

حسب أدبيات العلوم السياسية فإن للدولة أدواتها كي تفرض سيادتها، فهي تحتكر القوة، وتهيمن على الشأن العام، ترغيباً وترهيباً. ولندع الترهيب جانباً “فأمره أمر”، فالترغيب، يأتي من ضمن وسائل القوة الناعمة كي تبرر الدولة سيادتها “ودياً” مثل تدبير الخدمات العامة، كالصحة والتعليم والمواصلات وغير ذلك. إلا أنه لأمر غير مفهوم فإن مسؤولية جمع القمامة لا تذكر في الأدبيات، حتى وإن كانت الدولة تقوم به باقتدار. ويبدو أن علاقة السياسة بالقمامة أكثر أهمية مما كنا نظن.
منذ أيام مرت علينا ذكرى الغزو الخامسة والعشرون. كان الصامدون يقومون بدور الدولة في مواجهة أعتى آلة قمعية. إحدى نتائج الغزو كانت تكدس القمامة. فكرنا كصامدين في القضايا الكبرى ككيفية التصدي للغزاة، واستعادة وطننا المحتل، وتنظيم المقاومة السلمية، وإصدار الصحافة السرية، ورفع الروح المعنوية للصامدين، والتواصل مع أهلنا في الخارج، وتوفير الطعام والرعاية الصحية، وحماية الفئات الضعيفة، وغير ذلك.
متابعة قراءة هل من تاريخ سياسي للقمامة؟