سعيد محمد سعيد

المعلمون والمعلمات… كلاكيت 2

سأصطحب القراء الكرام – ونحن نستقبل غداً عاماً دراسيّاً جديداً نسأل الله فيه النجاح لأبنائنا ولكل العاملين في قطاع التعليم – عائداً بهم إلى العام 2007، وتحديداً في شهر أكتوبر/ تشرين الأول، لأطرح من جديد أهمية إيجاد استراتيجية متقدمة أكثر مما هي عليه الآن، للارتقاء بمستوى العاملين في قطاع التعليم مهنيّاً وماديّاً ومعنويّاً.

قبل سبع سنوات، كان الموضوع يتولى في هذه الزاوية تحت عنوان : «المعلمون والمعلمات… المنقذون والمنقذات»، ولربما كان المحور، ولايزال، تأكيد دورهم في إنجاح ما تطمح الدولة إلى تنفيذه مستقبلاً من مشروعات، كإصلاح سوق العمل، وإصلاح التعليم، وتحقيق معدلات تنمية متقدمة، فضلاً عن تنشئة جيل يتمتع بشخصية بحرينية تعي جيداً معاني المواطنة والحقوق والواجبات، لا يكتمل إلا بدور المعلمين والمعلمات. متابعة قراءة المعلمون والمعلمات… كلاكيت 2

احمد الصراف

موت مواطن جميل

دخل مكتبي مطأطئ الرأس، تبدو عليه إمارات الإرهاق، وجلس على أقرب مقعد، وهو يطلق زفرة حرى، وقال بعد التحية سأحكي لك ما يحزنني، فلا تقاطعني:
هل تتذكر لقاءنا في اليوم الثاني للغزو والاحتلال الصدامي لوطننا العزيز؟ هل تتذكر كم المشاعر المتضاربة التي كانت بداخلنا، وكل الخوف الذي كان يلفنا من المصير الأسود الذي كان ينتظرنا، إن لم تتحرر بلادنا سريعاً؟ لقد كان الخوف حينها مشروعاً ومرعباً، ولكني الآن أشعر بخوف أكبر على وطني ومستقبل أسرتي. متابعة قراءة موت مواطن جميل

جمال خاشقجي

أكبر من مجرد سعودة لسوق الجوالات

في الأول من أيلول (سبتمبر) اكتملت مهلة سعودة قطاع الجوالات في السعودية، فبات على ملاك محلاتها سعودة كاملة أو إغلاق تام. توقعت أن يحتفي وزير العمل السعودي مفرح الحقباني بهذه المناسبة وبالنجاح الكبير، فيدعو الصحافة إلى جولة في إحدى أسواق الجوالات الكثيرة والمزدحمة (تسمى أيضاً سوق الاتصالات) ثم يعقد هناك مؤتمراً صحافياً وسط مئات الشبان السعوديين الذين باتت تمتلئ بهم جنبات السوق. وحبذا لو يختار محلاً مغلقاً يجري الاحتفال فيه، في إشارة رمزية إلى نية الدولة عدم التراجع عن هذه المهمة الوطنية، ويعلن من هناك أن المعركة المقبلة ستكون في قطاع تأجير السيارات، كما قالت تسريبات صحافية من أروقة الوزارة. وليته يتوسع فيضيف إليها قطع غيار السيارات ومعارض السيارات، وكلها قطاعات مناسبة جداً للشباب السعودي المحب للتجارة والسيارات والجوالات، ويسكت المثبطين الذين انقسموا بين قائل إن تجربة الجوالات ستفشل مثلما فشلت تجربة سعودة سوق الخضار، وآخر يقول، وقد رفع حاجبيه: «تبي عيالنا يشتغلون إما في سوق الخضار وإما الجوالات»!

