لدينا بالكويت موسوعة أدب "بليري" نسبة الى السيد بلير الذي شخص مع فريقه رؤية الكويت سنة 2035، أجمل ما قرأت في الأدبيات البليرية ما ذكر في مدونة بنادول "… والوقت من ذهب وربعنا للحين يناقشون ان الوانيت يركب عبري أو ما يركب، والمظلة عند البيت معلقة أو بعمود… الحمد لله على كل حال".
هناك نوع من توافق الآراء في تقييم التقرير، ملخصه أنه لم يقدم جديداً، ولكنه أكد دوام حالة المرض في الكويت، والتي قد تكون كارثة بالغد القريب. فتقارير الشال وكثير من الزملاء كتبوا مئات المرات عن رخاوة الإدارة السياسية في الدولة وغياب الرؤية والمنهج في التخطيط للقادم، وكانت ردود الإدارة تتلخص في التطنيش واللامبالاة، فماذا يعني أن ننفق أكثر من دول أوروبية في مجال الصحة والتعليم والامن لكن المردود هو الأسوأ؟! وماذا يعني الموقع الجغرافي المتميز للدولة وهو يمثل إرثها التاريخي الكبير وقطاع النقل متخلف…؟!
نسأل أين تبدأ وأين تنتهي أمراض الدولة… السلطة الحاكمة تتسابق مع عدد من المؤسسات الخاصة في إعلانات تخريج الأطفال الدعاة ومسابقات تحفيظ القرآن… أين نحن من أمراض الدولة حين يختزلها نواب التزمت الديني بالمشاركة النسائية في الرياضة والاختلاط بين الجنسين، وتوفير أكبر عدد من أيام العطل للمرأة العاملة المسلمة – انظر قانون العمل في القطاع الأهلي الجديد… أين هي هموم الدولة بعد أن أضحت عند الحكومة هي فن استرضاء المواطن، وبكلام أدق فن تسمين المواطن على حساب غده ومصير أبنائه؟
لم يقدم تقرير بلير جديداً، فكل واع يعرف أن "الشق عود" في ثوب الدولة، وخياطها الحكومي مشغول بكيفية "نسف الغترة" فوق العقال.
كارثة الدولة القادمة، ليست في ما ذكره تقرير بلير… كارثة الدولة أساسها في تغييب الوعي عند الإنسان الكويتي، وتخديره بأفيون النفط، فمن يكترث للمستقبل… والخدم في المنزل أكثر من أهل البيت، وحضارة ناطحات الغبار تقوم على سواعد البنغال…؟ ماذا يمكن أن نكتب عن وصفات للمرض الكويتي وصيدلي الدولة لا يعرف قراءتها…؟ أليس من الأفضل أن نشغل وقتنا ونقتل مللنا الدائم بثقافة "… مجبوس طباخنا اليوم مسكت… والوانيت يركب عبري أو ما يركب…"؟!