لكنه لم يفعل، وليته يفعل ذلك بعد الحج، ويطلع الرأي العام السعودي على إحصاءات وتقرير مفصل بما تحقق، والثغرات التي اكتشفها فريق المتابعة، مثل محاولة بعض المتسترين والأجانب التحايل على القرار بسعودة وهمية، وظهور «تجار شنطة» يحومون في السوق، وامتناع بعض موزعي الجملة عن توريد بضاعة إلى الشباب حديثي عهد بالسوق، وارتفاع في الأسعار، وتضرر ملاك المجمعات التجارية بخلو بعض محالهم من المستأجرين، وغيرها من المشاكل المتوقعة في عمليات التحول من وضع خاطئ استقر سنوات، إلى وضع صحيح لا يزال هشاً.

قصة سعودة سوق الجوالات تختصر أزمة كبيرة في السوق وقطاع الأعمال في المملكة. اهتمت الصفحات الاقتصادية العالمية بقصص إضرابات عمال أجانب يعملون في قطاع المقاولات المتعثر، وبمسألة تعثر القطاع وتأخر دفع استحقاقات تلك الشركات. لكن المسألة أعمق من ذلك، فالسعودية دولة كبرى وليست مجرد اقتصاد خليجي صغير يعتمد إلى ما لا نهاية على عمالة وافدة، فتعداد سكانها بلغ 20 مليوناً، جلّهم من الشباب الذين يريدون ليس وظائف فقط، وإنما فرصاً للترقي والتمتع بحياة جيدة. ولكن من حولهم أكثر من 12 مليون أجنبي يعملون كل شيء، بل أصبحوا يمتلكون قطاع العمل بأسماء سعوديين، وبالتالي استحوذوا على فرص التوسع واكتساب الخبرة. لذلك نظر البعض إلى إعلان الحكومة مشروعاً لسعودة قطاع صغير هو سوق الجوالات وكأنه «أنبوب اختبار» لسعودة أوسع تشمل في شكل متدرج كل قطاعات الأعمال والتجارة. وهذا هو الشيء الصحيح الذي يجب أن يتم لبناء اقتصادي سعودي إنتاجي يستطيع أن يحقق هدف الدولة في التحرر من الاعتماد على النفط، كما دعت «رؤية 2030»، ولسبب آخر سياسي، هو الاستقرار بإرضاء الشعب وتوفير حياة كريمة له، والسر في ذلك يختصر في كلمة واحدة هي الوظائف.

تعقّد المسألة وصعوبتها، بعدما أدمن كبار الملاك والرأسماليون السعوديون على العمالة الأجنبية نحو أربعين عاماً، لا يعني التخلي عن هذا الهدف ولا تأجيله أكثر. ففشل هذا المسعى سيكون المهدد الأول لاستقرار البلاد، والتعقيدات ظهرت في سعودة سوق الجوالات البسيطة، فكيف في غيرها؟ لكنها معركة لا تحتمل غير خيار الانتصار.

أعتقد بأن السوق ستصحح نفسها بنفسها من دون تدخل وزارتي العمل والتجارة، ولكن بعد جولة في إحدى أسواق الاتصالات في شارع فلسطين في جدة، وحديث مع العاملين في القطاع، أدركت أن السوق في حاجة إلى ما يشبه «شيخ السوق» أو شيخ المهنة، وهي وظيفة قديمة كانت لها هيبة عندما كانت السوق سعودية وطبيعية، ثم اندثرت بعدما احتلت من عمالة وافدة وعابرة. لكن لا تزال الوظيفة قائمة في بعض المهن، مثل الذهب والمجوهرات، فليكن شيخ السوق هذه المرة موظفاً من وزارة العمل، من الضروري أن يكون باحثاً وظيفته مراقبة تحولات السوق، وما يطرأ من مشاكل أو مزايا أو مجرد تسجيل للتحولات التي تشهدها، على أن يذلل المشاكل بأن يكون الوسيط بين التجار والعاملين في شتى الجهات الحكومية، ويجمع الملاحظات ويحللها مع فريق للاستفادة منها في معركة سعودة أخرى.

مساء الخميس قبل الماضي قمت بجولتي الصحافية المشار إليها، قبيل أن أكتب مقالتي هذه. ما زالت السوق مزدحمة، عدد المتاجر المغلقة قليل، لكن رفوفاً كثيراً خاوية، وهو ما عزاه شاب سعودي قال إنه في السوق منذ أكثر من 10 أعوام، إلى امتناع تجار الجملة، وكثير منهم أجانب، عن التوريد لبعض الملاك الجدد. ويرى أن هذه المشكلة ستحل نفسها بنفسها، عندما يتعرف الطرفان على بعضهما أكثر (أو خروج الأجانب من سوق الجملة أيضاً)، ويعتقد بأنهم سيضطرون في النهاية إلى تنزيل بضاعتهم إلى السوق، لأنهم لا يستطيعون تخزينها طويلاً، فالجوالات سلعة قصيرة العمر، بسبب نزول طرازات جديدة منها باستمرار.

شاب آخر دلني على سوق أخرى لبيع وشراء الأجهزة المستعملة يكاد نصفها أن يكون مغلقاً. بالفعل وجدته كما يقول، ولكنني لاحظت كثرة الأجانب المتسكعين في جنباته. من الواضح أنهم ليسوا زبائن، إذ كانوا يقفون بين السيارات وأمام المحال. عدت إلى الشاب الخبير بالسوق، وهو ماجد المجرشي الذي يملك محله ويديره بنفسه، وأعتقد بأن هذا ما تسعى ويجب أن تسعى إليه وزارة العمل. قال لي إن أولئك المتسكعين «شريطية» يتلقون من يرغب في بيع جواله القديم، ثم يجمعون حصيلة ما يشترون ويبيعونها في أحد متاجر الهواتف المستعملة. وأضاف أنهم في السوق وبالطريقة نفسها، حتى قبل عملية السعودة، وإن قل عددهم. هؤلاء مخالفون لنظام العمل والإقامة ابتداء، وإبعادهم مهمة وزارة الداخلية قبل العمل والتجارة.

الصيانة لا تزال مشكلة. يعترف صاحب متجر طلب عدم ذكر اسمه بأنهم يسلمون الجولات التي تحتاج صيانة إلى عمالة وافدة تعمل في ورشات صغيرة في منازلها، لكن هناك شباب سعوديين بدأوا دخول سوق الصيانة مثل محمد فلمبان الذي ذهب بعيداً في خدماته حتى المنازل، إذ يقوم بزيارات للمنازل والمكاتب، فيتسلم الجوال ويصلحه ثم يعيده إلى صاحبه أو صاحبته. لكنه متخوف جداً من ثغرة الصيانة، فهو اختصاصي فيها وكان يعتمد على عمالة أجنبية ويجد صعوبة في إحلال سعوديين مكانها، فالسعودي المتقن للصيانة يفضل أن يعمل لمصلحته، فمكسبها جيد بين 50 و70 في المئة من كلفة قطع الغيار ويستطيع أن يجني من ثمانية آلاف إلى 20 ألف ريال شهرياً. وهذا أفضل من الوظيفة، يشكو فلمبان أيضاً من عدم وجود اختصاص إلكترونيات الاتصالات في الجامعات أو معاهد التدريب، باستثناء كلية الاتصالات والإلكترونيات في جدة.

من الرائج بين كثير من الكتاب السعوديين انتقاد مساعي الدولة لسعودة الوظائف الدنيا والوسطى، وإلحاحهم على سعودة الوظائف العليا، فيبرر بعضهم ذلك بقوله إن الوظائف العليا ذات الدخل المرتفع ستكون في قطاعات صناعية تصديرية، رغم أنني أشم رائحة «استعلائية» في طرحهم، وأرد دوماً بأن من يصعد إلى أعلى السلم لا بد من أن يبدأ من أسفله. وأجد في اعتراف فلمبان وغيره بضعف السعودة في مجال الصيانة دليلاً آخر على ضرورة بدء السلم من أوله، فكيف تستطيع المملكة أن تقيم صناعات تحويلية لسلع تستحق التصدير تنتج بسواعد سعودية، لتحررنا من الاعتماد على النفط بوصفه مصدراً أساسياً للناتج القومي، إذا لم يلفح السعودي بعد في مجال أبسط كالصيانة؟

الرأسمالي السعودي لن يستسلم لإجراءات الحكومة. لا يهمه هدف الدولة في السعودة، ولا هدف ذلك الاستراتيجي الذي يريد صناعات تحويلية تصديرية. إنه خلف الكسب وتوفير النفقات وإرضاء العملاء، لذلك سيبدع في حلول تخدمه ولن تخدم هدف السعودة، مثل جمع الهواتف المعطلة من العملاء، وشحنها إلى مركز صيانة في دولة خليجية غير معنية بتوطين الوظائف، فتصلح هناك ثم تشحن ثانية إلى المملكة. التصدي لذلك مهمة وزارتي العمل والتجارة، ومعهما هذه المرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لإقناع جيراننا بأهمية توطين الوظائف لديهم، أو على الأقل سد الثغرات عندهم.

خرجت من السوق متفائلاً بحذر، فالانتصار ليس مكتملاً بعد. لا يزال هناك قلائل من المتسترين والأجانب يعملون بسعودة وهمية، باعتراف عدد من العاملين في السوق الذين يريدون ألا تتراجع الوزارات المعنية كي يضمنوا بقاءهم واستمرارهم في السوق. ولعل الوجود المستمر لمكتب «شيخ السوق» الذي اقترحته، مع جولات تفتيش مستمرة، يطمئنهم، وانتقال المعركة فوراً إلى قطاعات أخرى سيرسل رسالة إلى الشباب السعودي بأن الحكومة لن تتراجع، ويسكت المثبطين الذين أثقلوا علينا بالحديث عن فشل تجارب السعودة السابقة.

عندما مررت بشارع خالد بن الوليد في جوار سوق الاتصالات التي زرتها، رأيته وقد انتثرت في جنباته عشرات معارض بيع الأجهزة الطبية التي من الواضح أنها حال تستر أخرى، تحتاج مشروعاً آخر للسعودة، وهو أيضاً كقطاع الاتصالات والسيارات، قطاع مناسب جداً للسعوديين، وفيه خير كثير يغنيهم، ويكون أرضية للتطلع إلى ما بعده.

متابعة قراءة أكبر من مجرد سعودة لسوق الجوالات

فضيلة الجفال

السعودية والقانون الأمريكي

“جاستا” هو اختصار “تطبيق العدالة على داعمي الإرهاب” للقانون الذي أقره الكونجرس الجمعة الماضي لمقاضاة الممولين والراعين للإرهاب، في إشارة ضمنية لأحداث أيلول (سبتمبر) والسعودية، ما يعيد الكرة إلى القضية التي بدأت بتمرير القانون منذ أيار (مايو) الماضي حتى إعلان الأوراق الـ28 وتبرئة السعودية من الضلوع في إرهاب أيلول (سبتمبر). ومن المقرر أن يستخدم أوباما “فيتو رئاسي”، بيد أن “الكونجرس” و”النواب” يمكنهما رفض “الفيتو” بتكتل ثلثي الأعضاء.

استمعت إلى مقابلة على CNN الأمريكية إلى رؤية قانونية من كل من جاك جولدسميث أستاذ كلية الحقوق في جامعة هارفارد وزميل في معهد هوفر، المحامي العام المساعد في إدارة جورج دبليو بوش، وستيفن ڤالديك أستاذ القانون في كلية القانون في جامعة تكساس. ركز كثيرون على سابقة خطيرة في أن تجاوز قانون جاستا لحصانة الدول السيادية قد يجر النار إلى ثوب الولايات المتحدة وبالتالي محاكمتها على جرائم في محاكم الدول. ولكن في الدقائق الأخيرة، قام السيناتور الجمهوري جون كورنين، الذي رعى هو ونظيره الديمقراطي تشاك شومر، بعمل مراجعات في نسخة مشروع القانون، وضمَّنه عددا من الشروط الجديدة المضللة بوضع عراقيل أمام مطالبات عائلات ضحايا أيلول (سبتمبر)، حيث بإمكان الحكومة الأمريكية أن تضع الدعاوى في الرف إلى أجل غير مسمى. كما على المدعين أن يثبتوا أن المملكة مسؤولة بشكل مباشر عن هجمات أيلول (سبتمبر) حتى يربحوا القضية. وبحسب القانونيين فحتى وإن كان بوسعهم ذلك، فليس هناك آلية فعلية لإجبار الحكومة السعودية على دفع أي تعويضات. وهذه هي النسخة المعتمدة من الكونجرس في مايو وأقرها مجلس النواب يوم الجمعة. بالتالي، المسألة ليست في القانون نفسه، بل في رمزية القانون وخطورته الكامنة على ملف العلاقات الخارجية والدبلوماسية. متابعة قراءة السعودية والقانون الأمريكي

أ.د. محمد إبراهيم السقا

المخاطر الاقتصادية لقرصنة الأدمغة

يوما بعد يوم تزداد أعداد الشرائح الإلكترونية التي تتم زراعتها في جسم الإنسان لتنظيم ضربات القلب، أو ضخ الأنسولين … إلخ، لتزداد معها مخاطر قرصنة هذه الشرائح، على النحو الذي يضر بسلامة الإنسان.

في ورقة لهم بعنوانBrainjacking: Implant Security Issues in Invasive Neuromodulation مقبولة للنشر في مجلةWorld Neurosurgery استعرض Laurie Pycroft وستة آخرون أحدث أشكال التهديد الإلكتروني الذي يهدد البشر، وهو قرصنة الأدمغة Brain jacking، فبعد قرصنة البريد الإلكتروني، وقرصنة الحسابات المصرفية، وأجهزة التحكم والسيطرة وغيرها أصبحنا نؤمن بأن كل ما حولنا قابل للقرصنة واستخراج البيانات أو إدخالها. غير أن ما أدهشني أخيرا وأحببت أن أشارك القارئ فيه هو أحدث أشكال القرصنة، وهو قرصنة الأدمغة البشرية، أي أن يدخل أحد على مخك ويسيطر على انفعالاتك وقراراتك. متابعة قراءة المخاطر الاقتصادية لقرصنة الأدمغة

حسن العيسى

«عاشوا اثنين»!

سبعة مليارات دينار هو الرقم المطلوب لتمويل عجز الميزانية للسنة 2016 – 2017، حسب وثيقة استراتيجية الدين، أي إن الدولة ستقترض من الداخل والخارج كي تغطي العجز لتلك السنة المالية فقط، لكن في هذه السنة، أي التي تفكر فيها السلطة “استراتيجياً” لحل العجز، هي السنة ذاتها التي وقعت فيها الدولة بشهر فبراير الماضي “أولاً” صفقة 7 إلى 8 مليارات يورو مع إيطاليا لشراء يوروفايتر، و”ثانياً” وقعت مع فرنسا صفقة شراء الحوامات بقيمة مليار يورو بشهر أغسطس الماضي، و”ثالثاً” تم استكمال فرحتنا بأعياد صفقات السلاح بموافقة الحكومة الأميركية على صفقة طائرات الهورنيت في أبريل الماضي بمبلغ 3 مليارات دولار! قيمة الثلاث صفقات تقارب 13 مليار دولار، وهي لا تبعد كثيراً عن حجم الرقم المطلوب “استراتيجياً” لتمويل العجز لهذه السنة المالية. متابعة قراءة «عاشوا اثنين»!

فؤاد الهاشم

«اصبغ شعرك… يا ولد»!!

نظرية مؤكدة يعرفها كل صحافي في العالم يسافر إلى بلد ما، إن أفضل – وأول من يستقي منه معلومات عن ذلك المكان لحظة خروجه من المطار – هو.. سائق التاكسي!! هذه النظريه تأكد صحتها معي حين وصلت العاصمة الإكوادورية «كيتو» قبل 30 سنة، وفي بنما وفي واشنطن دي. سي، والقاهرة وبيروت وتونس وفرنسا والسويد وحتى جيبوتي والخرطوم والسنغال.. إلى آخره!! سائق التاكسي هو «العين السحرية» الموجودة في كل أبواب غرف الفنادق في العالم، فإن كانت «عين الفندق» تطل على الممر، فإن عين سائق الأجرة تطل على كل دهاليز وشوارع ومقار وأحزاب وأسرار البلد الذي يعرف كل زاروب .. فيه!!سائق التاكسي مثل الحلاق «يحب الهذرة والسوالف»، وقد وجدت حلا لحلاقي الخاص لإغلاق لسانه بإعطائه دينارا زائدا «كبقشيش»، مشترطا عليه أن ينهي عملية الحلاقة في عشر دقائق بدلا من نصف ساعة، فيتحرك بسرعة الضوء ولا يجد وقتا للحديث حتى يفوز.. بالدينار!! سائق التاكسي في «الإكوادور» وبإنجليزيته الركيكة أخبرني عن أطرف وأغرب محاوله انقلاب حدثت عندهم حين اقتحمت مجموعة ثورية يسارية مسلحة مطبعة الجريدة اليومية الأولى في البلاد، وأجبرت العمال على طباعة بيان الثورة داخل الصحيفة وإلغاء المادة الصحافية التي كانت منشورة فيها لتصبح جزءا من الجريدة، وقبل أن يتم تحميل الكمية على السيارات، داهمت قوات الجيش مبنى الجريدة ودكته على من فيه، فلم يتسلم المشتركون صحيفة الصباح المعتادة في ذلك اليوم، وانتهى انقلاب لم يعلم به نصف الشعب الإكوادوري! سألت السائق: «وكيف علمت أنت بهذا الخبر»؟ فأضحكني حين قال: إنه بعد أن ينتهي من عمله على سيارة شركة الأجرة، يذهب بسيارته الخاصة إلى الصحف اليومية؛ لأنه يعمل معهم موزعا لها، وشهد الواقعة في تلك الليلة.. بكاملها!! متابعة قراءة «اصبغ شعرك… يا ولد»!!

غنيم الزعبي

ما تفعله إيران هو عمل عدائي تجاه مليار ونصف المليار مسلم

تتسمر تلك الأسرة الهندية الصغيرة أمام شاشة تلفازها الصغير وعيونها شاخصة على قناة القرآن السعودية التي تنقل على الهواء مباشرة من مكة المكرمة لعلها ترى والدها الذي ذهب للحج هذه السنة وهم على اتصال مباشر معه على الهاتف النقال، يصف لهم مكانه ويلوح بيديه لعل الكاميرا تصيده وتنقل صورته إليهم مباشرة في آخر الدنيا، وهو أمر احتمالاته ضعيفة جدا نظرا لوجود أكثر من مليوني مسلم داخل المشاعر المقدسة في نفس الوقت، لكن وبأمر الله تحدث معجزة المعجزات وتظهر صورة والدهم وسط الشاشة لابسا إحرامه ويلوح بيديه وهو يصرخ هل تروني؟ هل تروني؟ فينفجر ذلك البيت الصغير بالصراخ والفرحة التي لا توازيها أي فرحة، والحدث الذي لا يوازيه حدث في حياة تلك الأسرة الهندية المسلمة، فقد رأوا والدهم وهو بخير واطمأنوا عليه، وهم الذين ساورهم الخوف والحزن عليه بعدما طارت به طائرة الحج، لأنه معيلهم الوحيد وسندهم الأكبر في هذه الدنيا. متابعة قراءة ما تفعله إيران هو عمل عدائي تجاه مليار ونصف المليار مسلم

محمد جمعة الياسين

«باب النجار مخلع»

شيء غريب وعجيب أن يصعد سعر البنزبن ويحلق إلى عنان السماء في بلد يعوم على بحار من النفط، فلو قلنا إن البلاد الأخرى تغالي في سعره فربما كان لها العذر، كون ذلك المورد لا يتوافر فيها، فما بالنا نحن، الكويتيين، نجده يشتعل نارا تكوي جيوبنا المنهكة وأرضنا حبلى بالنفط والغاز وسائر الخيرات؟

الشعب الكويتي لم يترك تلك المناسبة تمر مرور الكرام حتى أصبحت محل سخريته ونكاته، فتجد مواقع التواصل الاجتماعي تزدان بالنكات الساخرة من ارتفاع سعر البنزين، هذا المحرك للحياة في العصر الحديث، فمنهم من صور شخصا يركب دراجة هوائية وكتب تعليقا: إن السير إلى العمل سيصبح بهذه الطريقة مستقبلا، ومنهم قارن بين سعره قديما وحديثا وتندر على الفرق بينهما، فكما يقول المثل «باب النجار مخلع» أو مكسر، فبدل أن يكون الباب لدينا «مسنع» في سعر البنزين نجده «مخلعا» ونحن منبع والوقود والبترول.

حتى أن أعضاء مجلسي الأمة والوزراء يشتكون من ارتفاع سعر البنزين، فما بالنا بالمواطن العادي الذي يواجه بالفعل ارتفاعا في سائر الأسعار والخدمات؟ والأمر لن يقتصر على ارتفاع سعر البنزين لأنه كسلعة وسيطة أو مساعدة ستدفع بارتفاع أسعار سلع أخرى، وهذا ما سيكون التخوف منه، فنرجو من القائمين على اتخاذ القرار مراجعة تلك القرارات، خصوصا إذا كانت تمس المواطن البسيط أو محدود الدخل.

ظنكم لكم ونيتي لي ورب البيت كريم.

متابعة قراءة «باب النجار مخلع»

سعيد محمد سعيد

دول تتسلى بأخطر لعبة…. «الطائفية»

بالمناسبة، وتوضيحاً للتوضيح، فبادئ ذي بدء، حين نهاجم خطر «الطائفية»، فإننا بذلك لا نقصد ديناً عن دين أو طائفة دون طائفة أو بلداً دون آخر، فالطائفية مدمرة لكل الأوطان ولكل المكونات ولكل الشعوب، ولا حاجة لأن «يقفز» فلان وعلان ليكرر العبارة السمجة ذاتها: «ولماذا لم تذكر الطائفة الفلانية… ولماذا لم تذكر الدولة الفلانية… ولماذا ولماذا؟».

حسناً، لو طرحنا سؤالاً نوجهه إلى جميع العرب والمسلمين «تحديداً» مفاده: «هل تعتقد أن الدول العربية والإسلامية تعاني من ظاهرة «الطائفية والتشدد والتكفير والتطرف؟»، وبالطبع، ليس هنا السؤال في سياق بحث علمي، ولكنه ارتجالي بحت، ولنسأله لأنفسنا أولاً… بالتأكيد، لن يجرؤ أحد منا على القول إن البلدان العربية والإسلامية «سمن على عسل»، والمواطنة فيها متساوية والحقوق والواجبات على ثنائية ميزان العدالة… و… و… بل سنصاب بالكثير من الوجع مما نعيشه من تفاقم دموي فتاك للطائفية وممارساتها، إلا أن السؤال المهم الذي كررته كثيراً: «لماذا تتحدث الكثير من الدول العربية والإسلامية عن حقوق كل المواطنين، أقليات أم أكثريات، مسلمون أم غير مسلمين، موالون أم معارضون… في العيش الكريم وممارسة حرياتهم ومعتقداتهم وأفكارهم، ثم بعد ذلك لا يعدو ذلك الكلام الحبر الذي كتب به؟ ولماذا في كل البلاد العربية والإسلامية هناك جوقة من الفاسدين الفاشلين في الشئون الإسلامية والإعلام والتربية والتعليم وفي أكثر من قطاع حيوي، يتضامنون جميعاً ويحصلون على النفوذ والسطوة ليفعلون ما يشاءون من إضرار بالسلم الاجتماعي والوحدة الوطنية ولا يمكن الوصول إليهم بالقانون لأن «الجدار القوي من الحماية» يمنع ذلك؟ متابعة قراءة دول تتسلى بأخطر لعبة…. «الطائفية»